لا يهم أن تخسر لقاء أو بطولة، المهم ألا تكسر الهيبة ولا المنظومة ولا شخصية الفريق ، فبدونها لن تسير بعيداً لا يهم أن تكون عالمياً، أو قادما من الحواري أو من "زقاق" تُلعب فيه المباريات بنظام "جداري"، المهم أن تكون رجلاً قادرا على تحمل المسؤولية لا يهم أن تكون قائداً لكتيبة فلورنتينو بيريز، أو لاعبا بلا شارة في إحدى فرق الدوري المتوسطة، المهم أن تملك عقلية وروح وحماس فيصل الغامدي لا يهم أن تلعب على أرضك أو خارجها، المهم أن تعرف أن أرضك هي الشعار الذي ترتديه والنادي الذي تنتمي إليه. لا يهم أن تلعب كرة القدم في ناد تاريخي أو ناد صاعد، المهم أن تساهم في كتابة هذا التاريخ، ولا تكن ورقة تكتب الأندية تاريخها على قفاك، فإن لم تكن جزءاً من صناعة الإنجاز فلا تكن جزءاً من كتابة الخذلان على صفحات هذا النادي لا يهم أن تكون رئيساً أو مديراً في نادي عظيم، المهم أن تكون قادراً على الارتقاء به وفرض هيبته والحفاظ على شخصيته البطولية، وألا تنعكس شخصيتك الانهزامية وطموحاتك المتدنية على تاريخ هذا النادي لا يهم أن تحتفي وتتباهى بناديك عند الفوز، الأهم أن تقف معه عند الخسارة وتكن صادقاً مع نفسك عند الانتقاد مؤمناً بأن الكل سيغادر وسيبقى الكيان لا يهم أن تكون إعلامياً تظهر في القنوات المرئية، المهم أن تكون قادراً على النقد الهادف والصادق للارتقاء بالفريق لمنصات التتويج. حين قررتم إبعاد سانتو على حساب العبود، قزمتم الفريق، وحين قررتم إهداء بن زيما شارة القيادة، قزمتم الفريق، وحين قررتم التغاضي عن انفلاتات مارسيلو المدينة، قزمتم الفريق، وحين قررتم التعاقد مع أسماء متواضعة والزج بها في محفل عالمي، قزمتم الفريق ، وحين قررتم تكريس فكرة ضياع الفريق بسبب انضباطية المدرب، قزمتم الفريق والنادي وعقلية المشجع وحين قررتم أن تتصدروا المشهد على حساب الاتحاد فقد أكدتم على إيمانكم بصغر الاتحاد الذي صَغُر برئاستكم له وحين حصل الاتحاد على الدوري والسوبر في الأربع سنوات الماضية، فقد فرط في بطولتي دوري وكؤوس وبطولات آسيوية هي الأسهل نظاماً ، واليوم مونديال كان هدية لناد فرض سطوته القارية والعالمية قبل الجميع وقبل تشجيعكم له وتواجدكم في مشهده. ولأن المشهد أكبر من انهزاميتكم التي قررتم الإبحار على محيطه بقارب خشبي، كان السقوط مليئا بالألم والفضيحة الكروية وأولوية تاريخية استطاع أهلي مصر أن يدونها في صفحاته بعد أن عاش طوال عمره الكروي يحلم بالفوز على الاتحاد ويفشل. أولويات انهزامية تضاف لتاريخكم الكارثي، ندونها لكم قبل أن تغادروا المشهد الذي ينتظر خروجكم، والحروف التي تتمنى أن تكون آخر الرسائل الموجهة لكم فعودة الاتحاد تبدأ بمغادرتكم، وكفارة يا عميد. عماد الحمراني - جدة