سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدافع الشباب في التسعينيات الدولي إبراهيم تحسين يواصل حديث الذكريات ل « الجزيرة » «2 -2»: الهلال والنصر أضاعا بطولات الشباب.. وهبوطه للأولى خطوة تصحيحية..!
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة واسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة!! ومن هذا المنطلق حرصت «الجزيرة» على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة. ضيفنا هذا الأسبوع مدافع فريق الشباب الدولي «سابقاً» إبراهيم تحسين الذي لمع اسمه وعلا شأنه في الحقبة التسعينية حيث بدأ حياته لاعباً في صفوف فريق اتحاد الرياض - قبل حله - ثم فريق نجمة الرياض التي دمجت مع فريق شباب الرياض عام 1388م فانضم لشيخ الأندية «شبلاً» ومثَّله في كافة المراحل السنية الثلاث..!! ويعتبر قائد الشباب الفذ إبراهيم تحسين واحداً من أشهر مدافعي التسعينيات وأكثرهم تألقاً نظراً لقدراته الفنية البارعة وسماته القيادية التي خولته لتمثيل الأخضر وحمل شارته القيادية بكل كفاءة واقتدار في دورة كأس الخليج الخامسة بالعراق عام 1398ه ثم اختير ضمن منتخب الخليج مع المهاجم الفذ ماجد عبدالله حيث جاء هذا الترشيح تقويماً لمستواهما المتميز وامكانياتهما الفنية العالية. واليوم وعبر الحلقة الثانية والأخيرة يواصل ضيفنا الكريم حديث الذكريات فتعالوا نقرأ سطوره التاريخية.. أجمل نهائي! أمام الهلال في نهائي كأس الملك لموسم عام 1400ه لعب الشباب واحدة من أجمل مبارياته على الاطلاق وخسر الكأس بعد أن تعرض لظلم من الحكم عبدالرحمن الموزان، فبعد انتهاء وقت المباراة الأصلي بالتعادل «1/1» امتدت لأشواط اضافية ومن ضربة ركنية لعبها نجم الهلال الشهير ريفالينو فخرج حارسنا سليمان الصقير لابعاد الكرة وتعرض لدفع مباشر من مهاجم الهلال التونسي نجيب الإمام فسقط لتضرب الكرة في رأس لاعبنا البرازيلي المحترف برونو وتدخل المرمى.. طبعاً اعترض زملائي اللاعبون على الحكم لكنه أصر على موقفه واحتسب الهدف ثم أضاف ابن نصيب الهدف الثالث ليكسب الهلال الكأس ب«3/1» وأتذكر أنني وقبل نهاية المباراة في وقتها الأصلي تعرضت لاصابة في عظمة الترقوة وخرجت متأثراً بها. «الجزيرة كرمتنا» من الأشياء الجميلة في حياتي الرياضية أتذكر جيداً أن صحيفة «الجزيرة» أقامت حفلاً تكريمياً لأعضا الفريقين «الهلال والشباب».. لاعبين وإداريين في مقر الصحيفة بحي الناصرية بمناسبة اختيار هذه المباراة كأفضل مباراة في الموسم.. في صورة رائعة ضمت أعضاء الفريقين وأكدت أن تنافسهما يكمن فقط في الملعب..! ريفالينو ورفاقه!! لا ريب أن الكرة السعودية استفادت كثيراً من نجوم فترة الاحتراف الأولى في تلك الحقبة الفارطة.. ولاسيما النجم العالمي المعروف «ريفالينو» الذي أفاد الهلال وأفاد لاعبي الأندية الأخرى الذين استفادوا من امكانياته الفنية الهائلة وقدراته البارعة.. إلى جانب الاستفادة من أبرز عناصر المنتخب التونسي الدوليين «نجيب الإمام وطارق ذياب وتميم الحزام والكعبي والعقربي» عقب مشاركتهم في مونديال الارجنتين عام 1978م حيث أفادوا الكرة السعودية فنياً ولكن مادياً لم تستفد من ذلك النظام لاقتصاره على اللاعبين الأجانب بعكس فترة الاحتراف الحالية التي استفاد اللاعبون منها مادياً إنما فنياً لا أعتقد لضعف وتواضع مستوى اللاعبين المحترفين الأجانب الذين تم التعاقد معهم في فترات مختلفة. اهتزاز الطائرة من المواقف التي لا أنساها أتذكر أثناء سفرنا من اسبانيا إلى العراق واجهت الطائرة المقلة لبعثة منتخب المملكة عاصفة وتعرضت للاهتزاز في الجو.. حيث أصاب الجميع حالة خوف وهلع، المهم قام أحد اللاعبين «...»؟ وطلب من طبيب المنتخب حبة بنادول وحين ذهب لتناولها من حقيبة التفت على بعض اللاعبين وهو في حالة خوف شديد وقال «إذا مت تراني شاري أرض في المكان الفلاني وأهلي لا يدرون عن مكانها بلغوهم عنها» فضحكنا رغم الموقف العصيب الذي تعرضنا له داخل الطائرة. قصة الكاتشب!! ثمة موقف آخر كنا أربعة من اللاعبين في صالة الطعام بالفندق في بغداد «في دورة الخليج الخامسة عام 1398ه» نتناول طعام العشاء وكانت الكاتشب موضوعة في علبة بيضاء خاصة بعلب الكريمة فقام الإداري «...» أرجو أن تعفيني من ذكر اسمه، وبعد انتهائه من العشاء بفتح العلبة وأخذ يأكل من الكاتشب ويقول يا زين حلاهم.. يا زين حلاهم فرددت عليه وقلت «يا قروي هذي كاتشب ما هي حلى»!! ذكريات الأخضر مشواري مع المنتخب بدأ في أوائل عقد التسعينيات وتحديداً قبل انطلاقة دورة الخليج الثانية بالرياض عام 1392ه بشهر تقريباً حيث استدعيت من فريق الشباب أنا وداود جوهر ولاعب ثالث لا أذكره «...»!! بطلب من المدرب طه اسماعيل وذلك عقب عودة المنتخب من معسكره بالمنطقة الغربية وكنت أؤدي التمارين ولم كنت معسكراً معهم «تكملة عدد» وكان عمري آنذاك «17» عاماً. وفي الدورة الثالثة بالكويت شاركت بصفة رسمية ولعبت أول مباراة ضد قطر وفزنا «2/0» وأتذكر أنني أصبت في هذه المباراة ولم أواصل مشواري في هذه الدورة كما شاركت في البطولة الرابعة بقطر والخامسة في العراق واخترت أيضاً لتمثيل المنتخب العسكري في بطولة العالم وكذلك تصفيات كأس آسيا بالعراق عام 1396ه. لقاء الكويت الأصعب على مستوى الأخضر أعتبر مباراتنا ضد الكويت في خليجي بغداد الأصعب حيث واجهنا فريقاً قوياً ومتكاملاً لا سيما خط هجومه الناري المكون من جاسم يعقوب وفتحي كميل، ففي هذه المباراة طلبت من صالح النعيمة القيام ببعض المهام للحد من خطورة جاسم بحكم معرفتي بتحركاته وتوليت مراقبة فتحي ونجحنا في كسب نقطة ثمينة من حامل اللقب الكويت بالتعادل السلبي رغم صعوبة المباراة وقوة الفريق المقابل.. طبعاً نجح المدافع الصاعد صالح النعيمة آنذاك في الظهور بمستوى كان في قمة الاداء والاخلاص واستطاع أن يحد من خطورة جاسم يعقوب ويقدم نفسه كمدافع واعد أعتبره أحد نجوم تلك المباراة.. اختياري ضمن أفضل «8 لاعبين» أعتز كثيراً باختياري ضمن أفضل 8 لاعبين في دورة الخليج الخامسة حيث رشحت أنا وماجد عبدالله من السعودية لتمثيل منتخب الخليج وأتذكر جيداً أنني لعبت ضد فريق هامبورج الألماني وانتهى اللقاء بالتعادل «5/5» وسجل زميلي ماجد عبدالله هدفاً خرافياً حيث راوغ المدافعين والحارس وأسكن الكرة في شباكهم ولا شك بأني استفدت كثيراً من هذه المشاركة الشرفية والاحتكاك بالكرة الألمانية العريقة. «فهد بن ناصر» الأمير فهد بن ناصر - رحمه الله - الذي ترأس الفريق في الحقبة التسعينية بلا شك أعتبره من الرؤساء المثاليين الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة شيخ الأندية وممن كانوا يتميزون بسماتهم القيادية وادارتهم الحكيمة حيث كان له أفضال كبيرة على الشباب وساهم في الوقوف مع ابنائه اللاعبين ودعمهم مادياً ومعنوياً في أحلك ظروفهم. بل يعد - رحمه الله - صاحب دور «مؤثِّر» في حفظ وبقاء أبرز نجوم الفريق الدوليين أمثال الصاروخ والصومالي وخالد سرور وإبراهيم تحسين عقب محاولة كثير من الأندية ضم هؤلاء.. وأتذكر جيداً أن النادي الأهلي فاوضوني بعد صدور قرار نقل وظيفتي للمنطقة الغربية عن طريق شخصية أهلاوية مرموقة «...»؟!! مقابل مبلغ مالي كبير «...»؟!! غير أن الأمير فهد بن ناصر قام بحل مشكلتي الوظيفية وأبقاني في صفوف الفريق.. ومهما أسهب في الحديث عن شخصية سموه فشهادتي مجروحة!! سنوات الجفاف!! تسألني عن سبب غياب فريق الشباب عن ساحة البطولات سنوات طويلة فأجيبك ان الأسباب كثيرة ولعل أبرزها انعدام الروح القتالية، حيث ظلت مشكلة الميول الهلالية والنصراوية للسواد الأعظم للاعبين مسيطرة على عقولهم ونفوسهم وقد يكون لضعف القاعدة الجماهيرية دور في ذلك رغم أن الفريق ضم في سنة من السنوات 7 لاعبين دوليين يمثلون المنتخب إلا أن المشكلة في الروح الانهزامية التي حرمت الشباب بطولات كثيرة! هبوط الشباب هبوطنا للدرجة الأولى.. في النصف الثاني من الحقبة التسعينية اعتبره خطوة تصحيحية، حيث تم تسريح مجموعة من اللاعبين الذين انعدم عندهم الولاء والانتماء لفريقهم فضلاً عن سلوكياتهم، ففي عهد رئاسة الأمير خالد بن سعد اتخذت الإدارة هذا القرار الصعب لبناء فريق جديد قادر على حمل الشعار بكل اخلاص وتفانٍ.. طبعاً لم أشارك في ذلك الموسم.. الذي هبط فيه الفريق.. سوى في مباريات قليلة نظراً لاصابتي في الركبة وابتعدت فترة طويلة وعقب هبوط الشباب تم تسريح اللاعبين وبقيت أنا والصاروخ وراشد الجمعان والصومالي وبعض اللاعبين. وبعد موسم من الغياب صعدنا لدوري الأضواء بجيل جديد ساهم في ظهور الفريق بصورة أكثر روعة وجمالاً ونافس على بطولات الموسم المحلية بعد ذلك. شخصية فذة تشرفت بمعرفة الأمير فهد بن سلطان في خليجي «5» ببغداد كشخصية رياضية واجتماعية فذة فمن الصعب جداً أن أسهب بالحديث عن سموه عبر هذه الأسطر القليلة يكفي أنه جمع صفات المسؤول الناجح في ذاته حيث تعاملت معه فكان مثالياً في سلوكه ومتواضعاً بطبعه الأمر الذي جعله قريباً جداً من نفوس اللاعبين كرئيس لبعثة الأخضر في تلك البطولة. اعتزال الكرة نهاية مشواري مع الكرة كانت عام 1402/1403ه حيث أعلنت اعتزالي بسبب تعدد الاصابات التي عجلت برحيلي من ميدان المنافسة رغم الضغوط التي تعرضت لها لثنيي عن القرار إلا أنني أصررت على موقفي لأني وصلت مرحلة لا يمكن أن أعطي الشباب أكثر مما مضي ويكفي السنوات الطويلة التي مثلت بها الفريق والمنتخب.. وآخر مباراة لعبتها كانت ضد فريق الرياض في الدوري لا أذكر نتيجتها «...»؟ كانت آخر عهدي بالمستديرة. وبالمقابل ابتعدت عن الرياضة «5» أعوام وعدت بعد ذلك لخوض تجربة جديدة في ميدان التدريب بدعم وبطلب من الأمير خالد بن سعد..!! ولا أنسى في الوقت ذاته المدرب العربي محمد عبده الوحش الذي أهداني كتاباً عن أساليب التدريب وطرقه وأتذكر جيداً حين أشرف على الشباب قال أنت يا ابراهيم مدرب ولست لاعباً!! فخر واعتزاز ينتابني شعور بالفخر والاعتزاز كوني المدافع الشبابي الوحيد الذي غادر الملاعب والساحة الرياضة بلا بطاقة حمراء في الوقت الذي حصلت على بطاقات صفراء ليست بسبب الخشونة أو سوء سلوك إنما لعوامل تأخير الوقت أو تعطيل اللعب، فأنا حين توليت شارة القيادة الشبابية أدركت أنني اللاعب القدوة الذي يجب أن يحتذى به داخل الملعب الأمر الذي دفعني إلى المحافظة على سجلي السلوكي النظيف وعدم وضع الفريق في موقف محرج نتيجة تصرف طائش أو سلوك مشين!! السمات القيادية أبرز السمات الايجابية للاعب القيادي أن يكون نظامياً وانضباطياً وأن يكون محبوباً وقريباً من نفوس زملائه اللاعبين.. بتعامله وشفافيته.. يستطيع أن يأخذ حقوقهم من الإدارة باعتبار أنه حلقة وصل بين الإدارة واللاعبين. جهود مشتركة في عام 1411ه أشرفت على تدريب الفريق في مسابقة كأس الاتحاد ثم تم التعاقد مع المدرب البرازيلي كامبوس.. وعملت مساعداً له قبل بداية الدوري طبعاً زودت المدرب بتقرير شامل عن الفريق ماذا ينقصه وماذا يحتاج؟! وشرحت له مشكلة ما يكتب عن بعض اللاعبين حول ميولهم للأندية الأخرى وأتذكر أنني طلبت من الإدارة استئجار استراحة لطرد الملل من المعسكرات وعملنا مع الإدارة التي كان يرأسها محمد جمعة الحربي جهداً مضاعفاً رغم مشكلة الأمور المالية التي واجهتنا في ذلك الوقت حتى إنني طلبت من أبي حامد صرف مكافأة الفوز الذي بدأنا فيه المسابقة ب«3» انتصارات متتالية وبدوره تحدث مع الأمير خالد بن سلطان «رئيس أعضاء الشرف» حول مشكلة الأمور المادية وطلب سموه أن أكلمه شخصياً وبالفعل تحدثت معه - حفظه الله - عن أوضاع الفريق المالية حتى إنه قال نحن نريد بطولة ووعدت سموه بتحقيق ذلك لأنني وجدت الفريق يسير بصورة منظمة وبروح الأسرة الواحدة والحمد لله استطاع الشباب تحقيق أول بطولة للدوري الممتاز عام 1411ه في تاريخه اعتبرها الأغلى في حياتي الرياضية ثم توالت البطولات بعد بناء فريق منظم ورائع يلعب الكرة الجماعية بروح قتالية. لاعب الأمس هناك فرق كبير بين لاعب اليوم ولاعب الأمس ففي الماضي كنا نزاول رياضتنا برغبة صادقة وانتماء حقيقي وكنا نجسد الانضباطية على أرض الواقع قبل بداية التدريبات بساعة أو بساعة ونصف لأننا متشوقون ل«الكورة». لاعب الأمس كان يمتاز بالموهبة والمهارة حتى البنية الجسمانية التي تعد أبرز مقومات النجاح ميدانياً للاعب، بعكس لاعب اليوم الذي تنقصه الموهبة رغم توفر الامكانيات سواء المنشآت الضخمة أو حتى القدرات التدريبية وأتمنى في الحقيقة أن يستفيد اللاعبون من نظام الاحتراف بصورة أكثر فعالية لتطوير مستواهم وتنمية قدراتهم الفنية في ظل توفر كل المقومات التي تساعد على الارتقاء بالمستوى بصورة أفضل. لم أحظ بالتكريم للأسف لم أحظ بالتكريم.. رغم تاريخي الرياضي المشرف كلاعب دولي خدم نادي الشباب والمنتخب.. ولا أتصور أن الإدارة الشبابية تتجاهل إبراهيم تحسين وتتجاهل تاريخه إنما هناك كثير من اللاعبين الدوليين بالنادي يستحقون أيضاً التكريم عموماً يبقى حب الشبابيين والناس هو التكريم الحقيقي لشخصي البسيط. دعم وتشجيع في حياتي الرياضية شخصيات شبابية ورياضية وجدت منهم الدعم والمؤازرة والتشجيع.. الأمير خالد بن سلطان والأمير فهد بن سلطان والأمير خالد بن سعد والشيخ عبدالحميد مشخص والشيخ صالح ظفران - رحمه الله - والأستاذ محمد بن جمعة الحربي الذي كان يعد وراء بقاء الشباب وحفظه من الضياع. الاستفادة من اللاعبين السابقين!! أتمنى أن تستفيد الأندية من لاعبيها السابقين فمثلاً لاعب خدم ناديه «15» سنة أو «12» سنة يجب الاستفادة منه ومن قدراته سواء في الجانب الإداري أو الجانب ا لفني تكريماً وتقديراً للسنوات التي قضاها في خدمة فريقه لاعباً.