كان المدرج يصدح بشوك البرشومي، وحين ترهل حضرت ورود الصباح في المساء، واكتسى المدرج بالأصوات العاطلة وضيوف الشرف والأهازيج المستهلكة والرديئة كان لا بد من القطف تحت أي ظرف وفي أي توقيت، ولكن من سيجرؤ على قطف ورود قررت أن تنبت في أحضان إدارة الاستعراض والسنابات، فكان يجب أن تُقطف صلاحيات الإدارة أولاً ثم يتبع ذلك قطف ما تبقى من عاهات. من عاش في هذا المدرج يدرك ما وصل إليه من ترهل وبطالة طغت على أفراده وتبلد، كان هو سيد المشهد وصفحة تكمل صفحات الكشكول الإداري الرديء، وحتى من يجهل قيمة المدرج الاتحادي، كان يعلم أنه في هذه المرحلة وصل إلى كآبة المنظر. لم يكن حمدان يستحق المكانة ولم يكن وجوده كنائب يمثل خطراً على مكانة صالح، حيث كان وديعاً لا يحلم برئاسة المدرج ولا يجيد قيادة رابطته ويعيش ويقتات على اقتباس شخصية القرني، ولأن الرابطة كانت تمثل موقف قوة لامتلاكها العديد من الأصوات وقادرة على ترجيح كفة الرؤساء، كان طلب الود من شخصياتها يساعد الإدارات على الاستمرار، كل ما سبق كان صالح يجيد إدارته قادر على القيام بدوره حتى بدون أن يمسك المايك. اختلفت التوجهات وتبدلت مراكز القوى فكان مهماً جداً أن تتغير مفاهيم اللعبة، طار صالح بعد أن أصبح أضعف من أن يدير المشهد الانتخابي، واستلم حمدان الذي شعرت الإدارة بقدرتها على العمل معه سواء بالسيطرة أو قبول طلباتها لا يهم، المهم أنها تجد فيه صفات عريف الفصل والنتيجة انفلت المدرج ونثر أعضاءه فضائحهم التي كان يصالح يجيد سترها والسيطرة عليها. استبشرت الأندية بالمشهد واحتفى الجيران بتغيير الرابطة بعد الديربي الذي يبقى أتفه من أن يكون له تبعات، خاصة والفريق ينتظره مونديال يحتاج المدرج فيه للاستعداد ولا يوجد وقت مناسب للتحرك خير من فترة التوقف من صالح الاتحاد أن القرار خاضع لإدارة عليا تداركت الأخطاء وقررت متأخرة إعادة تنظيم المدرج "حرصاً على الجانب التسويقي" الذي يسبق المونديال ومن حسن حظ المدرج أن يكون العمل بإشراف الإدارة الربحية بعد أن تم سحب صلاحيات إدارة السناب عن المدرجات، ومن المنتظر أن نرى عملاً يليق بالمدرج وتنظيمات تعيد للمدرج توهجه. تعيين من عرف المدرج إخلاصهم وتضحياتهم وحبهم للعمل، وتقديم روشتة العلاج التنظيمية التي ينتظرها المدرج وننتظر من الإدارة الربحية تطبيقها واستحداث تنظيمات تخص الأعضاء والمجالس كما تم إعلانه خطوة متأخرة و مهمة جداً فمدرج الاتحاد مختلف، مبتكر، مميز، لا يقبل الترهل، ولا يعرف السقوط، ولا يهوى التقليد، ولن يتوقف عن ولادة القادة والمبدعين، ومهما بلغ الإحباط لدى الجماهير العاشقة، فوهج النمور سيعود اشتعاله ولكن بعد أن ندفع ضريبة العشوائية. مبارك للأسماء التي تم طرح الثقة فيها، وعليها أن تتذكر دائماً أنها كسبت شرف المنصب بجهدها ولن تحافظ عليه إلا بعملها، وهذا تحديداً ما ننتظره منهم ونؤمن بقدرتهم على ذلك، بعد توفيق الله، وشكراً للأسماء المترهلة التي عليها أن تهتم بمستقبلها بعيداً عن المدرج الأعرق. عماد الحمراني