حاولت أن أبدأ من ملحمة الدوري وما تلاها من أحداث، لكني وجدت أن الإسهاب لا وقت له ولا فائدة منه اليوم نحن أمام صوتين، صوت الإقالة وصوت الثقة، وأعتقد أننا تحديداً بحاجة للحلين معاً والقفز للمنطقة الرمادية خاصة بعد سقوط جبل القهر، وانهيار جبل تهامة الشامخ الذي كتب ملحمة الدوري والسوبر وكان قريباً من الكأس. فالتهامي الذي كان يلعب بتحرر، ويقدم فريقاً لا تشعر بغياب لاعبيه، ولديه ثبات فني وتنظيم دفاعي ترجمته شباك غروهي النظيفة، وتميز بالمرونة التكتيكية متنقلاً بين الرسم التكتيكي 4-4-2 / 3-4-2-1 / 3-5-2 / 5-4-1 أصبح اليوم يقف بعجز وبدون ردة فعل أمام معطيات اللقاءات. الأسباب كثيرة والإقالة أسهل الحلول، لكن أين سنذهب بعد ذلك، وكيف سنستطيع الصمود في دوري مليء بالفرق الشرسة والمنافسات القوية وروزنامة البطولات الست التي يخوضها الاتحاد. أكبر علة تواجه سانتو اليوم هي انفلات غرفة الملابس وانعدام الثقة وفقدان التواصل بين المدرب واللاعبين والإدارة والمدرج، وغياب القائد القريب من الجميع والعارف بتفاصيل النادي «لهذا من الصعب أن يقوم بن زيمه بهذا الدور. وجود حجازي اليوم مطلب وعودته للتواجد أصبحت مُلحة، ومشاركته في صناعة القرار والقيام بدوره القيادي والفني أكثر ما نحتاجه اليوم ويحتاجه سانتو، في ظل تشتت الفريق يجب أن يكون هناك تحديد للأولويات البطولية والتركيز مبدئياً على الآسيوية والمونديال وبذل كل الجهد في هاتين البطولتين لأنها واجهة للوطن وقيمتها تقلل من ألم البعد عن الدوري. العبود لا يملك مفتاح البطولات ولا الانتصارات لكن حالياً يجب أن يستغل الفريق كل نجومه خاصة وأن الإدارة عجزت عن إعارته أو بيعه لهذا يجب إنهاء مشكلته، في الوقت نفسه يجب عدم التغاضي عن رعونة حمدالله ومزاجية كورونادو وتصحيح الأخطاء الفنية سواء إضاعة الفرص في كل لقاء أو إهدار الكرات الثابتة أو بطء الارتداد وعلى سانتو أن يبدأ من جديد ويعمل على إعادة الاتحاد الذي يعرفه قبل الجميع نفسياً وفنياً ولا يكون ذلك إلا بعودة الرغبة المفقودة له احترام المدرج وتقدير جهوده والتوجه إليه بعد كل لقاء بشكره مهما كانت النتيجة يعيد للمدرج الثقة التي سيستمدها اللاعبين من مدرجهم ويجب أن يقوم المدرب بهذه الخطوة مع لاعبيه ليعكس للمدرج ثقته فيهم وتقديره لهم وأعتقد أن لعب ثلاث لقاءات قادمة خارج الأرض فرصة لذلك. تجاوز الأزمة النفسية السائدة على جميع من يمثل النادي لا يكون إلا بالتواصل بين الجماهير وناديهم، لا يمكن أن يدار الاتحاد بفوقية وغموض إداري، فالاتحاد ملك جمهوره وقوته تُستمد من ارتباطه بهذا المدرج، وعلى الأعضاء المؤسساتية إدراك ذلك. مازال الموسم في بدايته، ومازالت الشخصية الاتحادية قادره على العودة متى ما آمن الجميع بذلك، فقد عادت الرابطة للتوهج بقرار شجاع، لهذا على الإدارة الربحية الصامتة أن تملك المسؤولية والشجاعة لمواجهة الصعاب في الاتحاد تمرسنا على مواجهة العقبات واستطاع أبناؤه كتابة إنجازاتهم من رحم المعاناة، لهذا نحن بحاجة لترتيب الأهداف القصيرة والتركيز في كل خطوة يجب عودة الثقة حينها سنتجاوز المنعطف الأصعب في هذه الفترة. يجب ألا تفكر الإدارة الربحية في حضور الجماهير بقدر تفكيرها في إعادة ترتيب الفريق وفق العناصر المتاحة، لا وقت لإطلاق وعود الشتوية ولا ثورة فنية بإدارة تتوارى عند السقوط وتقفز على المشهد عند الفوز وتتهرب من المسؤولية عند الصراع اتحاد اليوم بحاجة إلى رجال لا شهادات تحمل مسؤولية لا حضور شكلي مصارحة وحلول لا صراعات ايمان لا استسلام جهد لا عمل وقبل ذلك كله وعي بقيمة وشخصية ومكانة وطموح وشموخ الاتحاد والاتحاديين، فالمرحلة القادمة مرحلة المخلصين فقط. للرجال فقط عماد الحمراني - جدة