أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من التصدي لغالبية الطائرات المسيرة الروسية في موجة أخرى من الهجمات التي تم شنها خلال الليل. وقالت القوات الجوية الأوكرانية، عبر تطبيق تيليغرام صباح الخميس، إنه تم تدمير 34 من بين إجمالي 35 طائرة مسيرة عند الاقتراب. وأضافت أن الدفاعات الجوية الأوكرانية نشطت في عدة مناطق، بما في ذلك حول العاصمة كييف. وبعد مرور نحو عامين على بدء الغزو الروسي الشامل، تعلن أوكرانيا حاليا عن تعرضها لهجمات بطائرات مسيرة كل ليلة تقريبا، وتعتمد بشكل كبير في دفاعها على أنظمة الأسلحة الغربية. وهذا سبب آخر يجعل كييف تأمل بشدة في عدم توقف المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، والتي تتعثر حالياً. من جهته أعلن حاكم منطقة بريانسك الروسية، ألكسندر بوجوماز، عبر تطبيق تيليغرام، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرة مسيرة ثابتة الجناحين فوق منطقة بريانسك. وقال بوجوماز "حاول إرهابيون أوكرانيون تنفيذ هجوم باستخدام طائرة مسيرة على أهداف في منطقة سوراجسكي. ودمرت قوات الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الروسية طائرة مسيرة ثابتة الجناحين. ولم تقع إصابات أو أضرار"، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأضاف بوجوماز أن فرق الطوارئ تعمل في مكان الحادث. وأكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تحقق مكاسب في هجومها البري الذي استمر شهرين في جنوب شرق أوكرانيا حول مدينة أفدييفكا الصناعية. وقال الكولونيل أولكسندر شتوبون، المتحدث الإعلامي باسم الجيش في ذلك الجزء من الجبهة: "منذ 10 أكتوبر، عندما أصبح العدو "روسيا" أكثر نشاطا، تقدم بمقدار كيلومتر ونصف إلى كيلومترين في بعض الأماكن". وأضاف شتوبون عن الهجمات على طول الجبهة ، خاصة في أفدييفكا، القريبة من مدينة دونيتسك التي تحتلها روسيا: "لكن ذلك كلفه الكثير". وأقر شتوبون خلال ظهوره يوم الأربعاء في الأخبار التلفزيونية الأوكرانية بأن القوات الروسية لديها أعداد متفوقة. كما أشار مراقبون مثل معهد دراسة الحرب في الولاياتالمتحدة إلى نشر روسيا لأعداد كبيرة من الجنود والعربات المدرعة في المنطقة، وكذلك إلى الخسائر الروسية العالية. وتؤكد تقاريرهم أيضا التقدم الروسي، الذي يضع المدافعين الأوكرانيين المتبقين تحت ضغط متزايد في أفدييفكا. وأدرج تقرير هيئة الأركان العامة الأوكرانية مساء الأربعاء 89 هجوماً برياً روسياً فردياً على سبعة أقسام من الجبهة. ووفقا للتقرير، وقع 31 هجوماً بالقرب من أفدييفكا. ومع ذلك، تم احتساب 29 معركة أيضاً على الضفة الجنوبية لنهر دنيبرو بالقرب من كرينكي في منطقة خيرسون. ولم يتمكن الروس بعد من صد هذه القوات الأوكرانية الصغيرة نسبيا، وفقا لتقرير هيئة الأركان العامة من كييف. ووفقا لوزارة الدفاع البريطانية، فإن القتال في أوكرانيا بالكاد يجلب أي تغييرات على خط المواجهة، مضيفة أن روسيا تواصل محاولة شن هجمات فردية. من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة من جميع الأنواع في دفاعها ضد الغزو الروسي. وأضاف زيلينسكي في خطابه المسائي بالفيديو الأربعاء: "هذه أولوية واضحة للدولة وطريقة ملموسة لحماية أرواح محاربينا". وأوضح أنه تحدث في مشاورات مع الحكومة والجيش في كييف بشأن الطائرات المسيرة المخزنة وما هو مطلوب على خط المواجهة. وقال زيلينسكي: "سيتم تسريع الخدمات اللوجستية". وأضاف أنه يجري العمل أيضا على تحسين فعالية الطائرات المسيرة. وفي إطار بحث أوكرانيا عن جنود إضافيين، يريد وزير الدفاع رستم أميروف أيضا انضمام الرجال الذين يعيشون في الخارج لأداء الخدمة العسكرية العام المقبل. وقال أميروف في تصريحات نشرت ليل الأربعاء/الخميس في وسائل إعلام ألمانية من بينها صحيفة بيلد وفيلت تي في وبوليتيكو إنه سيطلب من الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عاما في ألمانيا ودول أخرى والمؤهلين لأداء الخدمة العسكرية الحضور إلى مراكز التجنيد التابعة للقوات المسلحة. وأضاف الوزير أنه يوجه دعوة، لكنه أوضح أنه ستكون هناك عقوبات إذا لم يمتثل أي شخص للطلب. وقال: "ما زلنا نناقش ما يجب أن يحدث إذا لم يأتوا طواعية". ويرغب الجيش الأوكراني في تعبئة ما بين 450 ألفاً إلى 500 ألف جندي إضافي لصد الغزو الروسي. غير أن شروط الإطار المالي والسياسي لم تتضح بعد. ووصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي التعبئة بأنها "قضية حساسة". وقال أميروف إن العدالة مهمة. وفي المستقبل، ينبغي أن يكون واضحا مسبقا للمشمولين بالأمر كيف سيتم تدريبهم وتجهيزهم، وأين ومتى سيخدمون ومتى سيتم إنهاء خدمتهم. وعلى الرغم من الحظر، سافر العديد من الرجال الأوكرانيين إلى الخارج قبل استدعاء محتمل. ومن المقرر أن يتلقى الروس المطلوبون لأداء الخدمة العسكرية أوراق استدعائهم عبر الإنترنت اعتباراً من خريف عام 2044، حسبما أظهرت وثيقة نشرت على الموقع الالكتروني للكرملين. ولن يضطر المطلوبون للتجنيد بعد ذلك إلى الحضور شخصيا إلى مكاتب التجنيد في مناطقهم، وفقا للتشريعات السارية حاليا. وبالإضافة إلى ذلك، سيستحدث الجيش منصبا جديدا وهو نائب وزير لشؤون الرقمنة. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إبريل الماضي، قانونا يسمح باستدعاء الرجال للخدمة العسكرية بيسر أكبر من ذي قبل. وبموجب أحكام القانون، لن يتعين بعد الآن تقديم أوراق الاستدعاء شخصياً، ولن يسمح للمجندين المسجلين عبر الإنترنت بمغادرة روسيا قبل تسليم أنفسهم للخدمة.