بعد قرابة أربعة أشهر على صدور روايته "ليلة حديقة الشتاء" الصادرة عن دار نقوش عربية دخل الروائي التونسي حسونة المصباحي ضمن القائمة الطويلة المرشحة للفوز في الدورة الثامنة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب - فرع الآداب. من يعرف المصباحي عن قرب يدرك جيداً مدى انحيازه للبسطاء والمهمشين والتصاقه بهم، محطماً تلك الفكرة العتيدة "الأدباء في أبراج عاجية". يصف روايته المرشحة أنها سبحت ضد التيارات السائدة في الرواية العربية مراهناً انها ستكون مختلفة سواء في بنية الرواية ونسقها العام، وأسلوبها وتقنياتها. ويمضي المصباحي جل وقته بين القراءة والكتابة ورياضة المشي يشير إلى أنه في عمله الروائي "ليلة حديقة الشتاء" لا يوجد في الرواية بطل رئيس يهيمن على أحداث الرواية من بدايتها إلى نهايتها، بل هناك أصوات متعددة تتداخل هنا وهناك لتروي وتسرد وتعلق؛ وجُلّ الشخصيات واقعية مثل شخصيات هنري ميللر في روايته: "بلاكسيس" التي استحضر فيها أدباء وفنانين وفلاسفة وصعاليك ومهمشين يجوبون شوارع نيويورك بحثاً عن لقمة العيش، لافتاً إلى أن هذه الشخصيات الواقعية التي نعرفها تمتلك أبعاداً قد تكون أشدّ عمقاً من أبعاد الشخصيات المتخيلة. وعلى أية حال نحن نعلم أن جل الشخصيات في الروايات الكبيرة مستوحاة من شخصيات حقيقية بدءاً من دون كيخوتي وحتى ليبولد بلوم في "اوليسيس" جويس، ومصطفى سعيد في موسم الهجرة إلى الشمال، مروراً بشخصيات بالزاك ودستويفسكي وتولستوي وستاندال وغيرهم. ومن خلال تصفح الرواية نجد أنها تبحث في معنى الاغتراب الداخلي والخارجي الذي قد يفضي إلى خواء روحي، وإلى أزمات نفسية ترمي بصاحبها في حديقة الشتاء العارية، تطير في سمائها طيور سوداء تشبه الغربان جرت أحداث الرواية في باريس، ومدريد، والأندلس، وطنجة، ودوز، وتوزر، وجربة، والقيروان، وتونس العاصمة. كما حضرت في مدن أخرى مثل برلين وكولونيا ودبلن وزيوريخ. حسونة الذي يمضي جل وقته في قريته بين القراءة والكتابة والمشي كشف ل"الرياض" أنه انتهي من ترجمة مختارات من الشعر الفرنسي المعاصر تبدأ من جيرار دو نرفال وتنتهي بفيليب جاوكتيه، مختاراً لها عنوان: "بعيداً عن هذا العالم المدنس". حيث قدّم كل شاعر بتعريف مختصر ومكثف عن حياته وعن مسيرته. وأشار في ختام حديثه إلى أنه بهذا العمل يختم سنة كانت وفيرة الإنتاج حسب رأيه حيث أصدر رواية: ليلة حديقة الشتاء، وكتاب آخر في أدب الرحلة: "تسعة أيام في إسطنبول"، وقريباً سينتهي أيضاً من كتاب "يوميات الذهيبات - 2022-2023"، و"أنوار جرمانية، وهي دراسات عن أهم رموز الفكر والأدب في ألمانيا منذ كانط وحتى القرن العشرين، وهيدغر فيلسوف الزمن والكينونة، وترجمة لمسرحية عن هولدرلين للكاتب الألماني بيتر فايس، ونقلت إلى العربية كتاباً للدكتور المنصف الدنقزلي عن رجل غريب الأطوار من مدينة سوسة. بالإضافة إلى العديد من المقالات والدراسات الأدبية. الزميل حسين الحربي خلال لقائه الروائي حسونة المصباحي