فازت الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بتنظيم المعرض العالمي إكسبو 2030 بعد تقديم ملف مبهر سحق منافسيه، حيث لأول مرة في التاريخ يتم حسم اختيار البلد المضيف من الجولة الأولى وب119 صوتاً، هذا الفوز له دلالات ومكاسب وانعكاسات كبيرة جداً تتجاوز أي فوز آخر حظيت به دولة سابقاً. على المستوى السياسي ظهر هذا الفوز كانعكاس على الثقة الكبرى التي تتمتع بها قيادة المملكة، وعلاقاتها المتميزة مع مختلف دول العالم، ونفوذها في مختلف بقاع الأرض، فهذا التأييد الضخم لا يتم الحصول عليه بسهولة، وهو الذي يمر وفق حسابات سياسية وعلاقات اقتصادية عالمية معقدة، أيضاً الثقة الكبرى بالحكومة السعودية التي تعد وتنفذ دائماً. أما على المستوى الاقتصادي فالتحولات الكبرى التي تقودها المملكة والتغيرات الحادة في الاقتصاد العالمي تجعلها هي الخيار الأول لرؤوس الأموال، والمقصد الأول للطامحين، وبالتالي فمن المثالي انعقاد المؤتمرات والفعاليات في المكان الأكثر اتزاناً واستقراراً مع وجود خطة واضحة المعالم ومستهدفات قابلة للتحقيق، بل وتحقق معظمها قبل أوانه، في عالم مليء بالتقلبات والأجندة المتناحرة. ستقوم المملكة بضخ 7.8 مليارات دولار وهي تكاليف استضافة المعرض الذي يمتد لستة أشهر، حيث سيقام على مساحة 6 ملايين متر مربع بتصميم فريد يرمز إلى "المسؤولية عن حماية الكوكب"، يتزامن ذلك مع مشروعات كبرى يتم العمل عليها في العاصمة مثل مطار الملك سلمان ومشروعات المكعب والدرعية والقدية وغيرها، مما يجعل تجربة 41 مليون زائر متوقع مختلفة عن أي معرض آخر، بعائد مالي مباشر يتوقع أن يتجاوز ب1.5 مليار دولار، وعدة مليارات أخرى غير مباشرة ستتدفق على الفنادق والمطاعم وقطاعات الترفيه والثقافة وبقية الخدمات المصاحبة، مما يخلق المليارات للمشروعات المصاحبة ومئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. بعنوان "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل"، سيكون إكسبو تتويجاً لرؤية المملكة 2030، وامتداداً لعشرات الفعاليات الرياضية والثقافية والعلمية العالمية التي تستضيفها المملكة، مما يجعلها وجهة استثنائية وخياراً أولاً للاستثمارات والمفكرين والمتميزين، بالتزامن مع استراتيجيات وطنية محفّزة وجاذبة تستقطب العالم للمنطقة، وانتقال مقرات كبرى الشركات العالمية، وشراكات دولية ضخمة، مما يعكس صورة مشرفة عن هذا الوطن العظيم، وينشر ثقافته المتنوعة، بقيادة مباركة من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله-.