انطلقت قبل أيام دورة الألعاب السعودية في نسختها الثانية، بعد أن لاقت النسخة الأولى نجاحًا كبيرًا من الناحية الفنية والتنظيمية، إذ استمر خلالها تألق أبطال نعرفهم جيدًا، كما شهدت تلك الدورة مولد أبطال آخرين، واكتسب العاملون والمنظمون خبرة في تنظيم مثل هذه الأحداث الرياضية، بل إنهم برهنوا أيضًا على قدرة المملكة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى بشكل مثالي، ونثق بأن النجاحات ستتواصل في النسخة الحالية، في ظل الدعم الضخم الذي تحظى به الرياضة السعودية من قيادتنا. النجاح الكبير في أول نسخة حفز المسؤولين على إقامة دورة الألعاب السعودية هذا العام بمشاركة أكثر من ستة آلاف رياضي في أكثر من 53 رياضة، وتُعد الدورة أكبر حدث رياضي وطني يقام سنويًا في المملكة، إذ تهدف إلى صناعة جيل رياضي قادر على تمثيل المملكة في المحافل الرياضية الدولية، من خلال الكشف عن مواهبهم وتطويرها وخلق مساحات وفرص لممارسة جميع الأنشطة الرياضية، وتعزيز الحركة الرياضية في المملكة، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق عدد من مستهدفات رؤية المملكة 2030 لرفع جودة الحياة بالتميز الرياضي وإلهام الشباب السعودي من خلال الرياضة. أما الجوائز المالية فتعتبر مغرية ومحفزة، لأن الميدالية الذهبية مكافأتها مليون ريال، مقابل 300 ألف للفضية و100 ألف للبرونزية، فيما أطلقت اللجنة المنظمة في هذا العام فئة جديدة في الدورة للشباب تحت 18 عاماً وذلك في 12 لعبة رياضية، وحفزتهم من خلال تخصيص جوائز قيّمة، إذ يحصل الفائز بالميدالية الذهبية على 100 ألف ريال، والفضية 50 ألف ريال، والبرونزية 25 ألف ريال، وهنا أنصح كل من يمتلك موهبة في أي لعبة، بأن لا يبخل على نفسه لأن أمامه فرصة ذهبية أمامه في ظل الاهتمام الكبير بالألعاب المختلفة، لأن رياضتنا لم تعد كرة قدم فقط، نظرًا لأن أبطال بقية الألعاب أصبحوا محل اهتمام لا يقل عن لاعبي الكرة، والجوائز المالية المغرية المرصودة في دورة الألعاب السعودية أكبر دليل على ذلك. كلنا مؤمنون بأن المملكة غنية بالمواهب في الرياضات المختلفة، وقادرون على صناعة جيل ناشئ من الأبطال يحصدون الميداليات في المحافل العالمية متى ما نالوا الدعم الكافي مثلما يحدث معهم اليوم، والأهم أن تكون هذه الدورة وجوائزها المحفزة هي الانطلاقة، وألا يكتفوا بما يحققونه محليًا، خصوصًا في ظل التقدير الكبير والتشجيع الذي ناله كل من أنجز دوليًا. كما أن مثل هذه الدورات هي فرصة لإظهار قدرات المملكة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، كونها تمتلك البنى التحتية والطاقات البشرية الناجحة، خصوصًا وأن الأعوام المقبلة ستشهد احتضان أحداث رياضية كبرى، مثل دورة الألعاب الآسيوية للصالات والفنون القتالية في 2025، وكأس آسيا لكرة القدم 2027، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 في تروجينا بنيوم، ودورة الألعاب الآسيوية 2034.