أصبحت أخبار استضافة المملكة لأي أحداث رياضية مهما كان حجمها وقيمتها أمرًا طبيعيًا في ظل جملة الأحداث الرياضية الكبرى التي استضفناها خلال الأعوام الأخيرة، والتي تعكس اهتمام قيادتنا بملف الرياضة ووضعها في مكانتها التي تستحقها عالميًا، سواءً من خلال الاستضافات أو حتى النتائج. وإذا عدنا بالذاكرة للأعوام الأخيرة، نسترجع عددا كبيرا من الأحداث الرياضية المتنوعة التي استضافتها المملكة ونجحت فيها بامتياز، مما منحها ثقة كبيرة في المجتمع الرياضي الدولي وأفضلية في كل ملف تتقدم له، وجعلها لاعبًا أساسيًا في الرياضة حول العالم. واستضافت السعودية أحداثًا رياضية عالمية كبرى في الأعوام الخمسة الماضية، في رياضات كرة القدم والملاكمة والسيارات والتنس والفروسية والرياضات الإلكترونية والغولف، بالإضافة إلى عروض المصارعة، وفي كل استضافة كانت تلفت أنظار العالم، وتحظى بإعجابهم، وذلك بسبب الإمكانيات الكبيرة التي نمتلكها من طاقات بشرية ومنشآت وبنى تحتية وحسن تنظيم. وفي الفترة المقبلة، ستواصل المملكة تسجيل حضورها ووضع بصمتها في استضافة الأحداث الرياضية المنوعة، إذ ستحتضن جدة كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخها، كما تستضيف السعودية بطولة كأس آسيا للمنتخبات 2027، بالإضافة إلى دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، ودورة الألعاب الآسيوية 2034، وباتت استضافة مونديال 2034 أقرب من أي وقت مضى وهو الحدث الأكبر كرويًا، ولن يكون الأمر مفاجئا إن استضافت السعودية دورة الألعاب الأولمبية، كونها من بين الأهداف التي وضعها المسؤولون. انعكاسات مثل هذه الاستضافات على وطننا الغالي لن يقتصر على الجانب الرياضي، بل سنحصد ثماره في جوانب سياسية واقتصادية وترفيهية أيضًا، فالعالم بات يعرف الوجه الحقيقي للمملكة وقيادتها وشعبها، كما أن هذه الاستضافات انعكست إيجابيا على الحركة الاقتصادية من خلال زيادة أعداد المسافرين والسياح، ورفع نسبة الحجوزات في الفنادق وغيرها من الأمور التي تنعكس إيجابيًا من الناحية الاقتصادية.