الرياضة النسائية شاركت بقوة في الأولمبياد.. ونسبة الممارسين للرياضة تزداد تعيش الرياضة السعودية اليوم نهضة غير مسبوقة على كافة الأصعدة، إذ خطت خطوات متسارعة نحو مقدمة دول العالم، سواء من خلال الإنجازات التي تحققت في مختلف الألعاب، أو بعد تحولها إلى وجهة لاستضافة البطولات والأحداث العالمية. وتحظى رياضتنا بدعم تاريخي وكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله، إذ نالت حصتها من الاهتمام في رؤية المملكة 2030 التي أطلقت برعاية خادم الحرمين الشريفين في عام 2016، بالإضافة إلى أنها اخذت نصيبها في برنامج جودة الحياة. ونحن نحتفل اليوم بذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله– ملكاً للمملكة العربية السعودية، نشدد على أنه من أكبر الداعمين للرياضة السعودية منذ تأسيسها، ويُعرف أيضاً بقربه من الرياضيين منذ أن كان أميراً للرياض، إذ التقى بهم في عدد من المناسبات التي كان يستقبلهم خلالها لمعرفة احتياجاتهم أو لتكريمهم أو لتوجيههم. ومنذ توليه مقاليد الحكم، أحدث اهتمامه ودعمه التاريخي حفظه الله، نقلة نوعية للرياضة السعودية، من خلال الإنجازات التي تحققت، أو باقتحام المملكة لخارطة الدول التي تجذب أنظار الرياضيين حول العالم. وكانت البداية من تحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة تحمل مسمى «هيئة الرياضة»، ثم تحول الهيئة إلى وزارة، وأعقب ذلك دعم تاريخي حصدت السعودية ثماره عالمياً. ومن بين القرارات المهمة في عهد خادم الحرمين الشريفين هو السماح للأسر بدخول الملاعب وحضور المباريات، وتهيئة الملاعب بما يتوافق مع هذا القرار التاريخي، إذ شاهدنا كيف امتلأت المدرجات بالأسر، وأصبحت مباريات كرة القدم والميادين الرياضية متنفّساً للأسر. بالإضافة إلى النقلة النوعية التي حدثت على مستوى الرياضة النسائية، وتمكين المرأة السعودية من ممارسة الرياضة، من خلال تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وكيلاً لرئيس الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي، ورئيس الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وأثمر ذلك عن إنجازات عدة تحققت للرياضة السعودية من خلال الرياضة النسائية. وتعد استراتيجية دعم الأندية قفزة هائلة في تاريخ أنديتنا، إذ انعشت خزائن الأندية، ولم يعد هنالك نادٍ غير مقتدر مادياً. ولعل من أبرز الأنجازات التي تحققت في عهده -حفظه الله-، تأهل منتخبنا إلى مونديال 2018م في روسيا، بالإضافة إلى إنجاز منتخبنا الشاب الذي توج بلقب كأس آسيا، وتأهل للعب في كأس العالم للشباب 2019م، ومن بين الإنجازات الكروية تحقيق الهلال لقب دوري أبطال آسيا 2019م، وتأهله للمشاركة في كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى تأهل منتخبنا إلى أولمبياد طوكيو في اليابان، كما توج منتخبنا الشاب تحت 20 عاما بلقب كأس العرب للمنتخبات الشباب. ولم تتوقف إنجازات الرياضة السعودية عند كرة القدم، إذ حقق الرياضيون السعوديون عدداً من البطولات ومئات الميداليات في مختلف الألعاب والمنافسات، سواء في كرة السلة أو كرة اليد أو في الكاراتيه أو ألعاب القوى ورفع الأثقال والتايكواندو والغولف والمبارزة، رمي الجلة، وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الألعاب. ومن بين أبرز الانجازات العالمية تحقيق طارق حامدي لاعب الكاراتيه أول ميدالية فضية سعودية في تاريخ الأولمبياد، عندما حل وصيفاً في منافسات الكاراتيه وزن فوق 75 كجم، كما حقق اللاعب عبدالرحمن القرشي برونزية سباق 100 متر كراسي متحركة ضمن دورة الألعاب البارالمبية بطوكيو. وارتفعت نسبة المواطنين الممارسين للرياضة من 13 في المئة في 2015 إلى 19 في المئة في عام 2019، ونمت مساهمة القطاع في الناتج المحلي من 2.4 مليار ريال في 2016 إلى 6.5 مليارات ريال في 2018 بزيادة تقدر ب170 في المئة خلال عامين فقط، وتم تطوير الاتحادات الرياضية كافة وزيادة عددها، فالاتحاد السعودي للسيارات مثلاً منذ تأسيسه لم يستضف أي بطولة دولية، لكنه خلال الأعوام الأخيرة استضاف عدداً من أهم البطولات في العالم، مثل الفورمولا إي وفورمولا 1 ورالي دكار. كما ارتفعت القيمة السوقية للدوري السعودي إذ أصبح الأعلى من بين الدوريات العربية، ومن أعلى 20 دوريًّا على مستوى العالم، وبات جاذباً لعدد من النجوم العالميين، سواء كانوا لاعبين أو مدربين. ويُعد المسار الرياضي أحد المشاريع الأربعة الكبرى لمدينة الرياض التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ أُطلق المشروع في مارس 2019، وذلك للمساهمة في تحقيق أحد أهداف رؤية السعودية 2030 من خلال تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، ويمتد المشروع بطول 135 كلم، ويضم أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية وبيئية، من بينها 90 كلم من مسارات الدراجات للهواة و135 كلم من مسارات الدراجات للمحترفين، و123 كلم من مسارات الخيول، وممرًا آمنًا ومشجرًا للمشاة على طول المسار، إلى جانب مجموعة من البوابات والمحطات والاستراحات للدراجين والمتنزهين على امتداد المسار، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030. ويهدف هذا المشروع إلى تشجيع السكان على أنماط صحية في التنقل، والتحفيز على ممارسة الرياضات المتنوعة خصوصاً المشي وركوب الدرجات والخيول. وقبل أشهر قليلة، وتحت شعار «كرة القدم الشغف.. الخطة.. المستقبل» أعلن اتحاد كرة القدم عن استراتيجية تحّول كرة القدم السعودية في ثوبها الجديد، إذ شملت الاستراتيجية سبع ركائز أساسية لوضع الأسس المتينة لمستقبل كرة القدم السعودية، وهي: المسابقات وتطوير المواهب، وكرة القدم النسائية، والقوى العاملة، والحوكمة، والتأثير العالمي، والتحول التقني. وتجعلنا هذه الاستراتيجية نتطلع إلى مستقبل مشرق وواعد بالكثير من الإنجازات لكرة القدم السعودية، كونها تهدف إلى تحول كرة القدم السعودية إلى وضع الأسس الحديثة لمستقبل الكرة في وطننا بما يتوافق مع القفزة الكبيرة التي تشهدها المملكة على كافة الأصعدة، وذلك بعد إجراء دراسات بيانية وزيارات ميدانية لتجارب دولية في هذا الإطار. كما أعلن عن إطلاق المملكة أول دوري نسائي لكرة القدم خلال الأشهر المقبلة، فضلاً عن تشكيل أول منتخب وطني للسيدات. ويعمل اتحاد القدم على تطوير منظومة كرة القدم السعودية من خلال تجديد هيكل المسابقات، واستخدام التكنولوجيا في تحديد وتطوير مهارات المواهب، والكثير من الأهداف الأخرى التي ستساهم في بناء مستقبل واعد للكرة السعودية. ومن شأن الاستراتيجية أن تضع كرة القدم السعودية في الطريق الصحيح لتصبح المملكة من ضمن دول النخبة كروياً. ويحظى اتحاد القدم الحالي بأكبر ميزانية في تاريخه، نظير الدعم الكبير من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الأمر الذي دفع مسيري الاتحاد إلى العمل على صناعة منتخب وطني يكون من أفضل 20 منتخباً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» 2034. ومن المشاريع التاريخية في الرياضة السعودية، «مهد» وهو مشروع وطني يكتشف ويطور المواهب في كافة المناطق والمدن ضمن الألعاب الفردية والجماعية ابتداء من ستة أعوام بهدف صناعة أجيال من الأبطال الرياضيين تحت إشراف خبرات فنية وإدارية باستخدام مناهج علمية وتقنيات حديثة وشراكات دولية عبر بناء منظومة رياضية متكاملة طويلة المدى على مدار عشرة أعوام، بالاعتماد على المدارس كمغذٍ رئيس للمواهب السعودية. وباتت المملكة اليوم عاصمة للرياضيين حول العالم، من خلال استضافتها للأحداث الرياضية، بعد أن أثبتت على إمكانياتها المذهلة لإنجاح أي مناسبة أو حدث رياضي تستضيفه، بعد التطور الملحوظ في البنى التحتية للمنشآت الرياضية، بالإضافة للكوادر البشرية المؤهلة والمدربة والمتحمسة لإنجاح الأحداث التي تستضيفها المملكة. وبات بإمكان المواطن أو المقيم أن يتواجد في قلب حدث الرياضة التي يحبها، لأن أبطال العالم ونجوم الألعاب الرياضية سجلوا تواجدهم في ملاعبنا ومياديننا، ولعل الإجراءات الميسرة التي أقرتها الجهات الحكومية للراغبين في الحضور من كافة أرجاء العالم انعكست إيجابياً أيضاً على السياحة في السعودية من خلال حضور محبي الرياضة، ويعتبر ذلك من بين أهداف استضافة المملكة للمناسبات والأحداث الرياضية العالمية. ولم تمنع جائحة كورونا السعودية من المضي قدماً في هذا الملف، إذ أحسنت تنظيم واستضافة رالي دكار للمرة الثانية، وسباقات «فورمولا إي» وبطولة العالم لكرة اليد، وغيرها من الفعاليات الرياضية، مع تطبيق أعلى المعايير الصحية العالمية. في كرة القدم، احتضنت ملاعبنا مباراة السوبر كلاسيكو بين البرازيل والارجنتين مرتين، في جدة وفي الرياض، كما استقطبت المملكة السوبر الايطالي، وأقيمت أول نسخة عام 2018م في جدة بين ميلان ويوفنتوس وتوج به الأخير، أما النسخة الثانية 2019م فاحتضنتها الرياض بين لاتسيو ويوفنتوس وفاز به الأول، فيما تعذر إقامة نسخة 2020م بسبب جائحة كورونا. ووقعت وزارة الرياضة عقداً مع الاتحاد الأسباني لكرة القدم لتنظيم السوبر الذي أقيم في جدة يناير 2020 وتوج به ريال مدريد بوجود أتليتكو مدريد وبرشلونة وفالنسيا. ونظمت المملكة بطولة العالم للأندية لكرة اليد (سوبر جلوب) 2019م، بالاضافة للنسخة التي نظمتها الشهر الماضي في جدة. ولأول مرة في قارة آسيا، استضافت المملكة في يناير 2020 رالي دكار، وهو أحد أصعب وأشهر الراليات الصحراوية في العالم، وتكررت الاستضافة في يناير 2021 للعام الثاني على التوالي، ومن منافسات السباقات التي نظمتها المملكة سباق الأبطال للسيارات (2018)، وسباق السعودية للفورمولا اي (2018-2019) وستنضم السعودية إلى قائمة الدول التي تستضيف سباقات بطولة العالم للفورمولا 1 في الموسم القادم 2021، من خلال جائزة السعودية الكبرى في جدة. وأقيمت في جدة بطولة السوبر العالمي للملاكمة على كأس محمد علي كلاي الذي توج به البريطاني كالم سميث، عقب فوزه في نهائي «فئة الوزن المتوسط» على مواطنه جورج جروفس، كما احتضنت الدرعية نزال الملاكمة الذي فاز به البريطاني جوشوا على الأمريكي من أصول مكسيكية أندي رويز (2019)، كما استضافت الدرعية في ذات العام كأس الدرعية للتنس الذي شارك فيه ثمانية لاعبين عالميين، وبلغت قيمة جائزة البطل ثلاثة ملايين دولار، وذهبت للروسي دانييل ميدفيديف. ومن بين الاحداث الرياضية العالمية التي أقيمت في المملكة، بطولة الملك سلمان للشطرنج في الرياض (2017)، وسباق ماراثون الرياض الدولي (2018)، والبطولة السعودية للجولف (2019-2020)، وكأس السعودية للفروسية (2020). ومن بين الأحداث العالمية التي نظمتها المملكة، بطولة رويال رامبل للمصارعة في جدة (2018) إذ شارك فيها بطل العالم 13 مرة راندي أورتن، ونجم قاعة المشاهير مارك هنري، وبطل العالم ثلاث مرات راي ميستريو وبطل اليونفيرسال السابق كيفن أوينز، ومفوض عرض سماكداون لايف شين مكمان، بالإضافة إلى بطل العالم السابق ذا جريت كالي في النزال، كما دخل المصارع الشهير جون سينا في تحد كبير أمام تريبل إتش وفاز عليه في نهاية الأمر، وشهدت بطولة رويال رامبل نزال «التابوت» بين أندرتيكر وروسيف، وانتهى بفوز اندرتيكر، ونزال لقب اليونفيرسال بين بروك ليسنر ورومان رينز داخل القفص الحديدي والذي انتهى بفوز الأول. ونظمت المملكة بطولة كراون جول للمصارعة بالرياض (2019)، وبطولة سوبر شو داون بالرياض (2020)، وشهدت بطولات المصارعة حضوراً جماهيرياً كبيراً نظراً لانتشار اللعبة وكثرة محبيها في السعودية. ولن تتوقف المملكة عند استضافة هذه المنافسات والأحداث الرياضية، فالاهتمام مستمر، والأهداف متجددة، فالسعودية كسبت لأول مرة في تاريخها تنظيم دورة الألعاب الآسيوية 2034، كما دخلت السعودية في سباق المنافسة على استضافة كأس آسيا 2027. البطولة السعودية للغولف (2019-2020) كأس الملك سلمان للشطرنج كأس السوبر الإسباني أقيم في جدة للمرة الأولى في التاريخ البرازيل والأرجنتين تلتقيان في الرياض سباق ماراثون الرياض الدولي (2018 )