الفوز الخداع في كرة القدم

رحل سانتو فقدم كريم بنزيما ورفاقه سيمفونية كروية رائعة في مواجهة الاتحاد وأبها دورياً، تجلت في الرباعية التي ساهم المبدعان بنزيما وكورنادو فيها صناعة وتهديفاً، ورغم بعض الهفوات إلا أن الوطني حسن خليفة قاد المواجهة باقتدار، وبدا واضحاً أن العلة كانت في غرفة الملابس والطاقة السلبية التي كان سببها البرتغالي العنيد نونو سانتو.
قبل الإقالة بيوم كتبت مقالاً أشرت فيه إلى أن العلاقة بين نونو سانتو ونادي الاتحاد تقترب من خط النهاية بناء على معطيات ظهرت بوضوح أمامي في عناده وإصراره على قناعاته ثم الطاقة السلبية للفريق في غرفة الملابس بخلاف افتعال المشكلات مع اللاعبين.
حتى كريم بنزيما المعروف عنه هدوئه لم يتحمل الضغوطات التي مارسها تجاهه نونو سانتو طيلة الفترة الماضية ورد عليه في غرفة الملابس بين شوطي مواجهة الاتحاد والقوة الجوية العراقية، ورغم أن المقربين من غرفة الملابس الاتحادية يرون هذا الأمر طبيعي وسبق أن حدث مع حجازي وحمدالله والعبود إلا أن بنزيما لم يتحمل الضغوطات ورد على المدرب بأن الخطاب لا بد أن يوجه للمجموعة وليس له وحده وإن كان قائداً للفريق.
أمور كثيرة حدثت من نونو سانتو انتهت مع نهاية علاقته التعاقدية مع نادي الاتحاد، ولكن على الإدارة الاتحادية أن تعمل على تصحيح الوضع فالفوز الذي تحقق أمام أبها هو فوز خداع ويجب ألا يخدع الإدارة الاتحادية ولا اللاعبين بأن الأمور على ما يرام، فالاتحاد يحتاج إلى عمل كبير يبدأ من تقوية الدكة والاستعانة بالعناصر الأجنبية التي يحتاجها الفريق حقاً.
وفي ظل الأخبار التي تحدثت عن تعاقد الاتحاد مع المدرب الإسباني لوجين لوبتيغي فإن أمام المدرب مهمة صعبة في إدارة الأزمة الاتحادية باقتدار خلال المرحلة المقبلة، ويضع خطة استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والطويل، ويساهم في بناء فريق للمستقبل أهم بكثير من البطولات التي تتحقق كل خمس سنوات مرة، فاليوم الأمور مختلفة داخل الأندية والفرص مغرية للمنافسة على الإنجاز والبطولات.
والأمر لا يتوقف عند مدرب الاتحاد القادم فقط فالعمل تكاملي ومسؤولية أيضاً لإدارة شركة الاتحاد الربحية والرئيس التنفيذي والمدير الرياضي القادم إلى جانب اللاعبين الذين يجب أين يدركوا أهمية المرحلة المقبلة التي ينتظر فيها الفريق المشاركة في كأس العالم للأندية في عروس البحر الأحمر جدة.
حتى اللاعبين الذين يرغبون في الرحيل ويشعرون أن أيامهم مع الاتحاد معدودة فلن يجدوا فرصة أفضل من كأس العالم لتكون ختامها مسك ووداعية جميلة مع مدرج قدم لهم الدعم والوفاء، ولكن أجبرتهم الظروف الحالية للمرحلة وسنة الحياة على التغيير.
نقطة آخر السطر:
من المؤسف حقاً ما صدر من ألفاظ مسيئة من رابطة مشجعي الأهلي تجاه جارهم الاتحاد في مواجهة الفريقين في دوري كرة الطائرة فأحياناً تصدر ألفاظ مسيئة من المشجع العادي، ولكن أن تصدر من رابطة المشجعين وهم القدوة فهنا الأمر مرفوض وغير مقبول أبداً، ويجب على الإدارة الأهلاوية التدخل طالما أن رئيس الرابطة أظهر موقفاً سلبياً تجاه الحادثة وهو الذي خرج معتذراً قبل فترة عن إساءة حصلت منه تجاه الاتحاد.
الهلال والنصر متعة كرة القدم السعودية، وأتوقع أن يلحق بهم الاتحاد في قادم الأيام لصناعة موسم كروي ناري بكل تفاصيله يحسم البطل فيه في آخر جولات الدوري.