لا أعلم حقيقة ماذا أصاب "عميد" الأندية السعودية الاتحاد هذا الموسم، فالبدايات المتعثرة مزعجة لعشاقه ومحبيه، ورغم أن الموسم الماضي شهد التعثر نفسه إلا أنه كانت هناك أمور إيجابية جعلت الفريق بطلاً على لقب الدوري أهمها وجود القائد أحمد حجازي ودكة بدلاء ساعدت المدرب على الاستعانة بها عند الحاجة. خمس مباريات لعبها الاتحاد أمام الهلال والخلود والفيحاء والأهلي والتعاون، وفي كل مباراة يخرج بكم كبير من الفرص المهدرة التي أثارت الكثير من علامات الاستفهام عن السبب في هذا البرود الغريب والعجيب للاعبي الاتحاد أمام المرمى ورعونتهم في التعامل مع الفرص المحققة. ضياع الفرص نتيجة عدم التركيز قد يؤدي إلى احتمالات عدة من أهمها أن هناك مشكلة في الجانب النفسي لدى اللاعبين ويؤثر بشكل كبير على مسألة التحضير الذهني قبل المباريات، وقد يكون السبب في عدم وجود ردة فعل من المدرب نونو سانتو في معالجة هذه المشكلة في تكثيف الجانب التدريبي للاعبين وتحديداً المهاجمين. بصراحة لا يمكن أن تتصور أن فريقاً مثل الاتحاد يضم في صفوفه مهاجمين كبار، أحدهما هداف العالم وأفضل لاعب في العالم كريم بنزيما، إلى جانب أحد أفضل المهاجمين الذين شهدتهم الملاعب السعودية وهداف الدوري لأكثر من موسم عبدالرزاق حمدالله، يعاني من مسألة إهدار الفرص خاصة السهلة والمحققة التي لا يمكن أن يصدق عقل أن تضيع منهما. وشخصياً لن أقبل المبررات التي تقول إن سبب المشكلات الهجومية في الاتحاد هي الاعتماد على الثنائي عبدالرزاق حمدالله وكريم بنزيما سوياً، ولا يمكن أن يلعبا مع بعضهما، مع العلم أن هناك أصواتاً قد تكون نفسها خرجت في وقت سابق وراهنت على صعوبة الاعتماد على الثنائي روما وكورنادو سوياً في تشكيلة واحدة، وللعلم لعبا سوياً وحققا مع الاتحاد الدوري وبطولة السوبر. لا يمكن أن نختلف على قدرات البرتغالي نونو سانتو الفنية والتدريبية، فهو أحد أفضل المدربين الذين مروا على الاتحاد، وكما صنع ثنائية روما وكورنادو فهو قادر على صناعة ثنائية بنزيما وحمدالله، ولكن المشكلة تبدو أكبر من ذلك. وبصريح العبارة الاتحاد من بعد فترة الانتقالات الصيفية وهناك لاعبون أبرزهم حمدالله ثم روما وكورنادو خارج الفورمة، وكأنما المطالبات الإعلامية والجماهيرية التي نادت بالاستغناء عنهم في تلك الفترة ألقت بظلالها على الجانب النفسي لهؤلاء اللاعبين وتحديداً حمدالله الذي يبدو أنه يعاني نفسياً فانعكس ذلك على أدائه الفني. إدارة الاتحاد ونونو سانتو مطالبان باحتواء أزمة اللاعبين بخلاف الأزمة الأكبر وهي إدارة النجوم في الفريق، فالآن في زمن النجوم ليس المهم عددهم، ولكن كيفية إدارتهم واحتوائهم، فالنجم لن يقبل بأن يكون أقل من زميله في كل شيء وإن شعر بالفرق والتمييز فستكون النتائج عكسية وآثارها سلبية على الفريق ونتائجه. نقطة آخر السطر: ما يفعله التعاون هذا الموسم رغم الانتقالات الكبيرة لأبرز نجومه يؤكد أن هناك عمل إدارياً وشرفياً يشار له بالبنان، ويؤكد أن التعاون تم بناؤه بشكل صحيح بغض النظر عن الأسماء والنجوم ولهذا يسير بشكل ثابت هذا الموسم واستحق على إثرها مركز الوصافة في سلم الترتيب.