لم يكن نونو سانتو موفقاً في تصريحه الأخير بعد مباراة الحزم عندما ظهر منفعلاً مستفزاً للجمهور الاتحادي بجملة "أنا لا أهتم وسأذهب للنوم"، ضارباً بغضب المدرج الاتحادي عرض الحائط ودون اكتراث لردة فعلهم الغاضبة على نتيجة مباراة الحزم التي انتهت بالتعادل في وقت كان المدرج الاتحادي يتوقع أن تبدأ مصالحتهم من تلك المباراة. مقولة شهيرة يجب أن يعيها ويعرفها جيداً نونو سانتو وهي أن الاتحاد هو الجمهور والجمهور هو الاتحاد، وإن ظهر الجمهور غاضباً معبراً بردة فعل غاضبة كمقابلة نونو بصافرات الاستهجان فيجب احتوائه ومصالحته في أرض الملعب بتحقيق النتائج الإيجابية وألا يكحلها ويعميها بتصريحاته المستفزة. نونو سانتو خرج هذا الموسم عن حدود الملعب كثيراً منذ البطولة العربية عندما كان يخرج في المؤتمرات الصحفية ويتحدث عن جوانب تتعلق بالاحتياجات الفنية لفريق كرة القدم، وهي من المفترض أن تناقش في طاولة الاجتماعات مع الإدارة وليس عبر المؤتمرات، بخلاف حديثه عن الأمناء في الاتحاد بعد أزمة حمدالله. تصريحات نونو سانتو الانفعالية يجب أن تقف عندها الإدارة الاتحادية كثيراً وتجلس معه على طاولة الحوار ومناقشته أولاً في تلك التصريحات وثانياً في وضع الفريق فنياً، فالاتحاد هذا الموسم مختلف كلياً عن اتحاد الموسم الماضي وبشهادة الجميع هنا خلل في التركيبة الفنية للفريق وفي التحضير الذهني والتركيز للاعبين. ويبدو أن نونو سانتو لم يكن راضياً عن الكثير من القرارات في الفريق الاتحادي بدءاً من مشروع تغيير اللاعبين والتعاقدات مع لاعبين آخرين ومن ثم سحب شارة القيادة من رومارينهو ومنحها لكريم بنزيما انتهاء بالحالة النفسية لأهم اللاعبين في الفريق روما وكورنادو وحمدالله وهذا ما يجعل الجو العام داخل الفريق غير مستقر. وربما تكون مواجهة الاتحاد الليلة أمام الفيحاء فرصة لنونو سانتو لمصالحة المدرج الغاضب الذي يطالب بالإطاحة به بعد أن استفزهم بتصريحه الأخير وحملته مسؤولية إخفاق الفريق كاملاً بعد أن حملت الجماهير في بادئ الأمر إدارة الاتحاد مسؤولية الإخفاق ولكنها بدات في اتجاه نونو سانتو والعناصر التي يصر عليها مثل: حمدالله وهارون كمارا. كان الله في عون الاتحاديين من وضع فريقهم هذا الموسم والذي كان متوقع أن يواصل حضوره المميز في المنافسة على لقب دوري "روشن" للمحترفين وكأس الملك ودوري أبطال آسيا والحدث العالمي الأهم كأس أندية العالم والتي كان الكل يراهن أن الاتحاد سيكون فارسها، خاصة أنه سيستضيفها والتوقعات بأن سوق الانتقالات سيدعم الفريق بلاعبين مميزين للمنافسة على اللقب العالمي وهو لم يحدث أبداً. نقطة آخر السطر: يحتاج الرئيس التنفيذي بنادي الاتحاد دوميجوس سواريز المزيد من الوقت لإصلاح الوضع العام داخل النادي بما فيها لعبة كرة القدم وحرصه على التعاقد مع مدير رياضي يدعم لعبة كرة القدم ويضع لها استراتيجية وهيكلة جديدة تعيد الفريق لوضعه الطبيعي وإصلاح ما يمكن إصلاحه. جمهور الاتحاد عاشق لناديه وهو بالنسبة له حياة، ويجب أن يعي نونو سانتو أن مدرج الاتحاد يستحق أن يكون سعيداً دائماً، فهو من وقف بجانبه الموسم الماضي وكان سبباً بعد توفيق الله في تحقيق لقب الدوري.