تدخل المملكة العربية السعودية حلبة المنافسة للفوز بتنظيم معرض "إكسبو 2030" بقائمة طويلة من المشاريع والمبادرات التنموية والخطط والبرامج الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة، معتمدة على بنية تحتية مُتكاملة من شبكة مواصلات وفنادق وخدمات لوجستية قادرة على استيعاب أكبر الأحداث والتجمعات العالمية، إضافة إلى إرث ثقافي حضاري اجتماعي سيبهر العالم أجمع. ويأتي في مقدمة رهانات المملكة للفوز بتنظيم "إكسبو 2030" أن الاستضافة تحظى بدعم وتأييد قيادة المملكة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان منذ أن أعلن أواخر أكتوبر 2021م تقدمت الرياض بطلب رسمي لاستضافة معرض "إكسبو الدولي 2030" ومتابعتها الدقيقة لأدق تفاصيل الملف، وتأكيده بأن المملكة قادرة وملتزمة بإقامة نسخة تاريخية من معرض إكسبو الدولي بأحدث مستويات الابتكار، وتقديم تجربة فريدة غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي، والذي يُقام تحت شعار "معاً نستشرف المستقبل" لمعرفة الخطوات لتشكيل مستقبلٍ مزدهرٍ ومستدام، للمساهمة في التخفيف من آثار التغير المناخي وتحقيق الفائدة للفرد والمجتمع. كما يحظى الملف بكامل الدعم من مجلس الوزراء وتعمل عليه بجد واجتهاد عدد من الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية يأتي في مقدمتها العديد من القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية والنقل ونيوم، بالإضافة إلى الدور البارز الذي تقدمه الهيئة الملكية لمدينة الرياض والتي أعدت الملف التفصيلي للرياض إكسبو 2030 والذي يشمل هوية وحجم وموقع المعرض المخطط له، ومحتواه والخطط التشغيلية، وإدارة الحشود، والضيافة، والإقامة والخدمات اللوجستية لجميع المشاركين في المعرض والجدوى المالية، مع تقديم دراسة لإعادة استخدام مرافق المعرض بعد انتهاء الحدث. ولأن المعرض يقام على مساحة ضخمة تقدر بنحو 6 ملايين متر مربع شمال مدينة الرياض، ويستهدف جذب أكثر من 246 مشاركاً من الدول والمنظمات العالمية إلى جانب الشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات ورجال الأعمال والفنانين والمبتكرين، إضافة إلى التخطيط لاستقبال نحو 40 مليون زائر، ونحو مليار زيارة عبر الموقع الإلكتروني، حيث تم تخصيص ميزانية للمعرض تقدر بنحو 7.8 مليار دولار يخصص جلّها لتحفيز الخطط الاستثمارية بمدينة الرياض. وتراهن المملكة على التزامها القوي والمستمر تجاه البلدان النامية، من خلال توفير برامج مساعدة لضمان تمثيل طيف واسع ومتنوع من الدول والثقافات في "الرياض إكسبو 2030" حيث خصصت نحو 343 مليون دولار لمساعدة 100 دولة في العديد من المجالات. كما تراهن المملكة على قطاعها الخاص الحيوي والمزدهر، والذي سيكون الداعم الرئيس لقيام ونجاح المعرض، وتسعى لجذب أكثر من 25000 شركة دولية يعمل فيها أكثر من 8 ملايين موظف من أكثر من 130 دولة، ويُجسد الحدث العالمي التنوع الثقافي الذي يُمثل أحد أهم الأهداف التي يسعى "معرض إكسبو 2030" إلى تحقيقيها، حيث يهدف إلى جمع أفضل العقول وتقديم أحدث الابتكارات والوصول لأفضل الحلول في العالم من أجل مواصلة تطور الإنسانية على الصعد كافة. ولعلّ من حسن الطالع، تزامن استضافة المملكة ل "إكسبو 2030" مع العام الذي تحتفل فيه المملكة بتتويج جهودها الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 والتي تهدف لتقليل اعتماد المملكة على النفط وتنويع مصادر الدخل وتعزيز الأنشطة السياحية والثقافية والبيئية والاقتصادية، كما يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس المكتب الدولي للمعارض، الذي يشرف على معارض الإكسبو. *عضو لجنة المعارض والمؤتمرات في الغرفة التجارية