تعود بدايات إقامة معارض إكسبو الدولية إلى عام 1851، وتعد أضخم منصة عالمية لعرض التقنيات والإنجازات الحديثة، وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات كالتجارة والتنمية الاقتصادية والثقافة والفنون، ونشر العلوم والتقنية. يتم الإشراف على تنظيم هذه المعارض الدولية من قبل المكتب الدولي للمعارض؛ الذي يقع مقره الرئيسي في باريس ويضم 170 دولة عضواً، حيث تعمل هذه الدول على تحسين المعارض سنة بعد سنة، والمشاركة في جميع القرارات المتعلقة بتنظيم هذه الأحداث. تُقام معارض إكسبو الدولية كل خمس سنوات في إحدى المدن العالمية، وتستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر، وتشارك فيها أساساً الدول والحكومات، وتشارك أيضاً الجمعيات والشركات والمؤسسات والهيئات والمجتمعات المدنية. ولا يوجد مثيل له في قدرته على جذب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم. أقيم أول إكسبو دولي في عام 1851، تحت شعار «المعرض العظيم» في قصر الكريستال في لندن، حيث عرضت الابتكارات التي نشأت على إثر الثورة الصناعية. وإذا تمت استضافة «إكسبو 2030» في المملكة العربية السعودية، فسيكون هناك استعراض للابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا يعكس الريادة التي تتمتع بها المملكة في هذا المجال، إذ حصلت على المركز الأول عالمياً في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، ويؤكد ذلك التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تركز على توظيف التقنية والذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة. وقد قدّمت 4 دول ملفاتها الرسمية لاحتضان هذا الحدث المهم إلى المكتب الدولي للمعارض، تتقدمها المملكة العربية السعودية (الرياض) بالإضافة لكل من كوريا الجنوبية (بوسان) وإيطاليا (روما) وأوكرانيا (أوديسا). وسوف يكون تواريخ معرض «إكسبو2030» بحسب الدولة التي تحظى بالاستضافة بما يلي: - المملكة العربية السعودية (الرياض)، من 1 أكتوبر 2030 حتى 31 مارس 2031. - كوريا الجنوبية (بوسان)، من 1 مايو 2030 حتى 31 أكتوبر 2030. - إيطاليا (روما)، من 1 مايو 2030 حتى 31 أكتوبر 2030. - أوكرانيا (أوديسا)، من 26 أبريل 2030 حتى 14 أكتوبر 2030. وخلال الجمعية العامة ال171 للمكتب الدولي للمعارض وذلك في نهاية نوفمبر2023، سيتم التصويت من قبل الدول الأعضاء البالغ عددها 170 دولة على المترشحين واختيار الدولة الفائزة بتنظيم «إكسبو 2030». إنّ المملكة العربية السعودية تحظى بدعم دولي كبير، لملف ترشحها لاستضافة «إكسبو 2030»، ويجسّد موضوع المعرض الرئيسي: «معاً نستشرف المستقبل». تمتلك المملكة العربية السعودية العديد من المقومات التي تجعلها الدولة المثالية لإقامة معرض «إكسبو 2030». تتمثل هذه المقومات في البنية التحتية المتطورة والموقع الجغرافي الاستراتيجي بين قارات العالم، والاقتصاد المتنامي والخبرات في إدارة الحشود والتعداد السكاني، وارتفاع مستوى الأمن والأمان، كما تشتهر المملكة بثقافات مختلفة وتنوع ثقافي فريد يجعلها دولة متميزة وجاذبة للزوار من جميع أنحاء العالم. وتعدُّ الرياض (العاصمة السعودية) بمثابة مركز مالي وتجاري مهم في منطقة الخليج، وتتميز ببنية تحتية متطورة في مجالات النقل والاتصالات والطاقة والصحة والتعليم، وهذا يجعلها مدينة مثالية لإقامة هذا الحدث الدولي الكبير. ويعمل المسؤولون في المملكة على تحسين وتطوير البنية التحتية التي تدعم إقامة معرض «إكسبو 2030»، وذلك من خلال الاستثمار في مشاريع النقل والتطور التكنولوجي والتعليم والسياحة والصحة، وهذا يعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل. إن معرض إكسبو الدولي يركز على إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه البشرية، وهذا يتطلب تركيزاً كبيراً على الابتكارات التي تساعد في مواجهة تحديات التغير المناخي والحفاظ على البيئة. وتمتلك المملكة العربية السعودية مبادرات قوية في هذا المجال؛ مثل مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين تعملان على تعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة. وسيكون ركن التغيير التشاركي Collaborative Change Corner في معرض الرياض إكسبو 2030 محركاً للابتكار والإبداع، وسيساعد في تسريع التغييرات التي ستشكل مستقبلنا. وسيكون المعرض، أيضاً، صديقاً للبيئة، حيث سيحقق مستوى صفرياً للانبعاثات الكربونية، وسيتم تشغيله بواسطة الطاقة النظيفة. وتتميز الرياض ببنية تحتية متطورة تعطي المعرض العالمي مقومات النجاح، في ظل تطوير قطاع الطيران وتطوير مطار الرياض؛ الذي يسمح للزوار القادمين عبر المطار بالوصول إلى موقع المعرض خلال دقائق معدودة، وذلك من خلال استخدامهم شبكة «قطار الرياض» التي تغطي كافة أرجاء مدينة الرياض، إلى جانب شبكة الطرق الحديثة، وتتصل بأحد مداخل المعرض الثلاثة. كما سيستمتع زوّار المعرض بالتجول في ممرات مظللّة بالكامل ذات تصاميم من التراث المعماري المستوحى من تاريخ الرياض، فضلاً عن التجول في واحة عصرية خضراء ضمن أحد روافد «وادي السلي» الذي يمر عبر موقع المعرض. كما سوف يكون لديهم فرصة لزيارة المواقع التاريخية والتراثية وآثار ما قبل الإسلام في مدينة «العلا» والمواقع الحديثة مثل مشروع «نيوم»؛ الذي سوف يُنجز قسم كبير منه بحلول عام 2030 والذي يعتبر صديقاً للبيئة، كما تعتبر «ذا لاين» المدينة السكنية الرئيسية في مشروع نيوم، وهي الأولى في العالم التي تبنى من الصفر وفق الذكاء الاصطناعي مع خلوها التام من الانبعاثات الضارة. ومناطق أخرى، إضافة إلى المواقع السياحية الفريدة. وتتمتع المملكة العربية السعودية بخبرة كبيرة في إدارة الحشود، وقد نجحت في إدارة الحج والعمرة بنجاح كبير، وأثبتت ذلك هذه السنة في موسم الحج بخطتها التنظيمية المحكمة وبالتقنيات الحديثة التي طبقتها لأول مرة في إدارة سلسلة دون معوقات لمناسك 1,8 مليون حاج من أكثر من 150 دولة، من بينهم أكثر من 184 ألفاً من الداخل. وأنّ الأمن والاستقرار اللذين تتمتع بهما المملكة يعززان سلامة وأمن الزائرين، ويوفران لهم بيئة آمنة للتنقل في جميع مناطق المملكة. وسيكون هذا مهماً لنجاح معرض الرياض إكسبو 2030 وتوفير تجربة ممتعة وآمنة للزوار. نعم، أكدت المملكة العربية السعودية أنها ستكتمل جميع تجهيزاتها لاستضافة معرض الرياض «إكسبو 2030» بحلول فبراير عام 2028. وهذا يعكس التزام المملكة بتنظيم حدث عالمي كبير وتوفير كل ما يلزم لضمان نجاحه، وتحقيق أهدافه الاقتصادية والثقافية والبيئية. وتعمل المملكة بجد لتوفير البنية التحتية والخدمات المطلوبة لاستقبال الزوار وتوفير تجربة مميزة لهم، وستعمل أيضاً على تطوير البرامج والفعاليات التي تعكس ثقافة المملكة وتعزز التنوع الثقافي والبيئي. ويتوقع أن يلعب معرض الرياض «إكسبو 2030» دوراً مهماً في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات والمعرفة، وتحقيق التنمية المستدامة والتغيير الإيجابي في المجتمعات المحلية والعالمية. قال سمو الأمير محمد بن سلمان: «تتزامن استضافتنا معرض (إكسبو 2030) في الرياض مع عام نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030».. وبناء على ما قاله سمو الأمير محمد بن سلمان، فإنّ إكسبو 2030 يستحق رؤية 2030.