حظيت المملكة العربية السعودية بتأييد دولي كبير بعد تقدمها بطلب رسمي إلى المكتب الدولي للمعارض BIE الهيئة المنظمة لمعرض إكسبو الدولي، لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، وقدمت الهيئة الملكية لمدينة الرياض ملف استضافة السعودية، معرض إكسبو الدولي 2030 في الرياض، وذكرت الهيئة أن ذلك يأتي بعد إعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد عن تقدم المملكة لاستضافة الحدث العالمي. وأكد خطاب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الذي وجهه، إلى الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض (BIE)، الهيئة المنظِمة لهذا المعرض الدولي، أن هذا الترشح يُعد تحدياً مُهماً ورمزياً للسعودية، معرباً عن ثقته بمقدرتها والتزامها بإقامة نسخة تاريخية من "إكسبو"، بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم ذلك المحفل العالمي، وقال الأمير محمد بن سلمان: ستتزامن استضافتنا لمعرض إكسبو 2030، في الرياض مع عام نحتفل فيه بتتويج جهودنا الرامية إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030". وسيتزامن معرض إكسبو الدولي 2030 مع عام تتويج رؤية 2030، وسيكون فرصة استثنائية لعرض إنجازات الرؤية وتبادل الدروس القيّمة من هذا التحول غير المسبوق، وإلى التنوُّع الحيوي الغني للسعودية، من الصحارى الشاسعة المذهلة إلى الجبال الخضراء الرائعة في منطقة عسير، وصولاً إلى ساحل البحر الأحمر بشعابه المرجانية النادرة، إلى المواقع التراثية الساحرة في العلا، حيث توقفت القوافل التجارية القديمة واستقرت منذ قرون لتترك وراءها كنزاً أثرياً يضم مئات النقوش والمقابر الصخرية، وقد تطبق بعض هذه الدروس على نطاق أوسع للإسهام في توفير حلول لأبرز التحديات التي تواجه العالم. وتتمتع المملكة بموارد طبيعية وتنوع بيئي، وشباب طموح، وقيادة حكيمة، ورؤية عظيمة، وبحلول عام 2030، ستكون مدينة الرياض مدينة مزدهرة ومستدامة للمستقبل، والوجهة المفضلة للمواهب والشركات، وأن اقتصاد الرياض يسهم بنسبة 50 % من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة، وأصبحت واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم، حيث توسعت من مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها 150 ألف شخص في عام 1950 إلى ما يقرب من 8 ملايين نسمة اليوم، مما أحدث قفزة في اقتصاد المدينة ليصبح ترتيبه 46 بين اقتصادات مدن العالم، بناتج محلي يصل إلى 200 مليار دولار. ويسهم تطوير المشاريع الضخمة في تحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم ومرشح مثالي لاستضافة معرض إكسبو الدولي، وأنه بحلول عام 2030، ستكون مدينة الرياض جاهزة لاستضافة معرض إكسبو الدولي، وستجسّد بشكل مثالي ما يهدف معرض إكسبو الدولي إلى تحقيقه، وهو الجمع بين أفضل العقول والأفكار والحلول في العالم من أجل مواصلة تقدم الإنسانية جميعًا، واستراتيجية استدامة الرياض لتقليل استهلاك الطاقة، وإعادة تدوير المياه والنفايات، التي تهدف إلى تحويل الرياض إلى مدينة مستدامة من خلال الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات الكربون. ويقول الاقتصادي د. فيصل بن سبعان، يعتبر معرض إكسبو الدولي واحدا من أهم المعارض الدولية في العالم، والتي تتيح فرصة المشاركة والتنافس والتعاون بين دول العالم لعرض ما لديها في مجال التقنية، وعرض المنجزات التي تحققت وسبل التعاون فيما بينها، حيث إن هذا الحدث العالمي يصنّف كبوابة العالم المميزة لخلق روح التعاون، والمساهمة في التنمية الاقتصادية العالمية. وتابع ابن سبعان، ومما لا شك فيه أن النجاح الباهر الذي حققه جناح المملكة في معرض إكسبو 2020 الذي أقيم في الإمارات، ساهم مساهمة كبيرة في تعزيز طلب المملكة لاستضافة هذا المعرض العالمي، والذي لاقى اهتماما كبيرا من قبل الدول المشاركة، والحصول على دعم 70 دولة منها لطلب المملكة باستضافة هذا الحدث العالمي في العاصمة السعودية الرياض. وأوضح ابن سبعان، عطفا على ذلك ندرك بأن هذا يعكس المكانة التي تتمتع بها المملكة في الخليج والعالم أجمع، والى أي مدى من الثقة التي تحتلها مملكتنا الغالية من هذه الدول الداعمة لطلب المملكة إيمانا بقدراتها وإمكانياتها لاستضافة إكسبو 2030 في الرياض، والذي نحسبه سيظهر بشكل مختلف ومميز، وسيحقق العوائد المأمولة لهذه الاستضافة الإيجابية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. من جهته أشار فهد شرف، ستنعكس استضافة المملكة لمعرض إكسبو 2030، إيجاباً على الاقتصاد السعودي بل وستخلق العديد من الفرص الاستثمارية التي ستجذب المستثمر السعودي والأجنبي، وسيساهم ذلك في النمو السياحي في المملكة تحسباً لزوار هذا المعرض العالمي، وخلق العديد من الفرص الوظيفية لشباب وشابات الوطن. وأكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي دعم طلب المملكة استضافة معرض إكسبو الدولي 2030 في مدينة الرياض تحت شعار "حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل"، ودعوة الدول العربية إلى المساهمة في حشد الدعم الدولي المؤيد لطلب المملكة في استضافة المعرض. وتطلّع رئيس المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا "سيماك" البروفيسور دانييل اونا اندو، إلى استضافة المملكة معرض "إكسبو 2030"، عام 2030 في مدينة الرياض، منوهاً بالدعم المعلن الذي تلقته المملكة من الدول الإفريقية. وأعلنت 41 دولة عن دعمها استضافة الرياض ل"إكسبو 2030"، وهي دول، "الإمارات، مصر، الأردن، الجزائر، السودان، سيراليون، جنوب السودان، العراق، المالديف، تايلند، المغرب، النرويج، موريتانيا، اليونان، مدغشقر، جمهورية القمر المتحدة، فرنسا، إندونيسيا، غينيا بيساو، تركمانستان، ناميبيا، تنزانيا، الغابون، غامبيا، جنوب السودان، كوبا، جمهورية الكونغو برازافيل، الكاميرون، الإكوادور، كوبا، تركيا، إفريقيا الوسطى، أرمينيا، كينيا، بوروندي، أوغندا، مدغشقر، باكستان، بوركينا فاسو، نيجيريا، النيجر، إضافة إلى إعلان 3 منظمات دولية دعمها وهي منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي والكوميسا التي تضم 21 دولة إفريقية. ويعتبر "إكسبو" معرض دولي يقام كل 5 سنوات، فى بلدان مُختلفة حول العالم بهدف عرض الإنجازات في مجالات عدة، حيث تقام معارض إكسبو منذ العام 1851، وتشكل أكبر منصة عالمية لتقديم أحدث الإنجازات والتقنيات، والترويج للتعاون الدولي في التنمية الاقتصادية والتجارة والفنون والثقافة، ونشر العلوم والتقنية، ويستمر المعرض لمدة 6 أشهر، يجذب خلالها ملايين الزوار بهدف التعرف على الأجنحة والفعاليات المقامة داخل المعرض، والتى يتم تنظيمها من قبل ملايين المشاركين، الذين يتواجد بينهم الشركات والحكومات والمنظمات الدولية، ويعتبر معرض إكسبو الدولي ثالث أهم حدث بعد كل من بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية من حيث الصدى الاقتصادي. وأقيمت الدورة الأولى من معرض إكسبو سنة 1851 فى لندن تحت لواء المشاركة الإنتاجية، لتعزيز العلاقات الدولية وتسليط الضوء على أهمية التنوع الثقافي ودوره فى إثراء الصناعات التكنولوجية، وحضر المعرض آنذاك نحو 6 ملايين شخص وتم تحصيل إيراداته واستثمارها في بناء متحف فيكتوريا وألبرت، أما الدورة الثانية فأقيمت على نطاق أوسع عالميا، وكانت سنة 1876 بالولايات المتحدة الأميركية، والتى عرض خلالها أول آلة كاتبة تجارية، وأول جهاز هاتف، وتلا ذلك إقامة معرض إكسبو في ذلك فى عدة أماكن، منها باريس إكسبو 1900، مدينة سانت لويس الأميركية إكسبو 1904، سان فرانسيسكو إكسبو 1915، بلجيكا إكسبو 1958، مدينة أوساكا اليابانية إكسبو 1970، مدينة فانكوفر بكندا إكسبو 1986، مدينة برزبن الأسترالية إكسبو 1988، مدينة هانوفر في ألمانيا إكسبو 2000، مدينة أيتشي باليابان أكسبو 2005، مدينة شنغهاي الصينية إكسبو 2010"، مدينة ميلانو بإيطاليا إكسبو 2015، ومدينة دبي "إكسبو 2020، فمنذ 170 عاما ومعارض إكسبو الدولية توفر منصة لاستعراض أهم الابتكارات التي رسمت ملامح العالم الذي نعرفه اليوم، وسيواصل إكسبو 2020 المحافظة على هذا التقليد بفضل الكشف عن أحدث التقنيات من جميع أنحاء العالم، ونُقل البث التلفزيوني الحي الأول في معرض نيويورك الدولي في العام 1939، وكُشف النقاب عن مسرح مزود بشاشة عرض ضخمة عالية الدقة، المعروفة أيضا بجهاز التلفزيون الفائق الدقة، في إكسبو 2005 آيشي في اليابان، وعُرض في معرض لندن العالمي للصناعة والفنون للعام 1862 المحرك التحليلي الذي ابتكره تشارلز باباج، وهو واحد من الحواسيب الميكانيكية الأولى.