كتبت في هذه الصفحة يوم الجمعة 8 يونيو 2022 (سانتو على كف عفريت) متيقناً بصعوبة بقائه وقدرته على النجاح مع فكر الإدارة البائد، ومع ذلك استطاع تخطي الصعوبات وسجل اسمه بسطور من ذهب لكن هذا لم يشفع له بالبقاء وجني ثمار العمل، رحل سانتو كما ترحل أفراحنا سريعاً كان صباحاً حزيناً كصباحات الاتحاد المشؤومة، كتلك الليلة التي ودعنا فيها جوزيه بعد شيطنته وكسبنا بعدها عنجهية اللاعبين، غادر سانتو ولم يحظ بوداع يليق به كما غادر أحمد جميل حين كُسرت ساقه في الشرائع، رحل ليكتب لنا نهاية حلم من أحلام الاتحاد السعيدة والتي لا تدوم طويلاً. لم يكن سانتو كل المشكلة ولم يكن إبعاده هو الحل الجذري، لكنه كان أسهل الحلول وأسرعها والرصاصة الطائشة التي يطلقها العاجزون على عشاق النادي، من يتخذ هكذا قرار لن يتخذ بعده القرار التاريخي لإنقاذ الفريق، ومن يختار الحل الأسرع، لن يبحث عن الحل الجذري، لأنه سيسير على سياسة التخدير. مشكلة سانتو الحقيقية أنه قرر أن يضع الاتحاد فوق الجميع، لكن مسيري النادي وضعوا الجميع فوق الاتحاد بعد أن نصبتهم الظروف رؤساء له، كانت مشكلة الاتحاد الحقيقية في صيف لم يتم اختيار فيه الخانات التي يحتاجها الفريق وتمديد عقود لاعبين يفترض مغادرتهم وتجديد الثقة بلاعبين لا يمكن أن تراهن عليهم والاستغناء عن أسماء دون تعويضها، زاد على كل هذه الكوارث إصابات أعمدة الدفاع قادته الحقيقيين حجازي وشراحيلي، ثم قتل المدرب بوضعه أمام كل هذه المشكلات وأمام لاعبين يرفضون الدكة بعد أن تم التأكيد لهم بأنهم جزء لا يتجزأ من مشروع المونديال القادم على حساب تجهيز الفريق للأحداث الكبرى. وجد سانتو نفسه عاجزاً عن الوصول للحلول الجذرية وهو لا يملك الحل في إبعاد لاعبين لا بدلاء لهم، والاعتماد على دكة فيها حارسان وظهيران لا يعرفون كيف تُلعب العرضيات، وموسم بدأ وهو لا يعرف من سيستمر ومن سيرحل. ظهر عجز سانتو أمام كل هذه الكوارث وردة فعل طبيعية على نادٍ أصبح بلا إدارة وبلا صانع قرار، فكان الحل المفترض اتخاذه أمام كل هذا الانفلات إعادة ضبط غرفة الملابس. كان الحل في وجود شخصية إدارية قادرة على إعادة الثقة للمدرب والتواصل معه فكرياً قبل أن تتواصل إدارياً، كالمهندس حاتم باعشن أو لؤي ناظر لمساعدته على النهوض بعد أن وجد نفسه يحارب وحيداً خاصة بعد أن أطلق المدرج آخر رصاصة في سلاح الثقة. كان بحاجة للدعم في هذا التوقيت القاتل حتى عودة حجازي التي اقتربت ومحاولة توضيح الصورة للاعب الصندوق وقائد الفريق المتضجر من كل هذا بدلاً من إبعاد المدرب ورمي الكرة في ملعب اللاعبين العاجزين على النهوض أصلاً. اليوم الكرة في ملعب بنزيما القائد الذي يعتبر سبباً غير مباشراً في إبعاد المدرب والعبود الذي يعتبر الكثير أن المدرب تسبب في إيقاف توهجه، والحقيقة أن الاثنان لن يكونا قادرَين على تحمّل كل الأخطاء بعد المدرب وأن تنصب لهم المشانق بعد كل سقوط، كارثة اليوم في الاتحاد أن المتسبب في كل هذا العبث مازال موجوداً. نزع الصلاحيات لا تكفي، وتحميل الأخطاء للاعبين والجهاز الفني القادم سيستمر إذا لم يتم استئصال الورم الرئيس بدلاً من قتل المريض بعد كل سقوط. عماد الحمراني