يصر المدير الفني البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو على التمسك بفلسفته التدريبية القائمة على أخذ المبادرة الدفاعية ويكرر ذلك في كل مناسبة قبل أن يصل إلى تدريب فريق الاتحاد وبعد وصوله للإشراف على المهمة.. والفكرة الأساسية كما يقول لديه لن تتغير أبداً حتى لو لم يكن مستحوذاً على الكرة فيمكنه التحكم في وتيرة المباراة ويشدد على أن يكون الدفاع منظماً بالدرجة الأولى.. لدرجة أن اللورد نونو شبّه ذلك بما يحدث في شركة مشروبات غازية لا تغير وصفتها مطلقاً.. وأنه يتعامل مع الأمر مثل لعبة الشطرنج داخل الملعب. نونو وكما نعلم جميعاً هو من خريجي المدرسة البرتغالية، التي تعتمد على ذات الطريقة.. وتكييف الفريق بناء على الخصم.. لكم أن تتخيلوا أن السيد نونو يعتمد على خمسة أساليب تكتيكية... 4_2_3_1، 4_3_3، 4_4_2، 3_5_2، 4_3_1_2.. وبحسب تقديري أن هذا الأمر قد يسبب إجهاداً للاعبين كما لاحظنا تزايد حالات الإصابة العضلية.. كما قد تسبب هذه التعديلات إرباكاً كبيراً من حيث تغير الأدوار والمهام.. فعلاً صدق الكوتش نونو عندما قال يجب أن نعاني لنفوز.. شعور مفزع يمتلكه هذا المدير الفني، الذي يعيش بعقلية الحصار والشعور بأن الكل يريد التغلب عليك مردداً أنت تدافع، أنت تستعيد الكرة ثم تهاجم بالمرتدات.. ثماني جولات خاضها الاتحاد تحت إشراف وقيادة هذا المدير الفني خرج منها بثلاثة تعادلات وفاز في خمس.. وجمع ثماني عشرة نقطة.. وخرج من أول اختبار حقيقي أمام الفرق المنافسة على اللقب (النصر) بتعادل سلبي.. قد يجد المدرج الاتحادي للسيد نونو العذر لو عدّدنا الغيابات والإصابات التي حرمت الفريق من خدمات نجوم كبار، ولكن لن يسمح له ببعثرة هيبة العميد إذا ما أصرّ على الاعتماد على هذه النهج والأسلوب في المواجهات القادمة خاصة أن اللقاء القادم سيكون أمام المتصدر فريق الشباب الذي يملك قوة هجومية ضاربة لا ترحم الخصوم.. (الله يستر) هل يستطيع نونو الصمود بمنهجيته الدفاعية؟.. إذا ما استثنينا الحاجز حجازي وشراحيلي إذا عاد.. والبقية (الله بالخير).. (حبة فوق وحبة تحت).. بالطبع سنتفاءل لتجاوز هذا اللقاء.. ولكن الأمور بهذا الوضع قد لا تبشر بالخير.. خاصة أن النونو يصر على التمسك بقناعاته والوصفة الأصلية كما يقول ولمن لا يرغب في هذا المنتج يدعوه لتجربة منتج آخر يتناسب مع وضعه وحالته.. سنتقبل كلامك وسنمنحك الفرصة.. لأنك تفوّهت به قبل وصولك إلى عرين النمور.. ولا بد عليك أن تحذر من بعثرة هيبة العميد.. صحيح أنك تقود أحد عشر نمراً في الملعب.. ولكنك لن تتحمل غضب ملايين النمور المتواجدين في المدرجات وخارجها.
