أكثر من 200 قتيل في ليلة واحدة قال الجيش الإسرائيلي، إن مقاتلاته قصفت 450 هدفا في غزة، وإن قواته سيطرت على مجمع للمسلحين في الساعات الأربع والعشرين الماضية بينما قالت وزارة الصحة في عزة إن تلك الضربات الجوية الأحدث قتلت العشرات. ووصف صحفي في قطاع غزة القصف خلال الليل جوا وبرا وبحرا، بأنه من بين الأكثر عنفا وكثافة منذ بدأت إسرائيل هجومها، ردا على هجوم مباغت شنته احدى الفصائل الفلسطينية، على جنوب إسرائيل قبل شهر. وقال مسؤولو الصحة في قطاع غزة، الذي تديره حماس، إن أكثر من 9770 فلسطينيا قتلوا في الحرب. ومع رفضها الدعوات لوقف إطلاق النار لحين إطلاق سراح المحتجزين، تتواصل الضغوط على إسرائيل لتجنب سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين خلال هجومها على قطاع غزة، في حين تسعى حملة دبلوماسية أمريكية في المنطقة، للحد من مخاطر تصاعد الصراع. وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بزيارة لم يعلن عنها من قبل إلى الضفة الغربية، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي انضم إلى النداءات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار. وكرر بلينكن مخاوف الولاياتالمتحدة من أن وقف إطلاق النار يمكن أن يساعد حماس. واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفكرة حاليا وقال "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة الرهائن. يجب حذف هذا تماما من القاموس". ووصفت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ما يتعرض له القطاع بأنه "قصف غير مسبوق" من إسرائيل، في حين ذكرت شركة الاتصالات الفلسطينية أن خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت مرة أخرى. وقالت وزارة الصحة في غزة، إن العشرات قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على مدينة غزة، وإلى الجنوب في أحياء مثل الزوايدة ودير البلح. وقال الجيش الإسرائيلي إن ضرباته استهدفت "أنفاقا ومجمعات عسكرية ومواقع مراقبة وأخرى لإطلاق قذائف مضادة للدبابات". وأضاف أن قواته البرية قتلت العديد من المقاتلين، وهي تسيطر على مجمع لهم يضم مواقع مراقبة ومنطقة تدريب لعناصر وأنفاقا. زيارة من سي آي إيه قال جيش الاحتلال إن قياديا بارزا في حماس هو جمال موسى، الذي قاد عمليات أمنية خاصة للحركة من بين من قتلوا. وقالت إسرائيل إن 31 جنديا قتلوا منذ أن بدأت عملياتها البرية الموسعة في قطاع غزة في 27 أكتوبر. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر أمس، إن القصف في شمال غزة توقف لعدة ساعات لمدة يومين متتاليين، للسماح للمدنيين بالمرور الآمن، للانتقال إلى جنوب القطاع الساحلي الضيق. وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس "لا نخبرهم إلى أين يذهبون فحسب، بل نساعدهم أيضا ونخلق ظروفا إنسانية أفضل بكثير في الجنوب"، دون الإشارة إلى ما إذا كانت فترات التوقف في القتال هذه ستستمر. وذكر كونريكوس أن هناك إمكانية للحصول على المياه والسلع الإنسانية في جنوبغزة، لكن حماس تعرقل القوافل بإطلاق النار عليها. ولم تتمكن رويترز من التحقق من روايته. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن من المقرر أن يزور مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز إسرائيل لبحث الحرب والتعاون الاستخباراتي مع كبار المسؤولين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تذكر اسمه، قوله إن بيرنز سيزور أيضا دولا أخرى في الشرق الأوسط، لبحث الوضع في غزة. وقال مكتب نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس، إنها ستتصل بزعماء أجانب لمناقشة الصراع ودفع جهود الإدارة الأمريكية، لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة. وأفاد منشور للعاهل الأردني الملك عبد الله على منصة إكس ووسائل الإعلام الرسمية، بأن أفرادا من سلاح الجو الأردني تمكنوا من إنزال مساعدات طبية عاجلة جوا للمستشفى الميداني الأردني في غزة، في وقت مبكر أمس الاثنين. وقالت القيادة المركزية الأمريكية على إكس، إن غواصة صاروخية نووية من طراز أوهايو وصلت إلى المنطقة، وهو إعلان غير عادي عن موقع غواصة نووية، اعتبره بعض المحللين بمثابة رسالة إلى إيران. أشلاء أطفال يبحث الناس عن قتلى أو ناجين في مخيم المغازي للاجئين في غزة، حيث قالت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الإسرائيلية قتلت 47 على الأقل، في ضربات في وقت مبكر. وقال سعيد النجمة (53 عاما) "طول الليل أنا والشباب بنعزل في الركام وبنطلع الشهداء.. أطفال.. أشلاء ممزعة"، مضيفا أنه كان نائما مع أسرته عند وقوع القصف على الحي الذي يسكن فيه.وردا على طلب للتعليق، قال جيش الاحتلال إنه يجمع التفاصيل. وقالت وزارة الصحة إن 21 فلسطينيا من عائلة واحدة قتلوا في هجوم منفصل. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق. وقال عباس لبلينكن "نطالب أن توقفوهم عن ارتكاب هذه الجرائم فورا"، وحث على "وقف فوري لإطلاق النار" من إسرائيل. ونقلت وكالة (وفا) عن عباس قوله لبلينكن "لا توجد كلمات لوصف حرب الإبادة الجماعية، والتدمير التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون اعتبار لقواعد القانون الدولي". وتصاعد العنف في مناطق أخرى خارج قطاع غزة. ففي القدسالشرقية، قالت شرطة الاحتلال إن فلسطينيا يبلغ من العمر 16 عاما، أصاب ضابطين بطعنات قبل أن يقتل. وفي الضفة الغربيةالمحتلة قال مسعفون إن فلسطينيا قتل وأصيب ثلاثة برصاص الجيش الإسرائيلي. ولم يكن لدى متحدث باسم الجيش تعليق بعد على الواقعة. وقالت السلطات اللبنانية إن التوتر تصاعد في البلاد بعد أن أدت ضربة إسرائيلية على سيارة في جنوبلبنان إلى مقتل ثلاثة أطفال وجدتهم. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش هاجم "أهدافا لحزب الله في جنوبلبنان" ردا على هجوم صاروخي على دبابات أدى إلى مقتل إسرائيلي. وقال حزب الله إنها ردت بإطلاق صواريخ على بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل. وقالت الجماعة في بيان إنها "لن تتسامح أبدا بالمس والاعتداء على المدنيين، وسيكون ردها حازما وقويا". دعوة لهدنة إنسانية وجه رؤساء عدة هيئات رئيسية تابعة للأمم المتحدة، نداء موحدا لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، بينما تشتد الضربات الإسرائيلية بعد مرور نحو شهر على اندلاع الصراع. ومن بين 18 مُوَقِعا على النداء المشترك فولكر تورك، مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان وتيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية ومارتن جريفيث، منسق المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة. وقال الموقعون في بيان مشترك "السكان كلهم تحت حصار ويتعرضون للهجوم، محرومون من الوصول للمستلزمات الأساسية للحياة ويتم قصفهم في المنازل والملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول". كما جاء في النداء "نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. مر 30 يوما. لقد طفح الكيل. يجب أن يتوقف هذا الآن". ودعا جريفيث، إلى "هدنة" إنسانية من القصف الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان، للمساعدة في توصيل المساعدات التي أصبحت أقل بكثير، من مستويات ما قبل الصراع. ورد رياض منصور المندوب الفلسطيني لدى الأممالمتحدة بأن على جريفيث الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار. وقال منصور "يجب أن تقولوا بوضوح وبصوت عال بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي إنه يتعين وقف إطلاق النار". وأضاف "لابد من إنقاذ الأرواح. ويجب أن يتم الوقف الفوري لجميع هذه الأعمال العدائية. هذا ما أتوقعه منكم". ورفضت إسرائيل الضغوط الدولية المتزايدة من أجل وقف إطلاق النار، قائلة إنه يجب إطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم مسلحو (حماس). نيران الضربات الجوية في غزة (رويترز) طفلة جريحة على كرسي متحرك بعد إصابتها (أ ف ب) أم تحمل رضيعها في مدرسة تابعة للأمم المتحدة في خان يونس (أ ف ب)