نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تكون الحرب الدائرة بين بلاده وروسيا قد وصلت إلى "طريق مسدود"، رافضا تقارير تفيد بأن قادة غربيين يحشدون من أجل الانخراط في محادثات سلام، ولم يتحرك خط المواجهة الذي يزيد طوله على ألف كيلومتر منذ تحرير مدينة خيرسون في نوفمبر 2022، وهذا الأسبوع حذّر رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني من أن النزاع وصل إلى طريق مسدود، والسبت قال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "لقد مر وقت اليوم والناس متعبون... لكننا لسنا في طريق مسدود"، ونفى زيلينسكي السبت تعرضه لضغوط من الدول الغربية لبدء مفاوضات مع روسيا، في حين تفيد تقارير بأن مسؤولين أميركيين وأوروبيين تباحثوا في ما قد تفضي إليه هذه المحادثات. وقال زيلينسكي: "لا أحد من شركائنا يضغط علينا للجلوس إلى طاولة مفاوضات مع روسيا وتقديم تنازل لها"، الحرب حاليا في شهرها العشرين، وأوكرانيا تسعى لتحقيق مكاسب ميدانية في هجومها المضاد، في حين يلتقي زيلينسكي بشكل دوري القادة الغربيين في محاولة لدرء التعب من الصراع، وقال زيلينسكي إن الحرب بين إسرائيل وحماس صرفت الانتباه عن أوكرانيا، وقال إن هذا هو "هدف روسيا". وأضاف "من الواضح أن الحرب في الشرق الأوسط، هذا النزاع، يصرف الانتباه... لقد تعرضنا من قبل لمواقف صعبة للغاية عندما لم يكن هناك أي تركيز تقريبًا على أوكرانيا... أنا واثق تمامًا من أننا سنواجه هذا التحدي". ويؤكد داعمو أوكرانيا، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، أنهم مستعدون لمواصلة دعم كييف عسكريا وماليا طالما استغرق الأمر لهزيمة روسيا. وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال زيارة تجريها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى كييف للتباحث في ملف انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي والتقدّم الذي تم إحرازه على هذا الصعيد. وحصلت كييف على وضعية مرشّحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أشهر على بدء الغزو الروسي العام الماضي، لكن محلّلين حذروا من أن الطريق أمامها طويل وصعب وصولا إلى نيل العضوية، وقالت فون دير لايين "لقد حقّقتم إنجازات عدة"، موضحة "لقد أصلحتم نظامكم القضائي. وكبحتم سطوة المتمولين النافذين وتصدّيتم لتبييض الأموال وما إلى ذلك من أمور كثيرة". وتابعت "يجب ألا ننسى أبدا أنكم تخوضون حربا وجودية وفي الوقت نفسه تجرون بالعمق إصلاحات في بلادكم". وأعربت فون دير لايين عن "ثقتها" بأن أوكرانيا ستحرز تقدّما على مسار الانضمام عندما تطبّق هذه الإصلاحات. وقالت إن المفوضية الأوروبية اقترحت تمويلا إضافيا بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار) لأوكرانيا حتى العام 2027. وقال زيلينسكي في مداخلته المسائية إن "أوكرانيا قطعت شوطا طويلا"، مشيرا إلى أن كثرا لم يؤمنوا بأن البلاد قادرة على نيل وضعية مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي فيما الحرب لا تزال دائرة. وقال إن البلاد تدفع باتّجاه المضي قدما في تدابير لتعزيز الملاحقات القضائية في قضايا مكافحة الفساد ولتعزيز الأطر القانونية لجماعات الضغط. وأشار إلى أنه سمع من فون دير لايين "مؤشرات جيّدة" الى تقدّم أوكرانيا على مسار المحادثات بشأن العضوية في الاتحاد الأوروبي. وتدعم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريبا تقديم مساعدات إضافية طويلة الأجل لكييف، في توجّه تعارضه فقط المجر وسلوفاكيا. ميدانيا أعلنت أوكرانيا أنّ قواتها قصفت حوضاً لبناء السفن في مدينة كيرتش على الساحل الشرقي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014. وقال الجيش الأوكراني "مساء الرابع من نوفمبر، نفذت القوات المسلحة الأوكرانية ضربات ناجحة على البنى التحتية البحرية والموانئ في حوض زاليف لبناء السفن في منطقة كيرتش المحتلة موقتاً". ولم تقدّم مزيداً من التفاصيل. وكثفت كييف هجماتها على شبه الجزيرة في البحر الأسود منذ أطلقت هجومها المضاد ضد قوات موسكو هذا الصيف. وقال حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف الذي عينته روسيا إن أوكرانيا أطلقت صواريخ على حوض بناء السفن في كيرتش، مؤكداً إسقاطها. وأكد على مواقع التواصل الاجتماعي "عدم سقوط ضحايا"، موضحاً أن "بعض حطام الصواريخ سقط على أراضي أحد الأحواض الجافة". ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعا مصورا يظهر قيام وحدات من مجموعة "دنيبر" التابعة للقوات الروسية، بشن هجمات على مواقع أوكرانية في اتجاه خيرسون. وتواصل أطقم مدافع الهاوتزر الروسية من طراز "دي-20"، التابعة لوحدات المدفعية من قوات مجموعة "دنيبر"، تدمير المواقع ومراكز القيادة للأوكرانيين في اتجاه خيرسون، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء. وأعلن الجيش الأوكراني، الأحد، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، إلى نحو 305 آلاف و 90 جنديا، من بينهم 990 جنديا لقوا حتفهم خلال السبت فقط. جاء ذلك وفقا لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" أمس الأحد. من جانبه قال رئيس المركز الصحفي لمجموعة قوات "فوستوك"، اللفتنانت كولونيل أوليج تشيخوف، لوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، إن القوات الروسية أعطبت تناوب القوات المسلحة الأوكرانية على محور جنوب دونيتسك. وأضاف تشيخوف "على محور جنوب دونيتسك، أعطبت وحدات من مجموعة فوستوك، بدعم من المدفعية، تناوب المسلحين في مواقع القوات المسلحة الأوكرانية في مناطق ستارومايورسكوي وشمال بريوتنوي."، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء. وقال تشيخوف إن الطيران العملياتي التكتيكي والطيران العسكري والقوات الصاروخية والمدفعية التابعة للقوات المسلحة الروسية أطلقت النار على أماكن تركزت فيها القوى البشرية والمعدات في وحدات من اللواء 72 الميكانيكي، واللواء 79 للهجوم الجوي، ولواء المشاة الآلي 58، ولواء الدفاع الإقليمي 128 للقوات الأوكرانية في مناطق مستوطنات نوفوميخيلوفكا، كونستانتينوفكا، أوجليدار، شاختيرسكوي، فوديانوي، سوخي يالي، بريتشيستوفكا، نوفودنيتسكوي، نوفوكرينكا، ستارومايورسكوي، وأوروزاينوي في جمهورية دونيتسك الشعبية. وأضاف رئيس المركز الصحفي إن "إجمالي خسائر العدو في هذا الاتجاه هي: محطة حرب إلكترونية ومركبتان قتاليتان مدرعتان ومخزن للمعدات العسكرية وأكثر من 50 مسلحا ومركبة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية". ويتعذر التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل.