أفادت تقارير إعلامية بمقتل سبعة مدنيين في قصف مدفعي أوكراني، على مناطق تسيطر عليها روسيا، فيما تحتدم معركة باخموت التي أصبحت رمزا لصمود كييف، دون أن تلوح أي نهاية في الأفق. وقال مسؤول روسي كبير، إن الفرصة معدومة لإجراء محادثات سلام هذا العام، فيما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الصيني شي جين بينغ، على إقناع روسيا بالتفاوض لإنهاء أخطر صراع تشهده أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية. وعقب محادثات في بكين مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قال شي إنه يأمل في أن تتمكن روسياوأوكرانيا، من إجراء مفاوضات في أقرب وقت ممكن، وحذر كافة الدول من استخدام الأسلحة النووية. ولم يعرب عن استعداده للتحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الرغم من أن فون دير لاين قالت إن شي أخبرها بأنه يمكن إجراء حوار عندما "تكون الظروف والوقت مناسبين". وأعلنت الصينوروسيا شراكة "بلا حدود" ويسعى شي إلى تقديم الصين كوسيط في الصراع الأوكراني. وسبق أن اقترحت الصين خطة سلام من 12 نقطة، لكن الغرب رفضها بشكل عام، في ظل إحجام الصين عن إدانة روسيا لغزو جارتها. ووجه ماكرون حديثه لشي، بينما كانا يقفان بجوار بعضهما خارج قاعة الشعب الكبرى قبل اجتماعهما، قائلا إن "العدوان الروسي في أوكرانيا وجه ضربة للاستقرار". وتابع ماكرون "أعلم أنني أستطيع التعويل عليك، لإعادة روسيا إلى العقل والجميع إلى طاولة المفاوضات". وليس هناك حاليا محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب، ونقلت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية عن دميتري سوسلوف، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن الفرص "معدومة" لإجراء محادثات سلام في 2023. ويقول بوتين إن "العملية العسكرية الخاصة" التي أطلقتها بلاده في أوكرانيا كانت ضرورية، للقضاء على النازيين الأوكرانيين والدفاع عن روسيا في وجه الغرب المعادي، فيما تصفها أوكرانيا وحلفاؤها بأنها غزو غير مبرر. وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية، أن أربعة مدنيين قتلوا أمس في منطقة دونيتسك، التي تسيطر عليها روسيا بعدما سقطت قذائف على مرآب سيارات. كما ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم، في انفجار في محطة للحافلات في ليسيتشانسك شمال شرق دونيتسك. وقال حاكم مدينة خيرسون في الجنوب، إن سبعة أشخاص أصيبوا في قصف شنته القوات الروسية هناك. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تلك التقارير. باخموت الأكثر دموية أصبحت المعركة المستمرة منذ شهور للسيطرة على باخموت، وهي واحدة من آخر المراكز الحضرية في منطقة دونيتسك الشرقية، التي لم تسقط بعد في قبضة موسكو، واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب. وقال أندريه يرماك، أحد كبار مستشاري زيلينسكي "(المعارك) دائرة في الشوارع، ومحاولات العدو لتطويق المدينة تفشل. قيادتنا تسيطر بشكل كامل على الوضع". وقال قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجن، إن القتال محتدم في الجانب الغربي من المدينة. وأضاف عبر قناته على تيليجرام "يجب أن نقول بوضوح إن العدو لا يحقق أي نجاح". ويشكو بريجوجن، مرارا من نقص الأسلحة المتاحة لمقاتليه في باخموت. لكن ليفكو ستيك من حرس الحدود الأوكراني، قال في مقطع فيديو على وقع انفجارات، إن القوات الأوكرانية لا ترصد أي "نقص أسلحة" على الجانب الروسي. ويقلل محللون غربيون من الأهمية الاستراتيجية لباخموت، لكن أوكرانيا تجعل دفاعها المستميت عنها وسيلة لإرهاق القوات الروسية قبل شن هجوم مضاد، بدعم من أسلحة حديثة مقدمة من الغرب. وقال نازا (21 عاما)، وهو قائد وحدة على مشارف باخموت، "نحن جاهزون، علينا أن نفعل ذلك، كلما كان ذلك أسرع كان أفضل. يجب ملاحقة العدو. ننتظر في الوقت الراهن تغير الطقس، لأن الوحل يمثل عائقا". وقال قائد لواء هجومي أوكراني، ذكر أن اسمه إيفان، متحدثا من مكان قريب من خط المواجهة "الجنود غير الموجودين في الخطوط الأمامية يتدربون". وعلق الخبير العسكري أولكسندر، موسينكو بالقول إن القوات الروسية "منهكة وغير قادرة على الحفاظ على نفس وتيرة الهجمات" التي كانت عليها في فبراير شباط. وأضاف "من الواضح الآن، أن قدرة الجيش الروسي على الهجوم تعطلت. وبالنسبة لتظاهرهم بالشجاعة في السيطرة على باخموت فإن هذا ليس صحيحا".