وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس قانوناً يلغي مصادقة روسيا على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، على خلفية الحرب في أوكرانيا والأزمة مع الغرب. وتهدف المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبّق نظراً إلى عدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وأبرزها الولاياتالمتحدة والصين. وكان بوتين أعلن في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر أنه "ليس مستعداً للقول" ما إذا كانت روسيا ستجري تجارب نووية حية. وأضاف "لست مستعداً للقول ما إذا كان ينبغي استئناف التجارب أم لا"، مشيداً بتطوير صواريخ جديدة عالية القوة يمكنها حمل رؤوس حربية نووية. ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تبنى الرئيس الروسي عدداً من المواقف المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية، ونشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس أقرب حليف له، صيف 2023. وكان مجلس النواب الروسي (الدوما) تبنى القانون منتصف تشرين الأول/أكتوبر قبل أن يوافق عليه مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي نهاية الشهر بالإجماع. وقال رئيس الدوما فياتشيسلاف فولودين إن التصويت كان بمثابة "رد على الموقف البغيض للولايات المتحدة تجاه التزاماتها بشأن الحفاظ على الأمن العالمي". وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر، أجرت روسيا تجارب إطلاق صواريخ بالستية بهدف إعداد قواتها "لضربة نووية هائلة"رداً على ضربة عدائية مماثلة. وتنص العقيدة النووية الروسية على استخدام "دفاعي بحت" للأسلحة الذرية في حال وقوع هجوم على روسيا بأسلحة الدمار الشامل أو في حال تعرضها لعدوان بأسلحة تقليدية "يهدد وجود الدولة ذاته". كذلك، علقت روسيا في شباط/فبراير مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت" لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسياوالولاياتالمتحدة في 2010، وهي آخر اتفاق ثنائي يربط بين موسكووواشنطن. من جهة أخرى أعلن وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو أن أوكرانيا تعرضت لأكبر قصف روسي على نطاق واسع منذ مطلع عام 2023 خلال ال 24 ساعة الماضية. وقال كليمينكو، عبر تطبيق تليجرام، إن موسكو شنت هجمات على ما مجموعه 118 منطقة في 10 مقاطعات أوكرانية. ووفقاً للسلطات الأوكرانية، لقي أربعة أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب 14 آخرون بجروح. وفي خيرسون جنوبي أوكرانيا، انفجرت قذيفة روسية قرب مبانٍ سكنية، مما أسفر عن مقتل إحدى العاملات في إدارة المدينة، كما أصيب اثنان من زملائها بجروح بعضها خطيرة، بحسب السلطات العسكرية المحلية. وتشير لقطات الفيديو التي نشرها المسؤولون في مكان الحادث إلى وقوع هجوم بطائرة مسيرة، نظراً لشدة الأضرار الناجمة عن الانفجار. من جانب آخر زودت كوريا الشماليةروسيا بأكثر من مليون قذيفة مدفعية لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، وفي المقابل تلقت بيونغ يانغ مشورة فنية بشأن أقمارها الصناعية، وفق ما نقل نائب كوري جنوبي الأربعاء عن أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية. وتخضع بيونغ يانغ وموسكو، الحليفتان تاريخياً، لحزمة من العقوبات الدولية، روسيا بسبب هجومها في أوكرانياوكوريا الشمالية بسبب تجاربها للأسلحة النووية. وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قد التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أيلول/سبتمبر في أقصى شرق روسيا وأعلنت واشنطن الشهر الماضي أن بيونغ يانغ بدأت في إمداد موسكو بالأسلحة. أكد جهاز الاستخبارات في كوريا الجنوبية للنواب خلال جلسة استماع برلمانية مغلقة الأربعاء أن كوريا الشمالية قامت بعشر عمليات نقل أسلحة إلى روسيا على الأقل منذ آب/أغسطس. وبعد الاجتماع، قال النائب يو سانغ بوم للصحافيين "علمت وكالة الاستخبارات الوطنية أنه تم نقل أكثر من مليون قذيفة مدفعية" مشيراً إلى أنه "وفقا للتحليلات، سيكون ذلك كافيا لنحو شهرين من الحرب بين روسياوأوكرانيا". وأضاف أنه في المقابل يبدو أن بيونغ يانغ تلقت مشورة فنية من موسكو بشأن مشروعها لإطلاق قمر صناعي للاستطلاع العسكري. وفشلت كوريا الشمالية مؤخرا مرتين في وضع قمر صناعي للتجسس في مداره. وبعد فشل المحاولة الثانية في آب/أغسطس، أعلنت نيتها إطلاق ثالث في تشرين الأول/أكتوبر لكن ذلك لم يتحقق. واشار النائب إلى أنه "على الرغم من تأجيل موعد الإطلاق المقرر في تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن الاستعدادات النهائية، مثل فحص المحرك وجهاز الإطلاق، تجري على قدم وساق". وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر، أفادت واشنطن بأن بيونغ يانغ سلّمت "أكثر من ألف حاوية" تحتوي على معدات عسكرية وذخيرة إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي، دانت كوريا الجنوبية واليابان والولاياتالمتحدة "بشدة" توريد الأسلحة إلى موسكو، مؤكدة أن بيونغ يانغ أرسلت بالفعل شحنات "عديدة" من الأسلحة إلى روسيا.