نفت كوريا الشمالية المزاعم الأمريكية، بأنها تشحن قذائف مدفعية وذخيرة إلى روسيا، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، واتهمت الولاياتالمتحدة الكذب. ويأتي هذا الرفض بعد عشرات من تجارب الأسلحة، التي أجرتها كوريا الشمالية، بما في ذلك صواريخ قصيرة المدى من المحتمل أن تكون قادرة على حمل أسلحة نووية وصاروخ باليستي عابر للقارات، يمكن أن يستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة. وقالت بيونج يانج إنها تختبر الصواريخ والمدفعية حتى تتمكن «بلا رحمة» من ضرب أهداف رئيسية في كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة إذا اختارت ذلك. وكانت كوريا الشمالية تتقرب من روسيا حليفتها التقليدية في السنوات الأخيرة، بل ألمحت إلى إرسال عمال للمساعدة في إعادة بناء الأراضي، التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. واتهمت الولاياتالمتحدةكوريا الشمالية، وهي واحدة من أكثر الدول تسليحًا في العالم، بتزويدها بذخيرة من الحقبة السوفيتية مثل قذائف المدفعية، لتجديد المخزونات الروسية التي استنفدت في أوكرانيا. تجديد المخزون 30 حصانا وفي الأسبوع الماضي، أرسلت روسيا إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قطارًا محملاً ب 30 حصانًا أصيلًا، وفتحت الحدود مع جارتها لأول مرة منذ عامين ونصف. وصرح المتحدثون باسم شركة سكك حديد الشرق الأقصى الروسية، لوكالة الأنباء الحكومية في 2 نوفمبر، بأن أول قطار اتجه إلى كوريا الشمالية على متنه 30 حصانًا، وقالوا إن القطار التالي كان سيحمل الأدوية. ويقول الخبراء إن كوريا الشمالية ربما تسعى للحصول على وقود روسي، وكذلك نقل التكنولوجيا والإمدادات اللازمة لتعزيز قدراتها العسكرية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تطوير أنظمة أسلحة أكثر تطوراً. وفي سبتمبر، أعادت كوريا الشمالية تشغيل خدمة قطارات الشحن مع الصين، أكبر شريك تجاري لها، منهية بذلك توقفًا دام خمسة أشهر. واتهم الأسبوع الماضي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، كوريا الشمالية بتزويدها سرًا ب «عدد كبير» من شحنات الذخيرة إلى روسيا. وقال إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن كوريا الشمالية تحاول إخفاء طريق النقل، من خلال جعلها تبدو وكأن الأسلحة يتم إرسالها إلى دول في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا. وقال نائب مدير مكتب الشؤون الخارجية العسكرية بوزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية، «نعتبر مثل هذه التحركات الأمريكية جزءًا من محاولتها العدائية لتشويه صورة «كوريا الشمالية» على الساحة الدولية».. اكتشاف استخباراتي وقال نائب المدير: «نوضح مرة أخرى أنه لم يكن لدينا أبدًا» صفقات أسلحة «مع روسيا وأنه ليس لدينا خطة للقيام بذلك في المستقبل». وفي سبتمبر، أكد المسؤولون الأمريكيون اكتشافًا استخباراتيًا أمريكيًا رفعت عنه السرية مؤخرًا، أن روسيا كانت بصدد شراء ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية من كوريا الشمالية، ورفضت كوريا الشمالية في وقت لاحق هذا التقرير، ودعت واشنطن إلى التوقف عن «التصريحات المتهورة» و«الصمت». وفي الثاني من «نوفمبر»، قال كيربي إن الولاياتالمتحدة لديها «فكرة» عن الدولة أو الدول التي يمكن لكوريا الشمالية تمرير الأسلحة عبرها لكنها لم تحددها. وقال إن الشحنات الكورية الشمالية «لن تغير مسار الحرب»، مستشهدا بالجهود الغربية لإعادة إمداد الجيش الأوكراني. وبعد أن فرضت عليها عقوبات دولية وقيود على الصادرات، اشترت روسيا في أغسطس طائرات مسيرة إيرانية الصنع وقال مسؤولون أمريكيون إنها تواجه مشكلات فنية. وبالنسبة لروسيا، يقول الخبراء إن كوريا الشمالية من المحتمل أن تكون خيارًا جيدًا آخر لتزويدها بالذخيرة، لأن كوريا الشمالية تحتفظ بمخزون كبير من القذائف، وكثير منها نسخ من قذائف الحقبة السوفيتية. حتى مع انسحاب معظم أوروبا والغرب، دفعت كوريا الشمالية لتعزيز العلاقات مع روسيا، وألقت باللوم على الولاياتالمتحدة في الأزمة وشجبت «سياسة الهيمنة» للغرب باعتبارها تبرر العمل العسكري، الذي تقوم به روسيا في أوكرانيا لحماية نفسها. في يوليو، أصبحت كوريا الشمالية الدولة الوحيدة باستثناء روسيا وسوريا التي تعترف بأراضي دونيتسك ولوهانسك على أنها مستقلة. تكثيف النشاط ويقول بعض المراقبين إن كوريا الشمالية تستخدم أيضًا العدوان الروسي في أوكرانيا، كنافذة لتكثيف نشاط اختبار الأسلحة وزيادة الضغط على الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية. وفي الأسبوع الماضي، أجرت كوريا الشمالية تجارب على إطلاق عشرات الصواريخ، ردًا على تدريبات جوية واسعة النطاق بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، والتي تعتبرها بيونج يانج بمثابة بروفة لغزو محتمل. في بيان منفصل نشرته وسائل الإعلام الرسمية يوم الثلاثاء، انتقد دبلوماسي كوري شمالي بارز إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، مؤخراً لإطلاق صواريخ من كوريا الشمالية، ووصفه بأنه «الناطق بلسان» الحكومة الأمريكية. وقال كيم سون جيونج، نائب وزير المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية: «الأمين العام للأمم المتحدة يردد ما يقوله البيت الأبيض ووزارة الخارجية، كما لو كان الناطق بلسانهم، وهو أمر مؤسف». وقال كيم إن «سلوك جوتيريش غير العادل والمتحيز» ساهم في تفاقم التوترات في المنطقة. -إمداد كوريا الشمالية المحتمل بالأسلحة إلى روسيا سيكون انتهاكًا لقرارات الأممالمتحدة، التي تحظر على كوريا الشمالية تبادل الأسلحة مع دول أخرى. -لكن من غير المرجح أن تتعرض كوريا الشمالية لعقوبات جديدة بسبب الانقسام في مجلس الأمن الدولي، بشأن المواجهات الأمريكية مع روسيا فيما يتعلق بحربها في أوكرانيا.