استفزتني بعض الأقلام التي سخرت نفسها للحديث عن بعض السلبيات بمحافظة الطائف، في تلميحات لا تخلو من الخبث ضد سياحة الوطن الداخلية التي ازدهرت بصورة غير مسبوقة في السنوات القليلة الماضية، بدافع من المشروعات العملاقة التي ضختها رؤية السعودية 2030. قررت أن أخوض هذا التحدي، وأقف على تلك الاتهامات بنفسي، وكلي يقين أن بعض تلك الأقلام لم يزرْ الطائف، والبعض الآخر يتحدث من باب «اللي ما يطول العنب.. حامض عنه يقول»، وبالفعل دعوت بعض الصديقات من داخل السعودية ودول الخليج، وشخصيات نسائية بارزة من جميع مناطق ومدن المملكة إلى مناسبة خاصة تقام على أرض الطائف.. مدينة العشق والورد. في أحضان مدينة الهدا، قضينا ليلة جميلة في أجواء رائعة ولطيفة، حيث أبدوا سعادتهن الغامرة بجمال المناظر الخضراء وروعة الأجواء وما تحمله هذه المدينة من طبيعة خلابة وعبق للماضي وأصالة تاريخية تستند على إرث كبير. وحتى تكتمل صورة الطائف الحقيقية في عيون الجميع، كانت وجبة العشاء من الأكلات الطائفية الأصيلة والمميزة، أعدتها أسر منتجة من المدينة على أنغام أغنية أبو بكر سالم «يا مسافر على الطايف طريق الهدا.. شوف قلبي من البارح معك ما هدا.. كيف يهدى وأنته إللي هويته.. وأنت أجمل وأجمل من رأيته». أقرت كل الحاضرات بأن مدينة الورد لا تشبهها أي مدينة أخرى، فهي مصيف المملكة الأول بلا منافس، وما تقوم به محافظة وأمانة الطائف من جهود واضحة لتطوير المدينة وإنشاء مشروعات سياحية بعضها اكتمل وبعضها في مراحله الأخيرة، دليل واضح على ما تشكله هذه المدينة من أهمية، لتكون منارة سياحية واقتصادية، خاصة أنها تتميز بطبيعة فريدة، وتتوفر فيها كل المقومات السياحية التي يندر اجتماعها في مدينة واحدة. صحيح أن هناك بعض السلبيات التي تحتاج إلى مواجهة حاسمة من الأمانة والقائمين على سياحة المدينة، لكننا ندرك أنه يمكن تداركها مع تشديد الرقابة وتطبيق النظام بحزم، فبعض الفنادق لا توفر الخدمات المطلوبة للسياح مثل: المواصلات، كذلك ينبغي التوقف عن المغالاة في أسعار الفنادق والشقق التي تعتبر عائقاً كبيراً أمام عجلة النهضة السياحية الداخلية بشكل عام، وبالطبع سيشهد مطار الطائف في الفترة المقبلة المزيد من التطوير ليواكب النهضة العمرانية التي تشهدها مدينة الطائف، لا سيما أنها تشيد مدينة سكنية حديثة تحت اسم «مدينة الورود» سيكون لها أثر كبير في تطوير الشكل المعماري للمدينة. وأخيراً.. أقول: يا دلوعة المطر لا تقولي وداعاً فعشقك في القلب كبير، كم عانق نداكِ ورد الهدا وزاده شروق الشمس جمالا.