منذ اسبوع والامطار تهطل على الطائف وذلك تزامنا مع بداية الاجازه الصيفيه للمدارس خاصة وان الصفوف الدنيا انهت اختبارات طلابها منذ اسبوعين، وورصدت “المواطن” في مدينة الورد هذه الايام توافد اعداد كبيره من المصطافين من داخل المملكه وخارجها من الذين قالوا انهم لم يفوّتوا فرصة هطول الامطار والاجواء الجميله على الطائف في اوقات ان المدن والمحافظات السياحيه الاخرى مازالت درجات حرارتها مرتفعه وغالبا ما تكون اجوائها مشمسه بخلاف هذه المدينه الوادعه التي عُرفت بدلوعة الغيم والغيوم التي لا تفارقها كثيراً. الطائف رغم ما تشهد من مشاريع متناثره على جسدها واطرافها ولو ان عددا منها متعثّر ويقلق الحركه المروريه الاّ ان ما وهبها الله من اجواء متميّزه ومناظر طبيعيه ساحره أسرت قلوب عشّاقها منذ الازل. الهدا .. وفواكه السماء ففي الهدا حديث السياح لاينقطع مع نسمات عصاريه البارده وهي تهف على جلساتهم من ارتفاع 2800 قدم عن سطح البحر وامامهم بسطات الفواكه الشهيره وفيها مالذ وطاب من منتجات زراعيه طائفيه خالصه كالعنب والخوخ والكرز والرمان والتين والمشمش والموز وعرفت بطعمها اللذيذ ، وسمّيت هذه البسطات التي تأخذ من شرفة جبال الكر حيّزا كبيرا على جنبات الطريق بفواكه السماء اشارة لارتفاع المنطقه عموما ودنوْ الغيوم من تحت خواصر جبالها الشاهقه في منظر تهفو اليه القلوب ولا تمل منه العيون ، وللهدا طبيعتها الجبليه ومبانيها القديمه في الغالب والتي امتزجت بالمباني والفنادق والشقق الحديثه والمطاعم الشعبيه القديمه ومنها الجديد التي تقدم وجبات السليق الطائفي وغيره من الوجبات التي اشتهرت بها المحافظه، بساطة الشفاء ورغم بساطة تطوير منطقة الشفاء وهو عباره عن شارع دائري اطرافه من التراب والحجاره وذو مسار واحد حيث ان توسعته لمسارين وتجميله وتشجيره مازالت رهن التنفيذ الا انه على امتداده لايكاد السيّاح الذين يتأخرون لما بعد ساعات العصر والمغرب يجدون مكاناً يستريحون فيه فقد سبقهم غيرهم وحجزوا المواقع الجميله ولا تشاهد غير العوائل والاسر التي تزدحم امام الالعاب والمطاعم والجلسات العائليه وهي تمتد لساعات طويله من منتصف الليل وسواليف السمر لا تتوقف احيانا حتى طلوع الشمس. ويجد الكثير في اوقات الذروه صعوبة في استئجار شققا او غرفا للنوم والاسترخاء حيث يكون الرد انها لزبناء قادمين من مناطق خارج الطائف او خليجيين وسياح عرب يتوافدون هذه الاوقات ويحجزون فيها بالاسابيع ولايغادرون منها سوى لزياراتهم الى المسجد الحرام واداء العمره ثم العوده سريعاً. صخور الردف .. ووعود الصيف ولم يأبه الزوار لمواعيد افتتاح المشروع الضخم لتطوير منتزه الردف والذي اعلنت مرار امانة الطائف مرارا وتكرارا افتتاحه في كل صيف منذ اربعة اعوام ولم يفتتح ، ففي الاوديه حولها يكاد الطلح واشجار السمر هي المستضيف الشّهم بظلالها الوافره وارضيتها النظيفه بعيدا عن منطقة المشروع وقد لايحبّذ غالب السياح والعوائل الجلوس في حدائق مسوّره وما الى ذلك خاصة وان في الردف صخور خلقها الله كالكهوف وذات مناظر وتضاريس نادره تستلذ الاسر والعوائل في مد فرشات جلساتهم ومتاكئهم وادخنة الشواء تعانق قممها وامامهم الاطفال يلهون كثيرا على الجمال المستأجره والخيول والدبابات رباعية العجلات. ومازالت الردف تحتفظ لهؤلاء الصبيه بشيئا من ذكريات اسلافهم بمأكولات البليله والايسكريم الذي قل ما يجيد نكهته الا عماله توارثوا حبكة طعمه اللذيذ منذ عقود وعرف بايسكريم الردف ذو اللون الاحمر الغامق والشوكلاتات المحلاّه به ولا تنصدم حينما يقول لك سيّاح ليت الردف تعود لطبيعتها السابقه كمنتزه وطني ايمانا منهم بأن الحدائق المسوّره وذات الطابع الرسمي كثيره سواءا الحكوميه او المستثمره داخل المدينه وعلى اطرافها ووصلت الى سلاسل جبالها سواءا في الهدا او منطفة الشفاء. اشغال الوحدات السكنيه بدأت بالفعل العديد من الشقق والفنادق في رفع الاسعار نتيجة حلول الصيف وهي كما يردد كثيرون من مشغّليها” لقمتهم السائغه” التي ينتظرونها طوال السنه لجني الارباح وتحقيق المكاسب وتصل اسعار الغرفتين الى 500 ريال فيما الاجنحه المفروشه بالمنتجعات تشارف على ال 800 ريال المزوّده بمسبح ودورات مياه.