أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، داعيا الصين إلى العمل مع الولاياتالمتحدة من أجل "مواجهة مشتركة للتحديات العالمية". وأكد بايدن خلال اللقاء أن على الولاياتالمتحدةوالصين "أن تديرا علاقتهما في شكل مسؤول وأن تبقيا قنوات التواصل مفتوحة"، وذلك وفق بيان للبيت الأبيض. ومع احتدام النزاع في الشرق الأوسط، أضاف البيان أيضا أن بايدن "شدد على وجوب أن تعمل الولاياتالمتحدةوالصين معا لمواجهة التحديات العالمية". وكان بايدن قد وجه دعوة لنظيره الصيني شي جينبينغ لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك) التي تعقد في سان فرانسيسكو، لكنه رغم ذلك واصل نهجه الحازم تجاه بكين عبر فرض عقوبات عليها. ويقوم وانغ يي بزيارة لواشنطن تستغرق يومين التقى خلالها أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن يجتمع بمستشار بايدن للأمن القومي جيك ساليفان. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الخميس إن "ساليفان يتطلع إلى هذا النقاش مع وانغ يي (...) لإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع جمهورية الصين الشعبية". ويتنافس أكبر اقتصادين في العالم على النفوذ في منطقة آسيا المحيط الهادئ وخارجها، في حين تعزز بكين تعاونها مع روسيا في محاولة للحد من الهيمنة الأميركية. وتصاعد التوتر بينهما مؤخرا حول تايوان وأيضا الفيلبين، كما تبادلت الولاياتالمتحدةوالصين انتقادات لاذعة بشأن النزاع في الشرق الأوسط. وقال مسؤول أميركي: إن الولاياتالمتحدةوالصين اتفقتا على التعاون من أجل ترتيب لقاء متوقع بين الرئيسين جو بايدن وشي جين بينغ في الشهر المقبل، وذلك بعد اجتماع بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي وكبار الدبلوماسيين الأميركيين في واشنطن. وفي أول زيارة يقوم بها وزير خارجية صيني منذ عام 2018، اجتمع الدبلوماسي الصيني المخضرم مع الرئيس بايدن لمدة ساعة وأجريا محادثات وصفها البيت الأبيض بأنها"فرصة جيدة" للإبقاء على خطوط الاتصال مفتوحة بين البلدين اللذين بينهما خلافات سياسية. وقال مسؤولون أميركيون إن اجتماعات وانغ مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان انعقدت على مدى يومين واستمرت لتسع ساعات، واصفين هذه التفاعلات بأنها "صريحة وتفصيلية". وقال مسؤولون أميركيون إن كبار مساعدي بايدن أثاروا مخاوف واشنطن الرئيسة وهي الحاجة إلى استعادة القنوات العسكرية بين البلدين وتصرفات بكين في بحر الصين الشرقي والجنوبي وتايوان وحقوق الإنسان وقضايا الأميركيين المحتجزين في الصين. كما جرت "تبادلات صريحة" بين بلينكن ووانغ بشأن الصراع المشتعل في الشرق الأوسط. وكان المجال الرئيس للمحادثات الذي أظهر إحراز بعض القوة الدافعة على ما يبدو هو الترتيب لاجتماع متوقع بين بايدن وشي على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في الشهر المقبل في سان فرانسيسكو. وقال أحد كبار مسؤولي الإدارة في حديثه للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته "نجري الاستعدادات لمثل هذا الاجتماع". وأضاف "من الواضح أن الزعماء الصينيين غالبا ما يؤكدون علنا أن موعد الزيارة قريب جدا، لذا سأترك الأمر للجانب الصيني لمعرفة ما إذا كانوا سيصدرون هذا الإعلان ومتى". وقال وانغ لبايدن إن هدف زيارته هو المساعدة في "وقف التدهور" في العلاقات الأميركية الصينية "مع التركيز على سان فرانسيسكو"، دون ذكر أي تفاصيل، بحسب بيان موجز لوزارة الخارجية الصينية. وقالت الخارجية الصينية السبت في تقرير عن المحادثات بين وانغ يي ومستشار الاأمن القومي الأميركي جايك ساليفان إن "الجانبين توافقا على العمل معا لتنظيم لقاء بين الرئيسين في سان فرانسيسكو". وابلغ الوزير الصيني بايدن، بحسب بيان آخر أصدرته الخارجية الصينية، أن الهدف من زيارته هو "العمل لوقف التراجع في العلاقات الصينية الأميركية، وجعلها مستقرة وإعادتها في أسرع وقت إلى مسار من التطوير الصحي والمنتظم". وأضاف وانغ مخاطبا الرئيس الأميركي "علينا أن نتحرك في شكل مسؤول حيال العالم والتاريخ والشعوب، وأن نلتزم ثلاثة مبادئ هي الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون من الند إلى الند". ويعود آخر لقاء بين بايدن وشي إلى قمة مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر 2022. وتستمر أجواء انعدام الثقة بين بكينوواشنطن اللتين تخوضان حرب نفوذ، وخصوصا في منطقة آسيا المحيط الهادئ. يقول بايدن إنه يعتزم إدخال الصين في منافسة شاملة "بما يتوافق مع القواعد الدولية".