يبدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة طال انتظارها لواشنطن مع سعي البلدين لإدارة خلافات استراتيجية عميقة بينهما وتمهيد الطريق لقمة متوقعة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ. وأضافت الحرب في الشرق الأوسط أهمية جديدة لتفاعلات العلاقة المتوترة بين القوتين العظميين إذ تأمل واشنطن أن يكون بمقدور بكين استغلال نفوذها لدى إيران للمساعدة في ضمان ألا يمتد صراع إسرائيل مع حركة حماس إلى المنطقة الأوسع. ولا يتوقع خبراء تحقيق تقدم سريع على الرغم من قول بكينوواشنطن إنهما تبحثان عن مجالات للتعاون المشترك، وقال شي الأربعاء إن الصين مستعدة للتعاون فيما يتعلق بالتحديات العالمية. ويقول محللو السياسات في الصين والولايات المتحدة إن من مصلحة الجانبين تجنب حرب أوسع وإن الصين، وهي مستورد كبير للنفط، لها نفوذ ليس بالهين على إيران. لكن لم يتضح بعد إن كانت بكين ستختار فعلا استغلال هذا النفوذ ويقول خبراء إن الصين ربما بدلا من ذلك تقف وتراقب من على الهامش لفترة أطول. وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "الصينيون بالتأكيد لديهم مصلحة في منع مواجهة مباشرة أميركية إيرانية لأنهم مستهلكون كبار للنفط وهذا سيرفع الأسعار". وتابع قائلا "لكن ورغم ذلك من غير المرجح أن يقوم الصينيون بجهد كبير في هذا الصدد. أتوقع أنهم سيريدون لهم مقعدا على الطاولة عندما يتم حل الصراع بين إسرائيل وغزة لكن ليس لديهم الرغبة أو القدرة على التعجيل بالحل". ومن المتوقع أيضا أن يلتقي الدبلوماسي الصيني المخضرم بمستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان اليوم الجمعة. كما توقع مسؤولان أميركيان أن يجتمع مع بايدن خلال زيارته للبيت الأبيض. ويتوقع محللون أن تركز المناقشات أيضا على تجهيزات للقاء متوقع بين بايدن وشي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبك) في سان فرانسيسكو في الفترة من 11 حتى 17 نوفمبر. وسيكون هذا أول اجتماع مباشر بين الرئيسين منذ قمة في بالي بإندونيسيا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. 1