انهيار تام في المنظومة الصحية.. وإجراء العمليات دون تخدير تحذيرات لإسرائيل من تداعيات الاجتياح البرّي يواصل الطيران الحربي للاحتلال، لليوم ال20 على التوالي، قصف منازل المدنيين المأهولة بالسكان والأبراج السكنية في قطاع غزة، وارتكاب مزيدا من المجازر وقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وارتفعت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء إلى أكثر من 7028 شهيدا، بينهم 2913 طفلا، و1709 امرأة، و397 مسناً واكثر من 18484 مصاب، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة مع انهيار المنظومة الصحية. وتجاوزت حصيلة الشهداء في غزة الثلاثاء 700، بحسب وزارة الصحة، وقالت الأممالمتحدة إن الرقم هو الأعلى في يوم واحد منذ اندلاع الحرب. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن من بين الشهداء 18 فلسطينياً من عائلة واحدة، معظمهم من الأطفال والنساء، استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة،. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته البرية نفذت عملية توغل بواسطة الدبابات والآليات المدرعة في شمال قطاع غزة خلال ساعات الليل، فيما وصفه ب"عملية مداهمة مركزة". وادعى الاحتلال أن عملية التوغل جاءت ك"جزء من تهيئة الظروف في المنطقة تمهيدا للمراحل اللاحقة من القتال". قتل جماعي بالطائرات والأسلحة المحرمة قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن فظائع القتل الجماعي بالطائرات وبالأسلحة الحديثة المحرمة دولياً، التي لا تبقي ولا تذر من البشر والحجر والشجر، في أبشع مظاهر الإبادة الجماعية، وتدمير قطاع غزة بالكامل وتحويله إلى أرض محروقة يصعب العيش والسكن فيه، وتعميق الكارثة الإنسانية، والنزوح القسري المفروض على المواطنين الفلسطينيين، إلى جانب جرائم الاحتلال والمستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية، من استيلاء على الأراضي واقتحامات دموية واعتقالات، تترجم سياسة إسرائيلية تقوم على وحدة العقوبات الجماعية على جميع الفلسطينيين. وأكدت في بيان صدر عنها، اليوم، أنها وسفارات وبعثات دولة فلسطين في العالم، تواصل حراكها السياسي والدبلوماسي مع وزارات الخارجية ومراكز صنع القرار والرأي العام ومكوناته المختلفة ووسائل الإعلام في الدول المضيفة، لفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال الناتجة عن عدوانه المتواصل، وحربه المدمرة على قطاع غزة، لليوم التاسع عشر على التوالي.وأضافت أنها تواصل العمل على مدار الساعة مع مكونات المجتمع الدولي لحل الصراع دون إبطاء؛ كمدخل وحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة إسرائيل تواصل الإعداد لهجوم بري وواجهت إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لإعادة النظر في خطتها الرامية لشنّ اجتياح برّي واسع نطاق لقطاع غزة حيث حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) من أنّها ستضطر إلى وقف عملياتها الإغاثية بسبب نقص إمدادات الوقود.واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء من القاهرة أنّ شنّ "عملية برية واسعة النطاق" في قطاع غزة "سيكون خطأ".كما حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن الدولة العبرية من تداعيات الاجتياح البرّي، رغم أنه لا يؤيد في الوضع الحالي وقف إطلاق النار الذي تطالب به الأممالمتحدة ودول عدة.وقال "على إسرائيل أن تقوم بكل ما وسعها، لحماية المدنيين الأبرياء".وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "نحن نتحضر لدخول بري"، موضحا أن حكومة الحرب ستقرر "بالإجماع" موعد الهجوم.لكنه شدد على أنه "لا يمكنني الخوض في تفاصيل متى وكيف وأين والأمور التي نأخذها في الاعتبار" قبل هذه الخطوة. وشدد الرئيس الفرنسي عقب لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّ مثل هذه العملية، إذا كانت واسعة النطاق، ستكون "خطأ" لأنّها تتعارض مع حقوق السكان المدنيين. بدوره، دعا السيسي إسرائيل إلى تجنّب "الاجتياح البرّي للقطاع" لأنّه "سيؤدّي إلى ضحايا كثيرين جداً جداً من المدنيين". وسيكون الهجوم البرّي خطيراً للغاية في القطاع المكتظ بالسكان. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار" ودان "الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني" في الأراضي الفلسطينية، ما أثار غضب إسرائيل. ابتزاز سياسي مرفوض دانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات هجوم إسرائيل "قوة الاحتلال غير الأخلاقي وغير القانوني"، على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عاداً ذلك ابتزازاً سياسياً تمارسه إسرائيل ضد منظمة الأممالمتحدة وأمينها العام. ونوهت المنظمة بخطاب الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي، مؤكدةً أنه ينسجم مع واجباته ومسؤولياته المتسقة مع القانون الدولي والإنساني، وكذلك ميثاق الأممالمتحدة وقراراتها. وعبرت المنظمة عن تقديرها الكبير للأمين العام ولدور أجهزة الأممالمتحدة وجهودها الحثيثة على جميع المستويات لوضع حد لجرائم الحرب التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته. الأونروا: سقوط ثلاث ضحايا أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سقوط ثلاثة من موظفيها، امس، في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وذلك لليوم التاسع عشر على التوالي. وأفادت (الأونروا)، أن عدد ضحاياها ارتفع منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 38 موظفاً وإصابة العشرات بجروح، لافتةً الانتباه إلى أن نفاذ الوقود سيدفعها لتقليص عملياتها الإنسانية، وفي بعض الحالات إيقافها. انهيار تام وتدعو الأممالمتحدة إلى توصيل الوقود بشكل عاجل لتشغيل المولّدات الكهربائية في المستشفيات حيث يتدفق آلاف الجرحى، ولضخ المياه وتنقيتها، وتشغيل شاحناتها.وقال الطبيب أحمد عبدالهادي المتخصص في جراحة العظام في قسم الطوارئ في مستشفى خانيونس في جنوب قطاع غزة لوكالة فرانس برس "أجرينا العديد من العمليات الجراحية لمصابين دون تخدير". وأضاف "التخدير غير متوافر بشكل كاف في المستشفى". وقال مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية "المستشفيات في حالة انهيار تام، عشرة مستشفيات خرجت عن الخدمة". وأضاف أن "أكثر من 90 في المئة من الأدوية والأدوات الطبية نفدت (...) وصلت مساعدات طبية لا تكفي ليوم واحد". اغتيالات ممنهجة بحقّ الأسرى من جهة أخرى، أقدم أهالي أسرى ونشطاء فلسطينيون على إغلاق مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، الخميس، احتجاجا على تقصيرها وتراجعها عن دورها تجاه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون لحملات قمع غير مسبوقة. ولاحقا، سلم الناشطون إدارة الصليب الأحمر رسالة جاء فيها: "نطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى والأسيرات، خاصة بعد اغتيال شهيدين أسيرين خلال 24 ساعة فقط، دون توفر معلومات دقيقة حول ظروف استشهادهما". وطالب المحتجون بإجراء زيارات فورية لكافة السجون للاطلاع على ظروف الأسرى والأسيرات. وأكدت الرسالة على مواجهة الأسرى ظروفاً في غاية الصعوبة تفتقر لأدنى مقومات الإنسانية، في مخالفة صريحة للاتفاقيات الدولية، وفي ظل حصارهم في الغرف، والاقتحامات المكثفة، والتفتيش والقمع، وانقطاع الكهرباء، وعدم توفر إلا المياه الملوثة، وسحب كافة المقتنيات من الغرف، مثل التلفاز والراديو والوسائد والملابس وادوات الطبخ واغلاق "الكانتينا"، مشبهين حالة السجون بسجن أبو غريب وسجن غوانتانامو.ولفتت هيئة الأسرى ونادي الأسير، في بيان مشترك إلى أنّ الاحتلال "بدأ بتنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة بحقّ الأسرى عن سبق إصرار، وذلك في ظل ارتقاء معتقلين في سجون الاحتلال، من الذين جرى اعتقالهم بعد تاريخ السابع من أكتوبر الجاري ضمن حملات الاعتقال الواسعة، وهما عرفات حمدان، وعمر دراغمة، واستنادًا إلى الشهادات والروايات التي تصل من معتقلين أفرج عنهم مؤخرًا، وفي ضوء المعطيات التي تصل للمؤسسات والتي تعكس مستوى الجريمة من اعتداءات وتهديدات بالقتل، وعمليات تنكيل على مستويات عدة". يذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال ووفقًا للمعطيات المتوفرة بلغ نحو (6600) بعد حملات الاعتقال المتصاعدة منذ السابع من أكتوبر، منهم على الأقل (50) أسيرة، وأكثر من (1600) معتقل إداري.