تواطؤ غربي يثبت ازدواجية المعايير حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بأنها ستضطر إلى وقف عملياتها الإغاثية في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مركز، بسبب نقص إمدادات الوقود في وقت تتصاعد الدعوات إلى «وقف إطلاق نار» إنساني في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وبعد 20 يوما من قصف إسرائيلي مدمر وحصار شبه كامل برا وبحرا وجوا للجيب الفلسطيني، حذرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة من أن عملياتها وصلت حد الانهيار. وقالت الوكالة التي تقدم المساعدة ل600 ألف نازح في غزة «إذا لم نحصل على الوقود بشكل عاجل، سنضطر إلى وقف عملياتنا في قطاع غزة». وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن غزة تشهد الآن «معاناة هائلة» ودعا إسرائيل إلى حماية المدنيين. وقال أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك إن «القصف المتواصل لغزة من جانب القوات الإسرائيلية، ومستوى الخسائر في صفوف المدنيين، والتدمير الشامل للأحياء ما زال يتصاعد، وهو أمر مثير لقلق بالغ».وعبر الأمين العام عن «القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة»، وأكد أن «أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون»، من دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل. وأثارت تصريحات غوتيريش رد فعل شديدا من وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي سأله «في أي عالم تعيشون؟». ورفضت إسرائيل وحلفاؤها حتى الآن الدعوات المطالبة بوقف لإطلاق النار، الذي يقول البيت الأبيض إنه سيفيد حماس فقط. 6546 شهيدًا بينهم 2704 طفلًا يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي لليوم ال20 على التوالي، قصف المناطق المأهولة والمدنيين بمناطق متفرقة في غزة، وقد استشهد 110 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، فيما أكّدت وزارة الصحة في القطاع المحاصَر، استشهاد أكثر من 700 شخص خلال الساعات ال24 الأخيرة، بينهم أكثر من 300 طفل، بينما قال جيش الاحتلال إنه لن يُتيح إدخال الوقود إلى غزة، بالرغم من تنبيه «أونروا» إلى أنها ستضطر إلى التوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة، الأربعاء، إذا لم تتزود بالوقود، كما كرّر الاحتلال دعوته للمدنيين بالنزوح جنوبا. ويأتي ذلك وسط تلميح جيش الاحتلال المستمر بقرب موعد شنه اجتياحا بريا، بينما يشهد الوضع الإنساني في غزة كارثة غير مسبوقة، بلغت معه المنظومة الصحية مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، فيما وصل عدد النازحين في القطاع إلى مليون و400 ألف شخص، نصفهم في مراكز الإيواء. وارتفع عدد الشهداء إلى 5791، بينهم 2360 طفلا و1292 امرأة، كما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 18000، حسب المكتب الإعلامي بالقطاع المحاصر. ووفقا للمكتب الإعلامي في غزة، فقد ارتكب جيش الاحتلال 597 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، استشهد فيها 3813، أغلبيتهم نساء وأطفال، وبلغ عدد النازحين نحو مليون و400 ألف مواطن. اختراق بحري من جهتها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن تسلل وحدة منها إلى شواطئ «زيكيم» جنوبي عسقلان، مساء الثلاثاء. وقالت الكتائب إن القوة تمكنت من التسلل بحراً إلى شواطئ «زيكيم «جنوب مدينة عسقلان المحتلة، وإن اشتباكات مسلحة دارت بين والحدة وجيش الاحتلال في تلك المنطقة. من جهته، أقر جيش الاحتلال بتسلل عناصر القسام إلى المنطقة، وخوضهم اشتباكات عنيفة استمرت نحو 6 ساعات، دون أن يكشف حجم خسائره. من جهة ثانية، أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير استشهاد الأسير عرفات ياسر حمدان (25) عاماً، من بلدة سيرا قضاء رام الله، الليلة الماضية، في سجن «عوفر» دون إبداء أسباب مؤكدة ً أنّ الاحتلال قد بدأ بعملية اغتيال ممنهجة بحق الأسرى في ضوء العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني وأسراه. وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت حمدان في 22 أكتوبر الجاري، على خلفية عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام، وما تبعها من حملة اعتقالات كبيرة نفذتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية. وقال مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال يرتكب جرائم غير مسبوقة بحق الأسرى، والتي أدت الى ارتقاء شهيدين داخل السجون الإسرائيلية في أقل من 24 ساعة! وأشار أن قانون إعدام الأسرى الذي صادق عليه «كنيست» الاحتلال بالقراءة الأولى ينفذ فعليًا داخل سجون الاحتلال الآن. وحذّر المكتب من ارتكاب الاحتلال مزيداً من الإعدامات بحق الأسرى، في ظل استمرار هذا العدوان الهمجي. شهداء في الضفة في سياق متصل، استشهد 6 فلسطينيين، جراء مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة في الضفة الغربيةالمحتلة، وبذلك ارتفعت حصيلة الشهداء في الضفة منذ بدء «طوفان الأقصى» إلى 103 شهداء، بينهم شهيدان داخل سجون الاحتلال. في مدينة قلقيلية استشهد شاب، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أعلن عن استشهاد شاب آخر من قضاء طولكرم، متأثرا بإصابته جراء عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس قبل أيام، فيما استشهد 3 شبان بقصف الاحتلال لمقهى في مخيم جنين في الضفة الغربيةالمحتلة. ووصل شهيد من قلنديا إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، مصابا برصاص الاحتلال في الرأس والصدر. وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد شاب من مخيم قلنديا، الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت في المخيم. في مدينة قلقيلية، استشهد شاب آخر، برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمدينة. وقالت مصادر طبية في مستشفى درويش نزال الحكومي بالمدينة، إن الشاب كان قد أصيب بالرصاص في الصدر. يأتي ذلك، فيما أعلنت مصادر طبية، عن استشهاد الشاب خالد سلام من بلدة عنبتا شرق طولكرم، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال، قبل أسبوع. وأصيب الشاب بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت في بلدة عنبتا، وقد وصفت إصابته بالحرجة، نقل إثرها إلى إحدى مستشفيات مدينة نابلس، حيث أعلن عن ارتقائه شهيدا. وفي محافظة جنين، استشهد ثلاثة شبان، وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في مخيم جنين. وقال مدير مستشفى جنين الحكومي الدكتور وسام بكر، إن شهيدين وصلا المستشفى، فيما نقل الشهيد الثالث إلى مستشفى ابن سينا، مشيرا إلى إصابة نحو 23 فلسطينيا، بينهم طفل، جروح عدد منهم خطيرة. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال، ترافقها جرافتان عسكريتان، اقتحمت بلدة برقين، ووادي برقين، وحي الهدف في المخيم، و نشرت قناصتها على أسطح عدد من المنازل والبنايات، قبل أن تطلق طائرة إسرائيلية صاروخين على الأقل صوب مجموعة من الفلسطينيين في محيط مقبرة مخيم شهداء جنين، ما أدى لاستشهاد الشبان 3 أشخاص بإضافة لإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفيات مدينة جنين. وبذلك، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ معركة «طوفان الأقصى» في السابع من شهر أكتوبر الجاري، إلى 103، بينهم شهيدان داخل سجون الاحتلال. محاولات لانتشال الجثث بعد القصف في خان يونس (أ ف ب) طفل فلسطيني يقف أمام أنقاض مبنى عائلته بعد غارة إسرائيلية (د ب أ) استعدادات إسرائلية للاجتياح البري (أ ف ب) حريق في قارب بعد غارات إسرائيلية على ميناء غزة (رويترز)