لا أعلم لماذا تذكرت مشهد الميليشيات الحربية حين تقوم بالانقلابات العشوائية على زعماء التنظيمات ثم تتباهى بهذا الانقلاب لتعلن تحول صديق الأمس لعدو اليوم، يتباهى بضع أفراد الرابطة بأول يوم لحمدان مغربي كرئيس لها ويهتفون باسمه وقيادته، وكأن القيادة وجدت للتشريف والانقلاب على من سبق! قبلها بأيام غادر صالح القرني المشهد بخطاب مفاجئ وجهود فردية جماهيرية لتكريمه وبضع رسائل تكشف ردة فعله على إبعاده أو خلعه بعد ثلاثة عقود أبدع فيها لكنه تجاهل التطوير وتجهيز البديل، كان صمت النادي واضحا وصمت حمدان أوضح، ثم ظهرت الهتافات وقبلات الرأس، وكأن الرابطة تحررت من قائدها الطاغية والديكتاتور. لم يتبق في ذلك المشهد إلا محاكمة القرني بتهمة عدم توزيع المايك والإيثار بالأهازيج في اللقاءات الكبرى ومحاولة توريث السلطة لأحفاده، لم ينته مشهد الانقلاب بعد، فقد أعلنت مجموعة النمور الذهبية بعد بضعة أيام اكتفاءها بما قدمت، وهذا يعني أن شمس المدرج المشرقة قررت الغروب وترك المدرج الأعرق لاحتضان الميليشيات الطربية (ما الذي يحدث؟!). حين قرر حمدان التجديد في المدرج أحضر طبلة كبيرة ليعلن بداية عصر جديد من التطبيل، وكانت أولى النتائج (يا حمدان يا حمدان، أنت قائدنا). الاتحاد يعج بالقادة والأحزاب والجماعات، ولم يكن ينقصه إلا حزب جديد برئاسة حمدان مغربي، مشكلة الرابطة المتهالكة ليست أكبر مشكلات الاتحاد، لكنها تعكس شيخوخة أركان النادي واهمال التجديد، وحقيقة الانفلات الإداري داخل النادي والتحركات الخفية للسيطرة على أفراد وتهميش آخرين. فالرابطة كانت ومازالت لاعباً رئيساً في الانتخابات وهذا تحديداً ما لم تفهمه مجموعة النمور الذهبية، ولهذا واجهوا العراقيل وتم تحطيم كل مجاديف العشق التي تساعدهم على النجاح، والكثير من التفاصيل التي قرروا عدم الحديث عنها احتراماً للكيان والمدرج. في مقاييس اليوم، حين تقول الرابطة عليك أن تكون قريباً من صاحب الصوت الأقوى وداعماً له وعليك أن تجيد التغيير في الدعم والتأييد والتبعية حين يحين الوقت لذلك، إتقان هذه اللعبة يضمن لك البقاء لكن بمجرد أن تغفل أو تتهاون ستتحول إلى رئيس فخري يئن قهراً في سناباته الخاصة. أتمنى أن أكون مخطئاً وأن تكون كل المشاهد السابقة مشاهد عفوية غلب عليها قلة الخبرة وأن تعاد صياغة الرابطة بالشكل اللائق، وحتى ذلك الحين سيبقى مكان مجموعة النمور الذهبية شاغراً، وستبقى نكهة المدرج مفقودة، وستختفي اللوحات الجمالية، وعليك أن تتعايش في خلال الأيام المقبلة مع "يله نصفق بالأيادي، يله نشجع الاتحادي". عماد الحمراني عماد الحمراني - جدة