ارتفعت أسعار النفط أمس الجمعة بعد أن شددت الولاياتالمتحدة برنامج العقوبات على صادرات الخام الروسية، مما أثار مخاوف بشأن الإمدادات في سوق شحيحة بالفعل، ومن المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية خلال الربع الرابع. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 94 سنتا، أو 1.1 %، إلى 86.94 دولارا للبرميل، بحلول الساعة 0630 بتوقيت جرينتش، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.07 دولار أو 1.3 بالمئة إلى 83.98 دولارا للبرميل. وعلى الرغم من التقلبات خلال الأسبوع في كلا الخامين القياسيين، فإن برنت يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.8 ٪، في حين من المقرر أن يرتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.4 ٪ خلال الأسبوع، بعد ارتفاع كلا العقدين يوم الاثنين. وكان الدافع وراء هذا الارتفاع هو احتمال انقطاع صادرات الشرق الأوسط بعد أن هدد هجوم حماس على إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع بصراع أوسع محتمل. وقال كيلفن وونغ، كبير محللي الأسواق في أواندا في سنغافورة: "لا تزال علاوة المخاطر الجيوسياسية قائمة قاب قوسين أو أدنى، ومن المرجح أن تدعم أسعار النفط على المدى القصير"، وقال وونج إن السوق كانت أكثر قلقا بشأن قيود العرض من الشرق الأوسط وروسيا. وفرضت الولاياتالمتحدة يوم الخميس أول عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بأسعار أعلى من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل، لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا، وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ومصدر رئيسي، وقد يؤدي التدقيق الأمريكي المشدد على شحناتها إلى تقليص الإمدادات. وفي يوم الخميس أيضا، أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط، مشيرة إلى مؤشرات على مرونة الاقتصاد العالمي حتى الآن هذا العام وتوقعت مزيدا من مكاسب الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. وقال دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع الأساسية لدى بنك أيه إن زد، في مذكرة يوم الجمعة: "ظلت قضايا جانب العرض هي محور التركيز في سوق النفط الخام"، مضيفًا أن الأسعار خلال التعاملات المبكرة يوم الجمعة ارتفعت بسبب إنفاذ العقوبات الأمريكية بشكل أقوى. وقال هاينز "تعززت المعنويات أيضا بعد أن قالت أوبك إنها تتوقع انخفاض مخزونات الخام بمقدار ثلاثة (ملايين برميل يوميا) هذا الربع، وهذا يفترض أنه لن يكون هناك المزيد من انقطاع الإمدادات بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس". وتجاهلت أسعار النفط البيانات الصادرة يوم الجمعة والتي أظهرت انخفاضًا شهريًا في واردات الخام الصينية، وبلغت واردات الشهر الماضي 45.74 مليون طن متري، أو 11.13 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 10.5 ٪ عن مستوى أغسطس، والذي كان ثالث أعلى مستوى على الإطلاق. ومع ذلك، ارتفعت واردات سبتمبر بنسبة 14 % عن العام السابق، لتواصل الاتجاه الذي شهدناه حتى عام 2023، حيث تجاوزت الواردات بشكل كبير مستويات 2022 عندما تعرض الاقتصاد الصيني لضربة شديدة بسبب القيود الوبائية واسعة النطاق. وبحسب إدارة معلومات الطاقة، قفزت مخزونات النفط الخام الأمريكية أكثر من 10 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وهو أكبر عدد لها خلال ثمانية أشهر، مع تراجع الصادرات وتباطؤ مصافي التكرير في معالجة النفط وسط أعمال الصيانة، في حين وصل إنتاج أكبر منتج في العالم للسلعة إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13.2 مليون برميل يوميا. وارتفع رصيد مخزون الخام الأمريكي بمقدار 10.176 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 6 أكتوبر، وهو أكبر ارتفاع منذ ارتفاع أسبوعي قدره 16.283 مليون برميل في منتصف فبراير، وفقًا لتقرير حالة البترول الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، وفي الأسبوع السابق حتى 29 سبتمبر، شهدت مخزونات النفط الخام انخفاضًا بمقدار 2.224 مليون برميل. وكان محللو الصناعة قد توقعوا سحب النفط الخام بمقدار 1.4 مليون برميل بدلاً من ذلك خلال الأسبوع الماضي، ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام من هذا الارتفاع في مخزون النفط الخام هو تقدير إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط الخام، والذي قدرته الوكالة ب 13.2 مليون برميل يوميًا - بزيادة 300 ألف عن الأسبوع السابق. وكان هذا أعلى تقدير حكومي على الإطلاق لإنتاج النفط الخام، والذي لم يتجاوز قبل ذلك الذروة البالغة 13.1 مليونًا التي تم الوصول إليها قبل تفشي جائحة فيروس كورونا في مارس 2020 والذي أهلك الطلب على النفط الخام. حوض النفط الصخري الأمريكي وتقدر إدارة معلومات الطاقة ارتفاع إنتاج النفط الخام للولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى زيادة الكفاءة في الإنتاج في حوض النفط الصخري الأمريكي على الرغم من التخفيض الكبير في عدد منصات النفط التي تنشرها شركات الحفر. وقال جون كيلدوف، الشريك في صندوق التحوط للطاقة في نيويورك أجين كابيتال: "من المذهل المدى الذي وصل إليه إنتاج النفط الأمريكي خلال بضعة أشهر فقط هذا العام ليصل إلى هذا المستوى القياسي الذي أشارت إليه إدارة معلومات الطاقة". أما بالنسبة لمخزونات النفط الخام، فقد تضخمت الأسبوع الماضي حيث انخفضت الصادرات، التي غالبًا ما تكون قوة هائلة في تقرير إدارة معلومات الطاقة الأسبوعي، بنحو 2 مليون برميل لتصل إلى 3.067 ملايين يوميًا مقابل مستوى 4.956 ملايين يوميًا خلال الأسبوع المنتهي في 29 سبتمبر. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن صادرات النفط الخام سجلت مستوى قياسيا يقترب من 4 ملايين برميل يوميا في النصف الأول من العام. كما انخفضت معالجة النفط الخام إلى وقود ومنتجات أخرى الأسبوع الماضي بنسبة 2 ٪ تقريبًا إلى 85.7 ٪ مع دخول المصافي في أعمال الصيانة. وأشار كيلدوف إلى أن "الجمع بين انخفاض الصادرات وانخفاض تشغيل مصافي التكرير هو الذي أدى إلى هذا التراكم الهائل في مخزونات النفط الخام". وبينما ارتفعت مخزونات النفط الخام، انخفضت مخزونات البنزين الأسبوع الماضي بعد أكبر زيادة في ما يقرب من عامين في السابق. وانخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.313 مليون برميل الأسبوع الماضي مقابل انخفاض متوقع قدره 1.0 مليون وبناء الأسبوع السابق عند 6.481 ملايين، والبنزين هو منتج الوقود رقم 1 في الولاياتالمتحدة. وانخفضت مخزونات نواتج التقطير أيضًا بمقدار 1.837 مليونًا الأسبوع الماضي، أي أكثر من التوقعات البالغة 1.0 مليونًا، وإضافة إلى الانخفاض السابق البالغ 1.269 مليونًا. ويتم تكرير نواتج التقطير لتحويلها إلى زيت التدفئة والديزل للشاحنات والحافلات والقطارات والسفن ووقود الطائرات. وقال جيفري بيات مساعد وزير الطاقة الأمريكي لشؤون الطاقة يوم الجمعة إن روسيا لن يُنظر إليها مرة أخرى على أنها مورد موثوق للطاقة وذلك بعد يوم من فرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا. وفي حديثه في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت قبل حوار أمن الطاقة بين الولاياتالمتحدة واليابان الأسبوع المقبل، قال بيات أيضًا إن الولاياتالمتحدة وشركائها في مجموعة السبع ملتزمون بحرمان روسيا من أي عائدات من الطاقة. وفرضت الولاياتالمتحدة يوم الخميس أول عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي بسعر أعلى من الحد الأقصى لسعر مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا للبرميل، في مسعى لسد الثغرات في الآلية. وقال بيات للصحفيين: "من الواضح جدًا بالنسبة لي أن روسيا لن يُنظر إليها مرة أخرى كمورد موثوق للطاقة". وأضاف: "فيما يتعلق بشركائنا في مجموعة السبع على وجه الخصوص، نحن ملتزمون أيضًا بالعمل معًا لحرمان روسيا من عائدات الطاقة المستقبلية، واستهداف الاستثمارات والمشاريع على وجه الخصوص التي تزيد إيرادات روسيا المستقبلية من الطاقة". وهونت روسيا من تأثير العقوبات الغربية قائلة إن الولاياتالمتحدة تستخدمها للقضاء على موسكو كمنافس في إمدادات الطاقة العالمية. وردا على سؤال حول مشتريات بعض الدول الآسيوية من الغاز الطبيعي المسال الروسي، قال بيات إنه على عكس النفط، فإن صادرات الغاز لا تشملها العقوبات الغربية "لذا فإن الأمر يتعلق بكيفية استيعاب الدول المختلفة لمزيج الطاقة لديها والسعي لتقليل تعرضها لها". وفي سبتمبر، أصدرت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة تتعلق بمشروع الغاز الطبيعي المسال 2 في القطب الشمالي الذي تقوده شركة "نوفاتيك" الروسية والذي تساهم فيه شركتا طاقة يابانيتان، ميتسوي وجوغميك. ولا تنطبق العقوبات على المشروع نفسه ولا على المساهمين فيه، لكن مصدرا بالحكومة اليابانية قال إنها قد تعقد كيفية تقديم ميتسوي وجوجميك الدعم للمشروع وقد تؤخر الإنتاج أيضا. في وقت، يتمتع منتجو النفط الخام الروس بأرخص تكاليف الشحن إلى مصافي التكرير في الصينوالهند خلال عام تقريبا بفضل العدد المتزايد من السفن التي تسير على هذه الطرق، وفقا لمصادر تجارية وملاحية. وإن وصول شركات شحن جديدة تعمل خارج نطاق الحكومات الغربية يسمح للشركات الروسية بكسب أكثر من 60 دولارًا للبرميل الواحد الذي كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها تهدف إلى فرضه على روسيا من خلال العقوبات. ويعني ذلك أيضًا أن فرض سقف الأسعار سيكون له تأثير محدود على الإيرادات الروسية. وفرضت الولاياتالمتحدة يوم الخميس أول عقوبات على مالكي الناقلات التي تحمل النفط الروسي فوق الحد الأقصى المسموح به، إحداهما في تركيا والأخرى في الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لسد الثغرات في الآلية المصممة لمعاقبة موسكو على الحرب في أوكرانيا. وفرضت دول مجموعة السبع عقوبات في ديسمبر 2022 تمنع شركات الشحن أو شركات التأمين الموجودة في الدول الأعضاء من تقديم خدمات لتسهيل صادرات النفط الروسية عندما يتجاوز السعر 60 دولارًا للبرميل، ولا تنطبق العقوبات على شركات الشحن أو شركات التأمين من الدول الأخرى، بغض النظر عن السعر. وعندما فُرضت العقوبات، كان معظم مالكي السفن المشاركة في التجارة غربيين. ولو كان سعر النفط أعلى من 60 دولاراً في ذلك الوقت، لكانت العقوبات قد أدت إلى تعطيل الصادرات الروسية بشدة. ومع ذلك، ارتفع سعر معظم النفط الروسي فوق 60 دولارًا فقط في يوليو، مما يعني أن أمام التجار وشركات الشحن والمصدرين الروس أشهرًا للاستعداد. وخلال تلك الفترة، قام التجار المستعدون للعمل على هذه الطرق بشراء الناقلات القديمة وتم إعادة تسجيل آخرين في البلدان التي لم تكن تفرض عقوبات. ويقدر عدد الناقلات التي تشكل جزءا مما يسمى بأسطول الظل ب 535 سفينة بمتوسط عمر 23 عاما، بحسب تحليل منصة لويدز ليست إنتليجنس البحرية، مضيفة أن ثلثي هذه الناقلات ليس لديها تأمين غطاء معروف. وقال مايك سالتهاوس، رئيس الشؤون الخارجية بشركة نورث ستاندرد الرائدة في تأمين السفن "طالما أن الحكومات تستخدم الخدمات المالية والفنية والشحن بشكل مفهوم كأداة للسياسة الخارجية لمحاولة السيطرة على التجارة، فسيكون هناك هؤلاء الأشخاص الذين سيضعون أنفسهم بعيدًا عن متناول تلك القوانين ويواصلون تجارتهم". كما إن العديد من السفن مستعدة للإبحار محملة بالنفط الروسي، مما أدى إلى انخفاض أسعار الشحن، وهو ما يمنح المنتجين الروس المزيد من العائدات. وسيوفر بائعو خام الأورال الروسي نحو 7 دولارات للبرميل في أسعار الشحن هذا الخريف مقارنة بالشتاء الماضي بعد وقت قصير من فرض سقف الأسعار. وهذا يعني أن المصدرين يكسبون حوالي 70 دولارًا للبرميل مقابل النفط المحمّل في موانئ البلطيق، وهو أعلى بكثير من الحد الأقصى للسعر البالغ 60 دولارًا، وعندما بلغت أسعار النفط في سبتمبر ذروتها هذا العام عند 97 دولاراً للبرميل، كان المصدرون الروس يكسبون ما يصل إلى 79 دولاراً للبرميل. وقال تجار: إن أسعار الشحن لشحنات خام الأورال الروسي إلى آسيا لشحنات أكتوبر انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ تطبيق الحد الأقصى للسعر. وقال التجار إن تكلفة رحلة ناقلة تبلغ سعتها 100 ألف طن من موانئ البلطيق إلى الهند انخفضت إلى 4.8 ملايين دولار - 5.2 ملايين دولار (حوالي 7 دولارات للبرميل) لبراميل التحميل في أكتوبر، من أكثر من 15 مليون دولار (حوالي 14 دولارًا للبرميل) في أوائل عام 2023، بعد تطبيق سياسة الحد الأقصى للسعر. وانخفضت أسعار الشحن أيضًا بعد أن وافقت روسيا على خفض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميًا بالتزامن مع السعودية، حليفة أوبك +. ومع ذلك، صدرت روسيا ما يقرب من 5 ملايين برميل يوميا من النفط الخام هذا العام. وقالت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس إن إجمالي صادرات النفط والوقود الروسية قفز إلى 7.6 ملايين برميل يوميا في سبتمبر. وقالت مصادر ملاحية وتجارية إن تكلفة نقل شحنة الأورال التي تبلغ حمولتها 140 ألف طن من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود إلى الهند بلغت في المتوسط نحو 4.1 ملايين إلى 4.2 ملايين دولار لكل رحلة في أكتوبر انخفاضا من نحو خمسة ملايين دولار خلال أشهر الصيف.