يرقد في العناية المركزة بأحد مستشفيات جدة هذه الأيام واحد من نجوم نادي الاتحاد في عصره الذهبي الأول الذين ارتدوا شعاره قبل 70 عاماً وساهموا في وضع اللبنة الأولى لبطولات عميد الأندية السعودية في النصف الثاني من السبعينات الهجرية –الخمسينات الميلادية- الكابتن محمد أحمد حسام الدين الملقب ب (القملة) من مواليد جدة عام 1358ه / 1938م، إذ يمر حالياً بمشكلات صحية وتنقل على إثرها بين أكثر من مستشفى خلال الشهرين الماضيين جراء إصابته بالتهاب شديد في الرئتين مع انخفاض في ضغط الدم وما يزال على التنفس الصناعي -شفاه الله-. مثل محمد حسام الدين الاتحاد شبلاً عام 1375ه / 1955م، وكان من جيله اللاعبين: إبراهيم أفندي – أحمد عمر مسعود – أمين ساعاتي – عبدالمجيد بكر – عبدالرزاق بكر – غازي كيال – عبدالمجيد رجخان – عمر رجخان، رحم الله الأموات منهم وأطال في عمر الأحياء. لعب (القملة) في خط الوسط، وكان يمتاز باليقظة وإجادته الأدوار الدفاعية ومهام الرقابة اللصيقة مع أكثر اللاعبين خطورة في الفريق المقابل واعتزل اللعب أواخر عام 1385ه / 1965م بعد 10 سنوات من العطاء المثمر والإنجازات المحفورة في سجلات الشرف لبطولات نادي الاتحاد. (القملة) بصمة في ذاكرة الاتحاد لقد خلد تاريخ «عميد الأندية السعودية» أسماء عدد من النجوم الذين تألقوا في صفوفه، وساهموا في قيادته لمنصات البطولات منذ الانطلاقة الرسمية للمسابقات الكروية قبل 68 عاماً. وخلال السنوات ال10 التي خدم الاتحاد فيها حقق النجم السابق محمد حسام الدين إنجازات كروية ومثل المنتخب السعودي الأول في البطولة العربية بالمغرب عام 1381ه / 1961م. مثّل المنتخب في البطولة العربية ولعب أمام الأهلي المصري قبل 65 عاماً ثماني بطولات بإمضاء حسام الدين وارتبط اسمه بثماني بطولات كبرى ساهم في تحقيقها للعميد على مستوى كأس الملك وولي العهد في غضون ست سنوات متتالية خلال الفترة من (1378 - 1384ه) / 1958 – 1964م، والبطولات هي: كأس الملك أربع مرات في مواسم (78 - 79 - 80 - 1383ه) بجانب كأس ولي العهد ثلاث مرات أعوام (78 - 79- 1383ه)، إضافة الى كأس دورة المصيف في الطائف 1384ه بعد فوز الاتحاد على الهلال (1/0) أحرزه الأسطورة الاتحادية سعيد غراب. رفيق دربه «عبدالمجيد رجخان» سجلا واعتزلا معاً ويرقد معه بالمستشفى حالياً حمزة فتيحي جذبه للعميد لعب (القملة) مع أشبال الاتحاد ثلاثة مواسم متتالية منذ عام 1375ه / 1955م، وكانت بدايته الكروية في حارة اليمن آواخر الستينات الهجرية مع عدد من نجوم العميد أمثال: عبدالمجيد وعمر رجخان وعبدالمجيد وعبدالرزاق بكر وعبدالمجيد وغازي كيال وشاكر باحجري، والتحقوا بصفوف العميد عن طريق الرمز الاتحادي الكبير العم حمزة فتيحي -رحمه الله-. أما ملعب التمارين في تلك الفترة فكان في طلعة حي العيدروس أمام بيت باحجري. تدرب (القملة) في بداية مشواره بمنتصف السبعينات الهجرية على يد المصري عبدالرحمن فوزي والتونسي محبوب الحشفي والكابتن السوداني عبدالحفيظ ميرغني لاعب الاتحاد السابق. عاصر أربعة رؤساء وعاصر الكابتن محمد حسام الدين من رؤساء نادي الاتحاد: (عبدالرزاق متبولي - صالح بن حمد - فتحي أبوالجدائل - يوسف الطويل) كما عاصر من الإداريين «عبداللطيف وعبدالمجيد باناجة». سر (القملة)! وعن قصة تلقيبه ب(القملة) يقول نجله الأكبر «عبدالوهاب محمد حسام الدين» في حديث ل(الرياض): «أطلق عليه من أيام لعبه في الحارة أواخر الستينات الهجرية بواسطة مشجع اتحادي يدعى «صالح زعزوع» كان يتابع والدي في مباراة مع فريق الحارة ولفت انتباهه نجاح أسلوب والدي في الرقابة اللصيقة التي كان يفرضها على اللاعب الذي أمامه وكان مركزه كما هو في الاتحاد لاعب وسط متأخر (محور) وكان يسمى قديماً «هاف يسار» وكان بجواره في مركز «الهاف الأيمن» رفيق دربه نجم الاتحاد عبدالمجيد رجخان الذي يرقد هو الآخر على السرير الأبيض في مستشفى سليمان فقيه نتيجة عارض صحي -شفاه الله- وكان لقبه (الغضبان)، وهو صديقاً حميماً للوالد منذ أيام الحارة، وسجلا في الاتحاد معًا 1375ه واعتزلوا معاً 1385ه ويصادف في الوقت الحاضر دخولهما المستشفى معاً.» أنهى خطورة جنجا وبشرى وأضاف: «كان الوالد كما ذكر لي زملاؤه من نجوم الاتحاد السابقين يتميز أدائه بالجدية واللعب بحماس كبير وروح عالية. والتصق لقب (القملة) به عقب تألقه في نهائي كاس الملك عام 1378ه أمام الوحدة إذ كلفه مدربه بمراقبة أخطر مهاجمي الوحدة السودانيين (بشرى) في الشوط الأول و(جنجا) في الشوط الثاني ونجح في مهام الرقابة اللصيقة وأنهى خطورة النجمين وكسب العميد تلك المباراة والكأس لأول مرة في تاريخه.» راقب المايسترو صالح سليم ومضى عبدالوهاب قائلاً: «في نهاية السبعينات الهجرية زار الأهلي المصري جدة بدعوة من رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- وحضر الفريق المصري بكامل نجومه وفي مقدمتهم الكابتن صالح سليم ورفعة الفناجيلي وطارق سليم والحارس عادل هيكل وكان يدرب الاتحاد في تلك الفترة المصري عبدالرحمن فوزي، وكان يعرف لاعبي الأهلي جيدًا ويذكر لي والدي ان المدرب فوزي قال لهم يتفوق الأهلي عليكم فنيا لكننا سنسعى لكبح جماحه وكلف والدي بمراقبة تحركات المايسترو صالح سليم والحد من خطورته ونجح في مهمته رغم أن الأهلي حسم النتيجة لصالحه (2/0) وكانت مباراة رفيعة المستوى وانقذت عارضة الأهلي مرماه من هدفين اتحاديين.» المنافسة الحقيقية مع الوحدة وأشار عبدالوهاب محمد حسام الدين إلا أن والده أكد له أن التنافس التقليدي كان بين الاتحاد والوحدة بصورة تفوق حجم التنافس حاليا بين الاتحاد والأهلي اذ كان مستوى فريق الوحدة في النصف الثاني من السبعينات الهجرية متطور ويمتلك نجوم كبار في صفوفه ولعب على نهائي الكاس اربع مرات متتالية في تلك الحقبة. مبارك والناصر والغراب الافضل وكشف عبدالوهاب عن إعجاب والده بقائد فريق الهلال مبارك عبدالكريم -رحمه الله- وقال: إن ذلك النجم لاعب كبير وأثنى على لاعب آخر في أهلي الرياض الكابتن مبارك الناصر الذي ارتدى شعار الاتحاد في مباراته الودية أمام فريق بونسيسو البرازيلي عام 1385ه / 1965م. لكن في رأي والده يظل الأسطورة سعيد غراب أفضل لاعب مر على العميد. محمد حسام الدين مع لاعبي الاتحاد حاملين صورة الملك فيصل قبل بداية نهائي كأس الملك 1384ه بملعب الصائغ في الرياض. (القملة) يسار متوجا بكأس ولي العهد مع زميله حسن عدني حامل كأس الملك عام 1378ه من اليمين: عمر رجخان – محمد حسام الدين – عبدالله حجازي- عبدالمجيد رجخان- عبدالجليل كيال 1378ه. (القملة) مع كأس الملك وبجانبه اسطورة الوحدة حسن دوش الذي انتقل للاتحاد عام 1383ه. كابتن الهلال مبارك عبدالكريم يتبادل الاعلام التذكارية مع كابتن الاتحاد عبدالله حجازي «رحمها الله» 1383ه. (القملة) يمين مع عبدالله حجازي (جاوة) وعبداللطيف باناجة وعبدالله بكر بعد فوز الاتحاد بكأس المصيف 1384ه محمد حسام الدين (يمين) مع صديق عمره عبدالمجيد رجخان وكابتن طيار فاروق زهران في القاهرة عام 1378ه. كابتن اهلي الرياض مبارك الناصر 1386ه.