أحمد عيد: الفقيد لعب ضد (بيليه) وحظي بدعم عبدالله الفيصل حسام أبو داود: شقيقي الراحل سر عشقي للأهلي غيّب الموت قبل أسبوعين واحداً من ألمع المدافعين في تاريخ "قلعة الكؤوس" النادي الأهلي بجدة برحيل الكابتن سليمان أحمد أبو داود الشهير ب(ميمي أبو داود) بعد صراع مع المرض وتوفي بأحد مستشفيات جدة -رحمه الله-. وتميز ناديه في حقبة تاريخية ماضية بقوة دفاعه وصلابة أداء أفراده التي ساهمت بدورها بصنع هيبة الأهلي ورسم شخصيته البطولية في الملاعب خاصة في عصره الذهبي الأول خلال عقدي الثمانينات والتسعينات الهجرية. وحين نقلب أوراق التاريخ قبل أكثر من نصف قرن نتذكر باعتزاز كبار نجوم خط الظهر الأهلاوي بقيادة العملاق عبدالرزاق أبو داود، الذي يعد أول كابتن يتوج بكأس الملك ست مرات في غضون 10 سنوات، وكان يلعب بجانبه ابن أخيه النجم الدولي سليمان -رحمه الله- ومن ورائهما الحارس الكبير أحمد عيد أفضل حارس في خليجي 1 بالمنامة 1970م وخليجي2 بالرياض 1972م. تلك القوة الدفاعية الأهلاوية بوجود الثنائي "أبو داود" كانت مضرب مثل على مستوى الأندية في قوة أدائها وساهمت في قيادة "قلعة الكؤوس" إلى منصات البطولات. كما شكلت تلك الأسماء الرنانة مركز الثقل الدفاعي للمنتخب السعودي آنذاك. واليوم نستعرض جانباً من مسيرة المدافع سليمان أبو داود (1371-1445ه) مع ناديه والمنتخبات السعودية وهو أب ل أحمد وفراس وثلاث بنات. اعتزال عبدالرزاق منحه شارة القيادة في البداية تحدث ل(الرياض) عم المدافع الراحل.. رئيس النادي الأهلي وقائده الذهبي الأسبق د. عبدالرزاق أبو داود مؤكداً أن الإعلام الرياضي ظلم سليمان أبو داود كثيراً، وقال: «النجم الراحل يستحق الكثير، وكان قلب دفاع من طراز رفيع، وأصبح كابتن الأهلي بعد اعتزالي وسفري للدراسة في أميريكا عام 1398ه - 1978م لكنه أصيب بتمزق الرباط الصليبي وأرسله الأمير خالد بن عبدالله للندن للعلاج غير أن الإصابة عاودته فاعتزل اللعب.. رحمه الله». شعار الأهلي قبل 75 عاماً وبسؤال الكابتن عبدالرزاق عن الفترة التي مثّل فيها أخاه الأكبر أحمد أبو داود -والد سليمان- الأهلي لاعباً أجاب: «سيدي أحمد -رحمه الله- لعب في الأهلي بين أعوام 1370ه الى 1376ه تقريبا.. وكان يلعب سنترهاف –مدافع - وهو الذي حببنا في الأهلي وسجلني في النادي عام 1387ه.. ثم سجل أبناءه سليمان وعصام -رحمهما الله- ثم جمال وحسام وباسم.. وكان عضو مجلس إدارة الأهلي بعد اعتزاله ومديراً للكرة -رحمه الله-.. وهو الوحيد بين أبناء الشيخ سليمان أحمد أبو داود الذي كان والده يحبه كثيراً ويفضله على إخوانه، وسماه (أحمد) على اسم والده الشيخ أحمد سليمان داود علي أبو داود رحم الله الجميع». حسام أبو داود على نهج سليمان أما هداف الأهلي السابق (الرأس الذهبية) حسام أبو داود –شقيق الراحل- فقد أشار إلى أن عمه عبدالرزاق وشقيقه سليمان -رحمه الله- هما من جعلاه وشقيقه المدافع باسم يعشقان النادي الأهلي، وقال في حديث قصير ل(الرياض): «مسيرتهما المضيئة مع المنتخب وإنجازاتهما الخالدة مع الأهلي هي التي حببتنا في «قلعة الكؤوس» وحفزتنا بالسير على نهجهما وخدمة هذا الكيان الشامخ». أحمد عيد: (سليمان) أيقونة جميلة من جهة أخرى تحدث ل(الرياض) أيضاً رئيس اتحاد الكرة وحارس المنتخب والأهلي الأسبق الكابتن أحمد عيد عن النجم الراحل سليمان أبو داود الذي زامله في المنتخب والنادي، فقال: «حظي الأخ والصديق العزيز سليمان أبو داود الشهير ب(ميمي) برعاية كريمة من والده المربي الكريم أحمد سليمان أبو داود.. الرجل الظاهرة الذي اهتم بتنشئة أبنائه التنشئة السليمة وحرص على ممارستهم كرة القدم بأريحية وصبر ومتابعة ومن خلال متابعته ظهر النجم سليمان لاعباً في أشبال الأهلي وأخذ زمام القيادة في سن مبكرة حتى تخطى مرحلة الأشبال إلى الشباب ثم الفريق الأول الذي كنت أحد لاعبيه ومثله في سن مبكرة جداً وحظي أيضاً باهتمام من الزملاء اللاعبين لما لديه من إمكانية ومهارة وقدرة على مواكبة المتغيرات سواء الفنية أو العارضة بالنادي من تغيير المدربين ومجالس الإدارة واللاعبين. إلا أن سليمان تخطى تلك الظواهر وأصبح أيقونة جميلة في منظومة النادي الأهلي كمدافع صغير السن». عبدالرزاق منحه فرصة البروز وأضاف: «لعب سليمان بجانب عمه الكابتن عبدالرزاق أبو داود وحرص العم على إعطاء الفرصة لابن أخيه في الظهور بجانب المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الأهلي ووجدوا في سليمان العنصر الجيد في الاستمرار وبالتالي شارك في دورة كأس الخليج العربي الثانية بالرياض عام 1392ه - 1972م وأبلى بلاء حسنا وقدم نفسه كواحد من نجوم المملكة في ذلك الوقت سيما أن ذلك المنتخب كان يغص بأعداد كبيرة من النجوم أمثال: مبارك الناصر – سعيد غراب – علي عسيري – عبدالرزاق أبو داود – محمد المغنم (الصاروخ) – محمد الفايز – إدريس آدم – ساعد رزق – النور موسى – محسن بخيت.. وكان هذا المنتخب يضم عناصر شابة إلى جانب سليمان أبو داود ساهمت معه في الاستقرار والاستمرارية لخدمة منتخباتنا الوطنية سنوات عديدة». لعب ضد الأسطورة (بيليه) وذكر أحمد عيد أن سليمان كانت لديه الموهبة والإصرار والعزم على تخطي الصعاب من خلال منتخبات المملكة الوطنية والمشاركات القوية التي خاضها وقال: «هناك موقف جميل للنجم الراحل عندما كان لاعبا في منتخب المملكة للشباب عام 1393ه - 1973م عند زيارة الفريق البرازيلي الشهير سانتوس بقيادة الأسطورة العظيم (بيليه) واخترت من قبل المسيرين للرياضة في ذلك الوقت وعلى رأسهم الأمير فيصل بن فهد بأن أكون قائداً لهذا المنتخب وشاركت معه وكان يضم كوكبة من الشباب وسعدت بهذه المشاركة لأنني رأيت وأنا معهم مدى اهتمامهم وحرصهم على تمثيلهم للمنتخب آنذاك، وكانت التجربة نواة لمستقبل كروي سعودي استمر بدعم سخي من الأمير فيصل ومساعديه ونواب الأمير في ذلك الوقت ومن بينهم الأمير فهد بن سلطان وخلافه إلى أن وصل الأمير سلطان بن فهد.. كان دعماً قوياً وقاعدة صلبة في استمرار عطاءات المملكة العربية السعودية بتحقيق إنجازات حضارية كروية». حظي بدعم عبدالله الفيصل وأشار رئيس اتحاد الكرة السابق إلى أن الكابتن سليمان استقى ثقافته الكروية من تعدد المدارس التي تدرب على يديها بجانب استقامته الفكرية ومنهجية حياته التي أعطته فرصة أكبر للاستمرار والعطاء إضافة إلى ثقافته العلمية، وأضاف قائلاً: «يعد أبو داود واحداً من اللاعبين المحظوظين بوجوده في فترة زمنية كان فيها نجوم كبار ومشاركات كثيرة وإنجازات لمنتخباتنا الوطنية وللأهلي.. وفي «قلعة الكؤوس» شق طريقه بصورة جيدة وحظي بدعم سخي من الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- في مسيرته وتميز سليمان بدماثة خلق عالٍ وحضور فكري جميل إلى جانب محبته للآخرين وحرصه على الوجود في كل المناسبات الرياضية والاجتماعية طوال فترة حياته. قائد أسرته كما يعد من الشخصيات المحترمة جداً والمعطية لأسرتها ولا شك أن للوالدين دور عظيم في البناء، وسليمان كان محظوظاً بوالده العم أحمد أبو داود وبوالدته من بيت (الرديني)، وهذا بلا شك أعطى الفقيد الاستقرار مع أسرته وزوجته وأبنائه، وكل من هم حوله، وكانوا حريصين على أن يبقى سليمان هو القائد لهذه الأسرة وظل في مكانه يدعمها حتى وفاته -رحمه الله-. عادل رواس أقرب أصدقائه كما كان حريصاً على أصدقائه خاصة من زاملوه في الأهلي خاصة صديقه الحميم عادل رواس -رحمه الله- بجانب إدريس آدم وفهد عيد ووجدي الطويل وغيرهم من اللاعبين. رحم الله الفقيد سليمان أبو داود رحم الله الهامة والقامة والأخ والابن سليمان أبو داود رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون. سليمان (المشار إليه بالسهم) مع أبطال الأهلي في احتفالية فوزهم بكأس الملك 1391ه سليمان بشعار الأهلي مع عمه القائد عبدالرزاق أبو داود وأحمد عيد 1396ه أبو داود (العاشر من اليمين) مع فريق سانتوس البرازيلي بقيادة الأسطورة (بيليه) ومنتخب الشباب في لقطة تذكارية 1393ه (أرشيف: أحمد عيد) أحمد عيد يكرم الراحل سليمان أبو داود في إحدى المناسبات الرياضية الفقيد أبو داود عانى من المرض في أيامه الأخيرة قائد الأهلي سليمان يتبادل الأعلام التذكارية مع كابتن الهلال عبدالرحمن بشير الغول -رحمهما الله- 1397ه النجم الراحل سليمان مع شقيقيه حسام وباسم أبو داود في صورة حديثة المدافع الراحل في لقطة تذكارية مع كأس الملك 1393ه والد سليمان ( أحمد أبو داود) رحمه الله ارتدى شعار الأهلي قبل 75 عاماً