ونحن نحتفل باليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربية السعودية، نؤمن بأن لهذا الوطن قصة نجاح متكاملة، نسج تفاصيلها ولاة أمر، تسلحوا بالعزيمة والإصرار على صنع المستحيل على أرض الواقع، بتأسيس وطن بحجم أمة، يشار لها بالبنان من جميع دول العالم، التي ترى في المملكة وطناً استثنائياً، يرتكز على تاريخ حافل بالمحطات المضيئة والملهمة. ولعل ما يميز المملكة، منذ النشأة إلى اليوم، وحدة وتكاتف الشعب السعودي، والتفافه الدائم حول القيادة في كل الأوقات والظروف، وتأتي وحدة الوطن، من إيمان المواطنين الراسخ وعقيدتهم بأن الوحدة الوطنية أمر لا جدال عليه، وهو بمثابة خط أحمر، ممنوع المساس به من قريب أو بعيد، يضاف إلى ذلك أن التعاون البناء بين المواطنين شرط مطلوب، نادت به رؤية 2030، واعتبرته شرطاً مهماً، من أجل إعادة صياغة المملكة الثالثة من جديد، على قواعد ومرتكزات صلبة وقوية، تؤهلها لتكون أحد الأوطان المتقدمة في العالم. للوحدة الوطنية في المملكة تاريخ طويل جداً، بدأ في مرحلة تأسيس البلاد، عندما التف الشعب السعودي حول المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وأيدوا دعوته للوحدة تحت راية التوحيد، وبالفعل نمت دعوته وترعرعت يوماً بعد آخر، إلى أن وصلت إلى ما هو عليه من ألفة وتواد وتراحم، لا مثيل له في العالم. نجاح الوحدة يتطلب أن يقدم كل مواطن من جهده وخبرته ما يخدم الوطن، لتعزيز اسم المملكة وهذا يدفع كل مواطن ومواطنة أن يكون له دور وإسهام حقيقي في خدمة البلاد، من خلال إسهاماته العملية لتعزيز الصالح العام. نجاح التكاتف والوحدة بين المواطنين، ما كان له أن يتحقق لولا تفعيل تكامل الأدوار بينهم، مع الوضع في الاعتبار أن التكامل يستلزم توزيع تلك الأدوار بحسب احتياجات الوطن، ما يثري قدراته، ويساهم في نهضتها واستدامة هذه النهضة، وهذا المسعى كان أحد أهداف رؤية 2030 التي وعدت بوطن متماسك وقوي ومزدهر، يتمتع جميع من يعيش على ترابه بالوحدة والتكاتف والود، من أجل هدف واحد، وهو العيش في كنف دولة قوية، بها ولاة أمر لا يدخرون جهداً من أجل إسعاد الشعب وتوفير كل عناصر الرفاهية والاستقرار لهم. لست في حاجة هنا للتأكيد على أن مناسبة اليوم الوطني للمملكة، تعمل على تعزيز قيمة الوحدة الوطنية في وجدان كل مواطن ومواطنة، وأن هذه الوحدة تنعكس إيجاباً على استقرار البلاد ونهضتها، ولعل ما شهدته المملكة منذ تأسيسها قبل ثلاثة وتسعين عاماً إلى اليوم من استقرار وتقدم، سببها في المقام الأول الوحدة في مواجهة المصاعب والتحديات الجسام، وهذه الوحدة لم تأت من فراغ، وإنما من ثقافة راسخة في وجدان الشعب، وإيمانه وحسه الوطني بأن نهضة الأمم يأتي من منطلقات عدة، منها الوحدة بين الشعب على هدف واحد، وولاء هذا الشعب وانتماؤه إلى الوطن. اليوم.. يحق لنا أن نفتخر بوطننا، وهو يرفل في ثوب التقدم والنماء، يحقق كل ما يحلم به، ويخطط له، بعزيمة قادته، وإصرار الشعب على الإصلاح والتغيير، وهو ما أوجد وطناً استثنائياً، اسمه المملكة العربية السعودية، يتمتع بالخير الوفير، الذي يعم جميع أرجاء الدنيا، الأمر الذي أوجد ثقافة العطاء والجود في قادة الوطن وأبنائه، ونرى ذلك على أرض الواقع من خلال عطاء متجدد، لا تنضب ينابيعه، يعطي معها الوطن بكرم وسخاء وحب، ورغبة في الوقوف بجانب الآخرين دون منٍّ أو تفضل.