منذ الإعلان عن استحداث يوم التأسيس قبل نحو شهر، وأنا في شوق للاحتفال به، وفي شوق أكثر لأن أعرف كيف سيحتفل به أبناء الوطن، ومع قرب موعد الاحتفال بيوم التأسيس الأول اليوم الثلاثاء ، أجدني أعيش سعادة استثنائية غامرة، يتخللها شعور الفخر والاعتزاز بوطن معطاء، له ثوابته ومرتكزاته التاريخية. ومع الاحتفاء بأول يوم تأسيس، يخالجني شعور قوي بأن المملكة تمر بمرحلة مهمة من تاريخها، تعيد فيها صياغة الكثير من الأسس والثوابت، بل والمناسبات الوطنية، وتضع المعايير التي تضمن في نهاية الأمر إيجاد وطن قوي وراسخ، يتمتع باستدامة التطور والنماء، ولا يمكن أن يتحقق هذا الأمر إلا إذا كان الشعور بالولاء والفخر والتباهي ينمو في نفس كل مواطن ومواطنة، وإذا كان هذا الشعور يبلغ ذروته في مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، فإن يوم التأسيس بما يحفل به من بطولات وإنجازات رسمت ملامح بدايات هذا الوطن، سيكمل المشهد، بعد أن يستحضر تاريخاً عمره ثلاثة قرون. ويبقى الجميل في الأمر أن استحداث يوم التأسيس جاء في وقت تكثف فيه رؤية 2030 من برامجها وجهودها وتعلو بأهدافها، وفي وقت تنفتح فيه المملكة على العالم، بعد فترة من الجمود بفعل تأثيرات كورونا، ما يعكس رسالة مهمة، بأن المملكة تقبل عصر جديد كلياً، يشهد الكثير من المتغيرات والتحديثات، ليس في الاقتصاد والتقنية وشؤون المجتمع، وإنما في إعادة كتابة التاريخ، واستحضار أيام خالدة ومهمة في تاريخ هذا الوطن. ولعلي هنا أدعو الجميع إلى الفخر والتباهي بالوطن، والاعتزاز بتاريخه وأبطاله ورموزه من أمراء وأئمة، استعانوا بإيمانهم بالله ورسوله، ونشروا شريعة الله في أرض الجزيرة العربية، في ملحمة بطولية متكاملة العناصر، نستلهم فيها الدروس والعبر بأن الإنسان متى كانت لديه رسالة نبيلة، وعزيمة قوية، وإيمان قوي، كان الله في عونه، وتجسدت هذا المشهد في تأسيس الدولة السعودية الأولى، وبعدها بسبع سنوات فقط، تأسست الدولة السعودية الثانية على نفس مبادئ التوحيد. أستطيع التأكيد على أن يوم التأسيس، سيكون مناسبة عزيزة علينا جميعاً نحن السعوديين، ليس لسبب سوى أن هدا اليوم سيكون شاهد عيان على إصرار قادة هذه البلاد على تحقيق الوحدة، وإقامة دولة العدل، وتمحو الخوف، وتزيل الاضطرابات التي ملأت الجزيرة العربية في فترة من الفترات، ولولا هذه الجهود لما تحقق للمملكة وشعبها، ما نشهده اليوم من استقرار وأمن وأمان يعم أرجاء المملكة. ورسالتي إلى المواطنين، بأن يكون احتفالنا بيوم التأسيس، مدعاة للفخر والعزة بأننا أبناء هذا الوطن، وأبناء أمراء وأئمة وملوك، تسلحوا بالعزيمة والإصرار، لإقامة شرع الله في أرض الجزيرة العربية.