اليوم الوطني ذكريات من البطولة والشجاعة والقوة يسطرها التاريخ وصفحات بيضاء ناصعة من الفخر والمجد والعز تُضرب بها الأمثال وتتصفحها الأجيال. حب الوطن ومكانته وفضله وتقديره مسلمات يتوارثها الأبناء من الآباء والأجداد، ويستسقيها كل جيل من الذي قبله. فالكل يقدم النفس والمال والولد والغالي والنفيس من أجل الوطن. وما يخرج عن هذا المنهج إلا عدو متربص صاحب قلب مريض ومنهج ملوث وفكر مغسول. يوم الوطن رغم أهميته ومكانته والاهتمام به إلا إنه يبقى ذكرى لذلك الحب المتوارث، والمكانة الراسخة التي لا تزعزعها عواصف الأهواء ولا تشكيك الأعداء وحسدهم ومقتهم. اليوم الوطني ذكرى لتوحيد المملكة العربية السعودية من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ومن نجدها لنفودها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- حيث توحدت المملكة وانتشر الأمن والأمان والطمأنينة ورغد العيش والدعوة إلى التوحيد بعد عصور عاشتها القبائل العربية في تناحر مستمر وحروب متتالية وسفك للدماء ونهب للأموال وسلب للأعراض وقطع الطريق وبث الرعب في قلوب الناس وانتشار الجهل والشرك. هذا اليوم ذكرى للجهود التي بذلها الملك عبدالعزيز ورجاله لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من تطور في جميع المجالات حتى بدأنا ننافس الدول العظمى التي سبقتنا بمئات السنين سياسيًا وعلميًا وثقافيًا واقتصاديًا وحتى رياضيًا. لا شك أن هذا اليوم له دور في تعزيز مكانة الوطن والمواطنة في قلوب النشء وحمايتها وتحصينها من أفكار دخيلة حاقدة على بلادنا وحكومتها وشعبها، وحاسدة على ما أنعم الله علينا فيها من أمن ورخاء ورغد عيش وحب وأُلفة حاكما ومحكوم. وفضل الوطن يبقى كبيرا للغاية يصعب على المجتمعات والأفراد رد ولو الشي القليل منه مهما قدّموا من تضحيات، فهذا اليوم تثبيت ذلك الفضل الذي أسداه الله علينا في هذا الوطن الغالي فجعلنا ندور البلاد شرقها وغربها في أمن وأمان ورضا الرحمن. هذا اليوم يجب أن يعطى حقه ومكانه في نقاشات الأسرة وحواراتها اليومية وفي مجالسنا واجتماعاتنا ولا بد أن يكون محور نقاش بين الطلاب ومعلميهم.