البحث عن هدف!

نعم ظروف الحياة ليست مثالية، متطلبات العائلة قد تكون صعبة، التحديات مختلفة والأحداث متغيرة، لكن أن تعيش بلا هدف شخصي فتلك مأساة قد تضاعف من بؤسك وتزيد من شقائك.
نبدأ حياتنا بآمال واسعة وأحلام عظيمة، نعتقد أننا قادرون على تغيير العالم! وأن المستقبل ينتظر أن نكبر فقط! مع الوقت نتعثر هنا ونسقط هناك، نكتشف الواقع، تواجهنا تحديات، وتُوقفنا صعوبات، نفرح أياماً ونشقى أخرى، نصاب بخيبات أمل ليس من الأحداث؛ بل حتى من أقرب المحيطين بنا! مع الوقت نرضى بالخيارات التقليدية، ننسى آمالنا، ولا نعود نذكر ما كنا نبحث عنه.
أكاد أن أجزم أن فقدان شغف الأهداف الشخصية يكاد يكون أحد أهم أسباب تقلب المزاج ثم الشقاء النفسي، والذي يزداد عمقاً مع تقدم العمر والابتعاد عن الهدف! والانشغال بتفاصيل الحياة اليومية، من عمل وعائلة وغيرهما، وكأنما نحن آلة كهربائية بلا روحٍ أو قلب.
غياب رحلة الوصول إلى الهدف تجعل حياتنا بلا معنى ولا طعم، وتحوّلها إلى تكرار تفاصيل رتيبة، من عمل وأكل ونوم، بينما لو كنت لا تزال تسعى نحو هدفك أو أهدافك، فحتماً سوف تسعد بالأوقات التي تقضيها وأنت تلاحقها، نعم قد لا تستطيع الوصول، لكن تذكر دوماً أن الرحلة جزءٌ أساسي من سعادة تحقيق الإنجاز، وأن الفوز بالهدف يبدأ من السعي نحوه.
حينما تحمل هدفاً أو مجموعة أهداف لك؛ فأنت تجعل لحياتك معنى، فكما نحن على الصعيد الديني نؤمن ونمارس شعائرنا الدينية بهدف حوز رضا الله -عز وجل- والفوز بالجنة، وكما نحن نجد ونجتهد في أعمالنا، حتى نحصل على المقابل المادي، لابد أن نستهدف الفوز بما نرغب "نحن" خلال حياتنا الدنيا، وألا يقف أمامنا أي حاجز مهما كان صعباً، سواء من ظروف الحياة أو خيارات الواقع، وبالذات الحاجز الوهمي: "تقدم العمر"! وهو العذر الذي يبدأ مبكراً لدى الكثيرين، رغم أن تحقيق الأهداف يستمر دون توقف، بل يكون أوقع أثراً حينما تتطور أهدافنا وتتغير، المهم ألا نتوقف أبداً.
ننسى دوماً أننا نعيش حياة واحدة، وأننا إذا لم نحقق ما نرغب خلال حياتنا فلن نحققه أبداً، ولا أعرف ما "القوة القاهرة" التي تجعل البعض يؤجل أهدافه حتى يمسي غير قادر ليس على تنفيذها، بل حتى على مجرد التفكير بها!
عزيزي عُد وفتش في سلة أحلامك، وهي حتماً مزدحمة بالأفكار والأحلام، ابحث عن هدفك وشغفك، حاول أن تبعثه من جديد، وثق أنه سوف يبعث الروح فيك ويدفعك نحو الحياة.