أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، قرارَ ما يسمى قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، بتحديد نطاق ثلاث بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربيةالمحتلة، تمهيداً لتحويلها إلى مستوطنات قائمة بذاتها قابلة للتطوير والتضخم على حساب أراضي الفلسطينيين. يُذكر أن هذا القرار تنفيذ لقرارات سابقة كانت قد اتخذتها ما يسمى ب"الكابنيت" الإسرائيلي بشأن شرعنة تسع بؤر استيطانية، وسط تفاخر وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش بتلك الخطوة واعترافاته المتواصلة بالدعم الحكومي الرسمي للاستيطان. وقالت الخارجية في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، الخميس، إن تنفيذ جيش الاحتلال لقرارات الكابينت دليل آخر على أن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم يتبنى الاستيطان وتعميقه وتوسيعه كسياسة معادية للسلام تنفذها أذرع دولة الاحتلال المختلفة، وتتورط فيها، واعتبرتها دعماً حكومياً لإرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين، في تحدٍ فجّ وسافر لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة خاصة القرار 2334، واستهتار مستمر بالمواقف الدولية المطالبة بوقف الاستيطان باعتباره تقويضاً ممنهجاً لفرصة تطبيق مبدأ حل الدولتين. وأكدت الخارجية أن ازدواجية المعايير الدولية في تطبيقات القانون الدولي وفشل المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، واكتفاء الدول ببعض المواقف والبيانات الشكلية التي لا تترجم إلى أفعال وإجراءات وضغوط حقيقية، جميعها تشجع دولة الاحتلال على التمادي والإسراع في تعزيز وتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين. وحمّلت المجتمع الدولي المسؤولية عن جرائم الاستيطان المركبة وغياب الإرادة الدولية في فرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال لإجبارها على وقف الاستيطان. وشددت على أن وقف إجراءات الاحتلال أحادية الجانب وفي مقدمتها الاستيطان هو السبيل الوحيد لتحقيق التهدئة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية تفاوضية حقيقية بين الجانبين لحل الصراع وفقاً لمرجعيات السلام الدولية، بما يعني أن عدم وقف الاستيطان هو إفشال ممنهج ومسبق لأية جهود أو مواقف إقليمية أو دولية تطالب بوقف التصعيد وإعادة بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. في سياق متصل، تتواصل التحذيرات من مخططات الاحتلال الإسرائيلي وجماعات مستوطنيه لتهويد مدينة القدسالمحتلة والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانيًا ومكانيا، مستغلين الأعياد اليهودية لفرض واقع جديد. وتتجهّز جماعات الهيكل المزعوم لأكبر حشدٍ للمستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستغلين موسم الأعياد اليهودية الذي سينطلق منتصف سبتمبر الحالي. ويحتفل المستوطنون بعيد "رأس السنة العبرية" في الخامس عشر من سبتمبر الحالي ويستمرُ ليومين، حيث يتم التجهيز لاقتحامات كبيرة من المستوطنين وقادة الاحتلال للمسجد الأقصى والبلدة القديمة. كما نددّت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بقرار الاحتلال الإسرائيلي بتحويل ثلاث بؤر استيطانية مقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينتي الخليل وأريحا إلى مستوطنات دائمة ذات بنية تحتية وطرق، بعد الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية. وقال رئيس التوثيق والإحصاء في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داوود في تصريح: "إن قرار الاحتلال الإسرائيلي جاء بعد استكمال قوات الاحتلال مضاعفة مساحة البؤر الاستيطانية في الخليل وأريحا، تنفيذاً لقرار سابق اتخذه الاحتلال في فبراير الماضي، بشرعنة عشر بؤر استيطانية، وتحويلها لمستوطنات، بعد الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، الواقعة في محيط البؤر الاستيطانية، لافتاً الانتباه لخطورة القرار الإسرائيلي بتحويل البؤر الاستيطانية لمستوطنات، بوصفها تنفيذاً عملياً لضم الضفة الغربية التي تقودها حكومة الاحتلال للقضاء على حل الدولتين بعد تفتيت جغرافي وديمغرافي للضفة الغربية بالاستيطان". إلى ذلك أصيب فلسطينيان، بجروح مختلفة أمس، والعشرات بحالات اختناق، في اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، على الفلسطينيين، في مدينتي القدس وبيت لحم. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أن شاباً أصيب برصاص قوات الاحتلال، خلال اقتحام مخيم الدهيشة، بمدينة بيت لحم، كما أصيب العشرات بحالات اختناق؛ جراء إطلاق قوات الاحتلال القنابل الغازية المسيلة للدموع، خلال عملية الاقتحام، التي تخللها حملة اعتقالات ومداهمات واسعة. وفي القدسالمحتلة، اعتدى مستوطنون على شاب فلسطيني، مما أدى إلى إصابته بجروح خطرة. من جانبها وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، سلسلة اعتداءات للمستوطنين، على الفلسطينيين وممتلكاتهم، في مدينتي نابلس والخليل، تخللها مهاجمة مركبات ومنازل، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي الضفة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، 17 فلسطينياً، خلال عمليات اقتحام، لعدة مناطق، وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال اعتقلت 6 فلسطينيين من مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم، ومن بينهم أسرى محررون، وطلاب، و7 آخرون من بلدات في رام الله والخليل، إضافة إلى اعتقال 4 فلسطينيين من مدينة القدس. من جانبه نفى الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا اللبنانية إعطاء مهلة لخروج المسلحين من مدارس في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان. وقالت قوات الأمن الوطني الفلسطيني، في بيان صحفي أوردته "الوكالة الوطنية" للإعلام الخميس، إنها تنفي "الخبر الذي انتشر باسمها على وسائل التواصل الاجتماعي، وما يحمله من مضمون يعطي مهلة من السادسة صباحا لخروج المسلحين من المدارس في عين الحلوة، وسيتم التعامل مع أي مسلح بعد هذه المهلة". وأوضحت أن "أي بيان أو خبر يصدر عن حركة فتح والأمن الوطني في منطقة صيدا، يكون عبر الإعلام الرسمي الخاص بهما".