الذين يتحدثون عن مستقبل الكتاب الورقي، هم على شقين: منهم من يرى أن مستقبله مجهول في ظل وجود التقنية الحديثة، وفي ظل وجود الكتاب الرقمي الذي بدأ فعلياً يزاحم الكتاب الورقي، خاصة مع وجود «آيباد خاص بالقراءة» يحمل اسم: «الكاندل» هذا الذي يمكنك من خلاله تحميل مكتبات بأكملها، وليس كتباً محدودة، كما يمكنك التصفح في صفحات الكتاب وكأنك تمل كتاباً ورقياً، وبنفس نكهة الكتاب الورقي. الشق الثاني: هم أنصار الكتاب الورقي الذين يصرون على أن الكتاب الورقي باق، وهذه الفئة من عشاق الورقي لهم أدلتهم، ربما أبرزها وجود دور النشر المنتشرة في العالم والتي لا تزال تطبع الكتب حتى لو كانت بأعداد أقل مما كانت عليه، إنما الكتاب الورقي باق، واستدلالهم الثاني: وجود معارض الكتب الدولية التي يفد إليها آلاف الزائرين في كافة دول العالم، والتي لا تزال تعتمد على الكتاب الورقي كأساس للمعرض. صحيح أن هناك دور نشر متخصصة في الكتب الرقمية، وصحيح أن معارض الكتب لا تقتصر على عرض الكتب فقط، وإنما هي تظاهرة ثقافية شاملة، حيث يوجد بها فعاليات كثيرة على هامش المعرض، منها الفعاليات الثقافية المختلفة، والعروض السينمائية والمسرحية غيرها، لكن يظل الكتاب هو من يأخذ نصيب الأسد في هذه التظاهرة الكبيرة، ويظل الكتاب الورقي هو من يحمل راية هذه الفعاليات الكبيرة، وهو من يشعل ضوء المعرفة، بما يحمله من مصداقية وموثوقية، لأن هناك من يشكك في الإصدار الرقمي الذي يمكن له - من وجهة نظرهم - أن يتعرض للتزييف أو التغيير أو النسخ واللصق، أو خلاف ذلك، مما قد يفقده المصداقية الكاملة. لهذا يرون أن الكتاب الورقي هو الأصل وأنه باق ما بقي الإنسان يدب على وجه الأرض. ولكم أنتم قراءنا الأعزاء الحكم على وجهات النظر تلك.