سجّل كرنفال تمور بريدة أرقاماً اقتصاديةً قياسيةً، ورسم آفاقًا اجتماعية وثقافية وتوعوية وتدريبية ملحوظة، جعلت منه الكرنفال الشامل، الذي يحوي طبقات المجتمع المتعددة ويستهدفها. وتجاوزت المبيعات ثلاثة مليارات ريال، وجاءت تلك النتائج وفقًا لمعطيات شكلت الواقع، ورسمت ملامحه، فأطنان التمور وحجم المبيعات وتوافد المستهلكين والتجار والمستثمرين والمستمتعين بالفعاليات المقدمة شاهدٌ على هذا التميّز والتفرد، حيث بات يستقطب كل عام مزيدًا من الفئات والاهتمامات لشموليته وتميّزه. وواصلت مواكب السيارات المحملة بأصناف التمور توافدها على ساحة المزادات بمدينة التمور ببريدة بمنطقة القصيم. وبلغ إجمالي السيارات الوافدة على المزادات خلال 27 يوماً من انطلاقة كرنفال تمور بريدة 34,094 سيارة محملة بعدد: 5,241,288 عبوة، تزن 15,723,864 كلجم، بينما تجاوزت أعداد الزوار خلال الفترة 180 ألف زائر. والنتائج التصاعدية عاماً بعد عام حفّزت المزارعين وتجار التمور من داخل المملكة وخارجها للتوافد على هذا الكرنفال حيث جعل السعودية المصّدر الأول للتمور عالميًّا وأصبح بوصلة للمزارعين للعناية بالنخيل وإنتاجها من التمور ومعرفة الاشتراطات والمواصفات العالمية المؤهلة للتصدير خارج المملكة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس اللجنة العليا لكرنفال تمور بريدة قد أكد على أهمية مواصلة تسويق هذا المنتج الوطني عبر كافة المنصات المرئية، والمسموعة، والمقروءة، للإسهام في تشجيع الاستثمار واستدامة تطوير قطاع النخيل ولتكون تمور المملكة الخيار الأول عالمياً. وأوضح سموه أن ما يجده قطاع التمور من دعم القيادة -أيدها الله- من خلال كونها إحدى مرتكزات رؤية المملكة 2030، مبيناً أن كرنفال بريدة للتمور يعد من أكثر المواسم المتميزة مهنياً واقتصادياً، مشيراً إلى أهمية مواصلة تسويق هذا المنتج الوطني عبر كافة المنصات المرئية والمسموعة والمقروءة للإسهام في تشجيع الاستثمار واستدامة تطوير قطاع النخيل ولتكون تمور المملكة الخيار الأول عالمياً. وأشار سموه الى أن كرنفال بريدة للتمور يتميز بوفرة الإنتاج كونه المصدر الأكبر لتسويق إنتاج مزارع المنطقة، ونسعى إلى مواصلة تسويق هذا المنتج عبر العديد من المسارات والنوافذ الإعلامية التسويقية والقنوات المحلية والعالمية ومنصات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أهمية تحسين جودة الإنتاج وتقديم المنتج عبر اتباع ممارسات زراعية مميزة واعتماد معاير الجودة للتمور القابلة للتصدير في المصانع ومحطات التعبئة. كما أشاد سموه ، بتطور الصناعات التحويلية المرتبطة بقطاع النخيل والتمور، من خلال استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا المجال، وتوافر البنية الأساسية في قطاع النخيل والتمور والدعم والعناية التي توليهما القيادة الرشيدة، كون هذا القطاع من مرتكزات رؤية المملكة 2030. وبيّن سمو أمير القصيم أن كرنفال بريدة للتمور، أصبح من الفعاليات المهمة، وعلامة فارقة في المناسبات الاقتصادية للمملكة، ويعد من أهم الفعاليات التي تعتني بالنخيل وثمارها، مهنئًا سموه الجميع بما وصل إليه الكرنفال من تقدم ملحوظ على مستوى المنتجات والفعاليات المصاحبة التي تعزز من دور قطاع النخيل والتمور بالمنطقة بالتعاون مع جميع القطاعات والجهات الحكومية والأهلية بالمنطقة. من جهته أكد المدير التنفيذي للمهرجان الدكتور خالد النقيدان، أن ما تحقق لكرنفال بريدة للتمور من نجاحات بقيادة سمو أمير منطقة القصيم، يعكس ما توليه القيادة الرشيدة -أيدها الله- في السعي لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومنها تعزيز الإيرادات غير النفطية. وبيّن، أن الكرنفال ساهم في تعزيز المسارات المهنية في قطاع النخيل والتمور، حيث تم إقامة مسابقة لخراف النخيل وتشجيع الشباب على الانخراط في هذه المهنة. وقدم النقيدان شكره لأمير القصيم على دعمه المتواصل وتشجيعه المستمر للمزارعين. يذكر أن كرنفال تمور بريدة للموسم الماضي 2022م ساهم في إيرادات مالية تزيد على المليارين وثماني مئة مليون ريال، واستقبل ما يزيد على اثنين وتسعين ألف سيارة محملة بالتمور، وأكثر من ستة وتسعين ألف طن طوال الموسم الماضي. من جهتها أظهرت الإحصائيات الصادرة من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقصيم أن المنطقة تحتضن 12,327 مزرعة تضم أكثر من 11 مليونًا و200 ألف نخلة تنتج أكثر من 320 ألف طن سنويًا، فضلًا عن قوة المبيعات وتزايدها المستمر عامًا بعد آخر إلا أن سوق تمور بريدة مازال واعدًا فالمثمر حتى الآن من عدد النخيل يقارب 8 ملايين نخلة ويمثل نحو 75 % فقط من عدد النخيل بالمنطقة، والأسواق موعودة بإنتاج أكثر من 3 ملايين نخلة جديدة خلال الأعوام القريبة القادمة ذات جودة عالية وتتسابق مزارع القصيم للحصول على علامة التمور السعودية التي يمنحها المركز الوطني للنخيل والتمور للجهات المستوفية للمتطلبات الفنية والقياسية لسلامة الغذاء لتتوافق مع متطلبات الأسواق العالمية، وهذا المحصول الضخم يتطلب دخول كيانات استثمارية جديدة وتمكين الشركات الرائدة لتسهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 بتعزيز الصادرات غير النفطية وجعل المملكة المصدر الأول للتمور عالميًّا. وتستغل مجموعة كبيرة من الشباب مواسم جني الثمار المختلفة بمنطقة القصيم، فيمارسون من خلالها التجارة بحسب المواسم الزراعية فتجدهم ينشطون في تجارة البطيخ وفي موسم العنب والخضار وموسم التمور وغيرها من المواسم.