المثل القائل: «يكفيه ما فيه» يختصر كثيراً من وصف حالة من نقصده، ويبين لنا حالته بشكل يتخيله السامع والمتلقي كما يريد، فهو يراه مصاباً مجروحاً متألماً معانياً مهموماً نادماً منكسراً.. إلخ. ففي بعض الأحيان نكتفي بقولنا «يكفيه ما فيه» لوصف حالة من حالات بعض الناس، فلا نزيد من معاناته، ونطلب عدم المزيد من الكلام حوله. فالمثل يؤكد على عدم العتب أو زيادة المشقة والتعب على من كان متعباً ويحمل هماً. فلا نقترح على شخص يقوم بعمل شاق إضافة جهد على جهده وعلى العمل القائم به، لأنه عاجز عن القيام بعمله بالشكل المطلوب فكيف لو أضيف إليه زيادة. كما يستخدم المثل في حال التأديب، فلو أن شخصاً أخطأ فأصابه جراء خطئه ضرر، إما جروح أو كسور أو خسارة في ماله أو ممتلكاته كالسيارة أو المزرعة، فإننا نتوقف عن معاتبته وعن اللوم والتقريع، ونقول: يكفيه ما فيه. وهكذا كل من كان في ضيق ومشقة من أمر ما فالصواب ترك الزيادة في مشقته وتعبه. والمثل فيه جانب الرحمة كما أن فيه جانب تسليم الشخص لقراراته وتصرفاته، وكأننا نقول له: هذا ما جنيته على نفسك. يقول الشاعر: محمد الجذع لا شفتوا المجروح لا تجرحونه يعني على ما قيل: «يكفيه مافيه» إن ما قدرتوا يعني تساعدونه لا تتعبونه بالعتب والمشاريه ترى المعنى يفضحنه عيونه دايم عيونه تحكي اللي يعانيه خلوه بلحاله يصارع طعونه لاصار عنكم دمع عينه يداريه ناصر الحميضى