لم تكن الرباعية النظيفة التي حققها الهلال أمام الرائد في بريدة كافية للمشجع الهلالي ولا شافية له من مشاعر القلق التي لا تزال تسيطر عليه وهو يشاهد فريقه بلا هوية ولا هيبة منذ بداية الموسم سواء في المباريات التي تعثر فيها أو في تلك التي كسبها بالثلاثة والأربعة؛ وأستثني هنا مباراة الهلال أمام الاتحاد في البطولة العربية. صحيح أنَّ النتائج هي الأهم في كرة القدم؛ لكن الهلال لا يزال يقلق عشاقه بسبب تلك المساحات الشاسعة والثقوب الواسعة في مناطقه الدفاعية، والتي يسهل من خلالها الوصول إلى مرماه حتى من أقل الفرق شراسة هجومية، ما جعل المشجع الهلالي يتساءل: هل المشكلة عناصرية، أم تنظيمية، أم كلتاهما؟!. لا يزال جيسوس يفاجئ محبي الهلال باختراعاته، كما فعل أمام الفيحاء حين غير رسمه الذي كان مقنعًا نوعًا ما أمام أبها بثلاثية ميشيل ومالكوم -الذي نجح وتألق وسجل (هاتريك)- وسالم هجوميًا، وكنو ونيفيز وسافيتش في منتصف الملعب، فأبعد كنو ليعيد محاولة اختراع العجلة مع الحمدان؛ والنتيجة كانت سلبية هجومية أسهمت في تعثر الفريق أمام فريق متوسط، وأمام الرائد أصر جيسوس على إبقاء كنو على دكة البدلاء وإعادة سافيتش إلى الصفوف الخلفية بعيدًا عن متروفيتش، وعن المرمى، في تقليم غريب لمخالب الهلال الهجومية، وبدون أي إضافة ملحوظة في ستاره الدفاعي الذي ظهر مكشوفًا أمام وسط وهجوم الرائد بشكل مستفز! في الهلال حاليًا أدوات لا تحتاج لمدرب مخترع يعشق اختراع مراكز جديدة للاعبين بدون حاجة تذكر؛ كما فعل جيسوس حين أصر على إشراك ميشيل ومالكوم وسالم في الوقت نفسه مع متروفيتش، الأمر الذي ساهم في إخفاء خطورة مالكوم الذي أظهر وجهه الحقيقي وإمكاناته الهائلة حين اضطر جيسوس لإعادته إلى الطرف الأيمن في نصف الساعة الأخير ليساهم بهدفين من الأهداف الأربعة. مع قدوم نيمار، ومتروفيتش، والحارس الذي طلبه بنفسه، وحسم الصفقة المحلية الأهم والأغلى باستقطاب مدافع المنتخب السعودي حسان تمبكتي؛ هل سيثبت جيسوس أنَّ القضية قضية عناصر، وأنَّ الأجمل بالنسبة للهلاليين لم يأتِ بعد؟! وهل سيستطيع العجوز البرتغالي في الأيام المقبلة أن يستعيد ثقة الهلاليين، ويعالج ثقوب الهلال، ويثبت قدراته ونظرته الثاقبة، ويشعل بأعواد الثقاب التي بين يديه نارًا زرقاء تحرق كل ما يعترضها؟! أم يؤكد شكوك بعض العشاق وتخوفهم من أنَّ المشكلة لم تكن في أعواد الثقاب بل في الأيادي العاجزة عن إشعالها؟! قصف: ** صفقة تمبكتي بقدر ما أوجعت الكثيرين بقدر ما أظهرت مشاعر الحب والخوف والقلق التي كان يخفيها كثيرون تجاه الشباب. ** من المؤلم أن يتم ضخ كل هذه الأموال لتقديم الدوري السعودي كمنتج عالمي ثم لا يواكب التحكيم والإخراج التلفزيوني هذه النقلة العظيمة. ** يجب أن تُنشأ لجنة خاصة لاستقطاب الحكام الأجانب الأكفاء، وأن تُجري هذه اللجنة تقييمًا دوريًا لأداء كل حكم يحضر إلى هنا، وتستبعد فورًا أي حكم يقع بأخطاء مؤثرة وغريبة كما فعل المكسيكي سيزار راموس في مباراة الرائد والهلال. ** إن لم تقم لجنة الانضباط بإلغاء البطاقة الحمراء الظالمة التي مُنحت للصربي سافيتش؛ فليس أقل عدالة من أن تمتنع عن مضاعفة عقوبة إيقافه.