قدمت لنا قضية انتقال مدافع المنتخب السعودي الأول والشباب الدولي الكابتن حسان تمبكتي أنموذجاً جديداً وأدلة وتأكيدات أن كرة القدم لعبة مشوقة وشعبية، الانتصار فيها يتحقق في الملعب فقط، والملعب لا غيره، وليس في البرامج الرياضية الممنهجة بالتعصب والهدف الواحد أو مواقع التواصل الاجتماعي، وأن اللعبة يقود نجاحها في الميدان الأفكار الإدارية والفنية الاحترافية، وأن تجييش الإعلاميين المشجعين المتعصبين أصحاب الميول الواحدة وتوزيعهم على ديوانية التعصب وسوالفه وكورة وشووت وغيرها من المسميات التي تعددت والهدف واحد «لا توكل عيشاً» ولا تصنع انتصارات، وتؤدي إلى طرق منصات الذهب والتتويج والألقاب، فالأحد عشر لاعباً إعلامياً مشجعاً الذين يظهرون في البرامج الرياضية ومعهم دكة مكتظة وفرق رديفة فشلت في تقوية فريقها وإضعاف البطل أو التأثير عليه وإفساد صفقاته، فهو يمشي واثق الخطوة ملكاً وزعيماً للأندية والقارة ووصيفاً للعالم، يتساقط هؤلاء من حوله ولا يستوعبون الدروس ولا التجارب التي لا تزيدهم إلا فشلاً ولا يواكبون التطور والنقلة النوعية الحديثة وغير المسبوقة للكرة السعودية من خلال الدخول إلى عالم التخصيص واستحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأربعة الكبار، إذ بقي فكر إدارة وشرفيي وجماهير وإعلاميي أحد الفرق هو هو، وكما يقال مكانك راوح، لا يتطور، بل تم نبش الأرشيف من قبل المشرف المشجع على القناة ونفض الغبار وإعادة إعلاميين مشجعين أكل عليهم الدهر وشرب إلى الواجهة من جديد، والنتيجة تحول البرامج إلى كوميديا وضحك وتسلية للمشاهدين وتندر وسخرية على طريقة «للأمانة وللأمانة»، والإنجليزي المعجب بكريب، والقائمة تطول من مسرحيات نافست درب الزلق، شاهد ما شفش حاجة، وغيرها، ولعل سقوط هؤلاء بضربة الزعيم القاضية في توقيعه مع الكابتن حسان أبلغ دليل على الفارق الكبير والسنين الضوئية في الفكر والعمل الاحترافي المتميز.