كرة القدم قبل أن تكون عبارة عن جلد مدور ومنفوخ بالهواء، ولعبة شعبية تجاوزت أرقام عشاقها المليارات هي فكر وثقافة وإدارة احترافية، وأيضا استثمار واقتصاد للبلدان ولا أبالغ أنها حولت دول فقيرة إلى أن تكون غنية وفي وضع اقتصادي جيد، وأيضا هي رسالة محبة وتعارف بين الدول وشعوبها من خلال التجمعات البشرية في مناسبات البطولات العالمية والقارية والإقليمية، وهي أيضا تمنح الدول أصداء إعلامية كبيرة من خلال محترفيها المميزين وفرقها المميزة، والجميع يتذكر كيف أفاد البطل الزعيم العالمي الاستثنائي الهلال الوطن، وترجم دعم القيادة -يحفظها الله- غير المسبوق والكبير بعد أن حقق بطولة آسيا 2019م وتأهل لكأس العالم للأندية، وشرف هنا وهناك، ومنح الوطن زخما إعلاميا كبيرا عبر تغطية وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أبرزت اسم الهلال البطل السعودي والابن البار بوطنه، وأشادت بإنجازه، ومع كل إشادة لا يكتفى باسم الهلال بل الهلال السعودي، والقادم من مملكة الخير والتطور المملكة العربية السعودية. انتصار الأندية والمنتخبات في كل أنحاء العالم لا يصنعه الإعلام والتعصب باستضافة مشجعي المدرجات وتحويلهم إلى محللين وهم أبعد من ذلك بكثير بل مهرجين وكوميديين، ولا بهرطقات المشجعين والإداريين والشرفيين عبر مواقع التواصل بتغريدات محتقنة ومقيتة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولعل مافعله الهلال هذا الموسم والجزء الأخير من الموسم الماضي على الرغم من تداعيات جائحة كورونا هو محاضرات تدرس بشكل أكاديمي رياضي عن كيفية تحقيق الانتصارات والبطولات والألقاب بشكل جعله يحقق -ماشاء الله تبارك الله- أربعة ألقاب في موسمين، يصنفان زمنيا أنه موسم واحد وأشهر معدودة، تنقل فيها الزعيم العالمي من منصة ذهب إلى أخرى، وترك غيره يتنقل من برنامج لآخر، ومن تغريدة لأخرى، يعض أصابع الحسرة والندامة، إذ تأتي الأموال من كل صوب وحدب، ويأتي المحترفون المحليون والأجانب ويكون هناك ترهل وتخمة في العدد، والنتيجة صفر مكعب، وخروج من الموسم بلا ألقاب، ربما كانت تحضر أو البعض منها لو كان الفكر والتخطيط هو الذي تمارسه وتقدمه على شكل محاضرات جامعة اسمها جامعة الهلال، اسم كبير وماركة أكاديمية كروية عالمية مسجلة قدمت اثنين وستين بطولة حرة نقية. موضوع التجييش الإعلامي في الطرف الآخر رتب له حسب فكر من وضع «غروبا» يتلقى التوجيهات وينطلق برأي واحد مفضوح، صباحا في مقال في مطبوعة، ومساء في برنامج حصاد تعصب، خصص موقعا لاستقبال عينات من المشجعين منتقاة من المدرجات والاستراحات، وتنطبق عليها شروط الاستضافة حتى إن افتقدت للمهنية والعمل الإعلامي الاحترافي، بل أسماء غريبة لم تمارس في حياتها العمل الصحفي أو لعبة كرة القدم، وهذه العينة لم تضر فريقها فحسب بل أثرت على بعض لاعبيه الذين أصبحوا محتقنين في تصاريحهم، ويمارسون شتى أنواع اللعب الخشن والاعتراضات والمخالفات التي من حسن الحظ وجدت اتحادا يرتعش من الخوف ولجانا تعمل بسياسة لا أرى ولا أسمع ولا أقرر حتى وإن كانت الأنظمة واللوائح مدونة أمامي، ولعل من الطريف والذي يؤكد عدم اكتراث الهلاليين بهذا التجييش الإعلامي وهو ليس سرا أن القناة التي تستضيف الرؤساء والشرفيين والإداريين واللاعبين ليتحدثوا بما يحلوا هي قناة أكبر الداعمين للهلال ورمزه الأمير الوليد بن طلال، وكل الاستضافات موجودة ومسجلة وموثقة والهرولة للحديث هي تجاه القناة الزرقاء، ولسان حال الهلاليين يقول لهم حديثهم في البرامج والقنوات ولنا حديثنا الحقيقي الذي يصنع الانتصارات والألقاب في الميدان. «الزعيم» توج باللقب 62