تقول بعض الدراسات إن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثّر على وظائف الدماغ المختلفة بطرق عجيبة لتضمّنها العديد من المنبّهات التي يمكن أن تثير ردود فعل مختلفة لدى مستخدمي هذه الوسائط. على سبيل المثال فإن توالي الإعجاب (like) على رسائل الفيس بوك، وتويتر، وإنستغرام، يجعل المرء في حالة مزاجيّة جيّدة لأنها تعمل على تنشيط (الدوبامين) في منطقة المكافأة في الدماغ والعكس صحيح في حال تلقي علامات عدم الإعجاب (dislike). ولهذا حظيت استخدامات (الاعتماد) على وسائل التواصل الاجتماعي بمزيد من الاهتمام العلمي خلال السنوات القليلة الماضية لاستكشاف ليس سبب قيام الأشخاص بنشر المحتوى الذي يختارون مشاركته مع الآخرين فحسب، ولكن أيضًا النزعات والسلوكيات لدى بعض المستخدمين. ومن هنا ظهر مصطلح علم نفس وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لاستكشاف كيفيّة تفاعل الأفراد مع مختلف منصات الوسائط الاجتماعيّة والتأثر بها، ويمكن هنا تلخيص أبرز ما توصلت إليه الأبحاث في المظاهر النفسيّة (العاطفيّة) المحتملة لاستخدامات وسائط التواصل الاجتماعي في: تنشيط التفاعل والتواصل الاجتماعي، حيث توفر وسائل التواصل الاجتماعي منصات لمقابلة حاجتنا الفطريّة للتواصل الاجتماعي والانتماء، مما يسمح لنا بالحفاظ على العلاقات وتكوين صداقات جديدة والمشاركة في مجتمعات مختلفة عبر الإنترنت. فتح نوافذ المقارنة الاجتماعيّة ومن خلالها يقارن الأفراد أنفسهم بالآخرين من حيث المظهر والإنجازات ونمط الحياة وغير ذلك، ومما يمكن أن تثير هذه المقارنة المستمرة (سلبيّاً) إذكاء مشاعر الحسد والغيرة والشعور بعدم الكفاية (الرضا). التحقّق وعرض الذات (Validation and Self-Presentation)، إذ يسعى الأشخاص عبر هذه الوسائل إلى التحقّق من مواقفهم وآرائهم بل وشخصيّاتهم ودرجة الموافقة عليها من خلال "الإعجابات" والتعليقات والتفاعل. وهنا تأتي المشكلة من الطريقة التي يقدم بها الأفراد أنفسهم غالبًا على هذه المنصّات بتركيزهم على الجوانب الإيجابيّة في حياتهم وإخفاء السلبيات، مما يؤدي إلى تكوين صورة ذاتيّة نقيّة ومثاليّة لا تطابق الواقع. الخوف من تفويت متابعة الأحداث Fear of Missing Out، ومن هنا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تثير الخوف لدى بعض مستخدميها خشية تفويت فرصة متابعة الأحداث المثيرة أو التجارب التي يشاركها الآخرون. ويمكن أن يؤدي هذا إلى القلق والتوتّر وإدمان التحقق المستمر لكل جديد، وقد يقود هذا السلوك إلى استهلاك أوقات ثمينة من أنشطة الحياة الواقعيّة. احتماليّة تنشيط سلوك التسلّط والمضايقات (Cyberbullying and Online Harassment) لدى بعض مستخدمي هذه الوسائل من خلال خاصيّة إخفاء الهويّة والأسماء المستعارة والبعد الجغرافي التي توفرها هذه الوسائل بما يمكن أن يشجّع ممارسة السلوكيات السلبيّة والعقد النفسيّة وبالتالي التأثير على النزاهة والصحة العقليّة. تأكيد التحيّزات الشخصيّة نتيجة وفرة المعلومات والمصادر، حيث غالبًا ما يتابع المستخدمون المحتوى المتوافق مع معتقداتهم الموجودة مسبقًا، مما يدعم حالة التحيز Confirmation Bias في المواقف والأفكار تجاه القضايا والناس بدعم هذه المصادر. متلازمة المؤثّرين على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضغط على الأشخاص الذين لديهم قابليّة أكبر للاستهواء العاطفي Emotional appeals بما يؤطر سلوك هذا النوع من المستخدمين وتفضيلاتهم وقراراتهم متأثرين بآراء وأنماط حياة من يتابعونهم. مسارات.. قال ومضى: كم من مشهور يشار له بالبنان.. فقد الطمأنينة وروح الإنسان.