إذا اتخذت موقفاً سلبياً من فرد أو مؤسسة أو مجتمع أو دولة فسوف تكون مهنتك ومهمتك في الحياة هي البحث بالمجهر عن أي خبر أو مشروع من أجل ابتكار الشائعات، أو قلب الحقائق بما يبرر لك ممارسة الانتقاد بلغة الشتم، سوف تشن انتقادات هجومية متواصلة تستند على الجهل أو الحقد أو الابتزاز أو لخدمة مصالح سياسية، هذا ما يحدث من بعض الأشخاص الذين يختارون مواقف معينة أو يجبرون على اتخاذها لأسباب مختلفة ثم ينطلقون منها لبث ما يتخيلون أنها آراء وهي في حقيقة الأمر تنطلق من مواقف سلبية وليس من حقائق. حين تتعرض المملكة لهذا النوع من المواقف وما يصدر عن ذلك من خطاب غارق في المغالطات والتشويه فهي لا تحتاج إلى الرد لأن واقعها المتطور وإنجازاتها المتميزة في كافة المجالات هي أبلغ من أي خطاب إعلامي. الرأي ليس كلاماً مرسلاً ولكنه حديث يستند إلى المعلومات والحقائق والأرقام والتحليل العلمي، الرأي يبحث عن الحقيقة بحيادية وليس انطلاقاً من مواقف جاهزة يصدر عنها خطاب سطحي يحاول التأثير والإقناع بقوة الصراخ وقوة الأكاذيب. ما يجهله أو تتجاهله تلك الأصوات أن المملكة دولة كرمها الله بخدمة الحرمين الشريفين ورزقها ثروة أبدع قادتها في استثمارها للنهوض بالمملكة إلى مصاف الدول الحديثة المتقدمة، اختار قادة المملكة طريق التنمية وليس طريق الشعارات، فأصبحت المملكة دولة متقدمة في تفرعات منظومة التنمية المختلفة بدأت بالتمسك بالدين ثم الوحدة الوطنية، ثم طريق التعليم الذي توزعت نتائجه على مجالات الحياة المختلفة ومن أبرزها الأمن والصحة والإدارة والتقنية والتنمية الاجتماعية والبنية التحتية، والتزامها بمسؤولياتها العربية والإسلامية والدولية، والمساعدات الإنسانية والإغاثات للإنسان في كل مكان دون تمييز. حقائق الواقع التنموي المبهر الذي تعيشه المملكة يتم تجاهلها من قبل أصحاب المواقف، وللتعويض عن ذلك يلجؤون إلى لغة الشتم والصراخ التي لا يجيدون غيرها وهي لغة لم تعد مؤثرة في زمن فقد فيه خطاب الشعارات تأثيره وهو خطاب لا ينتمي لثقافة المملكة التي اختارت طريق التنمية وخطاب التنمية والأفعال قبل الأقوال.