قبل أيام شاهدت إعلاناً لأحد مشاهير (السناب) اشتهر بالسخافات والتفاهات، الإعلان كان لعيادات خاصة بالتجميل وملحقاتها من عمليات مختلفة أكثرها خطيرة وغير مضمونة، الإعلان لعيادات خارج المملكة، وبسذاجة صاحب السناب (كمعلن) يروج لهذه العمليات وكأنه يروج لشواحن جوال أو عطورات معبأة كما اعتدنا، تخيلوا مئات الآلاف ممن يتابعونه وخصوصاً من الصغيرات بالسن وهن لا يعرفن أن هذا المشهور لم يواصل تعليمه وحدوده الاستخفاف وإضحاك الناس عليه، وتفكيرهن بعمليات لزيادة الجمال خطورتها كبيرة، وبكل (وقاحة) يعتمد على أن لديه (رخصة) للإعلان عن أي أمر لأنه دفع مقابل هذه الرخصة وأصبح بذلك حسب وجهة نظر رسمياً وثقة! هنا نحن متأكدون أننا نعيش (أزمة تفاهة) الحل طبعاً أننا لابد أن نتعايش معها، الهجوم والانتقاد لن يجدي، لأن صوت التفاهة في الفترة الحالية هو الأعلى، وعلى فكرة هذه الأزمة (عالمية) وليست لدينا فقط، ولكن بعض المجتمعات وهذه حقيقة لديها أنظمة ووعي اجتماعي أكبر، فالتفاهة اجتماعياً موجودة بكل المجتمعات منذ مئات السنين، ولكن تطور وسائل التواصل ساهمت بنشر التفاهة حتى أصبحت أزمة بكل ما تعنيه الكلمة، ولم نجد الحل لمجابهتها بصرامة، مجرد الانتقاد يعتبر من باب التنظير أو يصل الأمر وهذه مصيبة، أن يعتبر التافهين أن انتقادهم إعلامياً هو من باب الغيرة لشهرتهم وانتشارهم اجتماعياً. نحن من يصنع التافهين وهذه حقيقة، لنبتعد عن التافهين محلياً ونتحدث عن حالة من مئات الحالات التي نصنع بها تافهين مشهورين ونعطيهم القيمة وخصوصاً ممن يسيئون لنا سياسياً أو يتجاوزون بالإساءة لرموزنا، قبل أيام (تافه) خليجي أساء لرمز سعودي نفتخر فيه، نعلم أنه يستحق الرد، ولكن طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي تحتفي بالكم على حساب الكيف، بمعنى إذا وجد آلاف الردود حتى لو سلبية، ستعطيه شهرة أكبر وغروراً للتمادي والبعض يستمتع للأسف بالشتم والقذف ويعتبره كحالة مرضية نجاح له، ردود الفعل العفوية والتي هاجمت وتناقلت الإساءة أعطت للتافه حضوراً بالمشهد الإعلامي، ولكن تخيلوا لو نظمنا طريقة تعاملنا مع هذه الإساءات بصورة أفضل وبالتعاون مع الجهات الرسمية لدينا، اعتقد النتيجة أبلغ وأفضل، وهذه وجهة من فترة طويلة، وتناولتها كثيراً، والشواهد كثيرة على تضخم شهرة البعض بسبب كلمات تافهة استفزنا فيها وتسببنا بتوهمه أنها أصبح ذا شأن. التعايش في هذه الفترة مهم، ولكن بالفعل يحتاج إلى تنظيم وحماية للمجتمع، تسيد آراء التافهين يجب أن لا يتعدى حدود أجهزة الجوال التي يحملونها، المحاسبة لا تكون فقط للإيحاءات الجنسية فقط على سبيل المثال، وإنما حتى الأفكار والتهجم على المجتمع والتنظير فكرياً ومحاول خلق أزمات اجتماعية، جميعها تحتاج لرقابة، فليس كونك تحمل تصريحاً إعلانياً، لك الحق أن تدمر المجتمع لتكسب مئات الآلاف من الريالات، نستطيع أن نتعايش مع التافهين وبالوقت نفسه لا يؤثرون بنا وإنما يسلوننا بتفاهاتهم بحدود.