انْطَفَأَ البحّارُ وهاجرَ للملأ الأحلى نامتْ في الحزنِ مراكبُهُ غادر شاطئه الأغلى ردّد أهزوجَتَهُ الأولى * * * * انطفأ البحّارْ حين طفتْ فوقَ الماءِ سريرتُهُ ضيّعَ في الماء مفاتِحَ خطوتِهِ خالجه النومُ فما اسطاعَ بأن يروي عطشَ الوقتِ وما وجد على الماء له مأوى والشاطئ يرتقب الآتِي فيلوح لل"ديسةِ" وهْوَ يصارعُ موجته النشوى نامت فوق وسادته كلُّ مخاوف رغبته أشبع رفقته مسغبةً لا تغني لا تسمنُ من جوعٍ أيقظهم للصّلواتْ ودعهم في كلماتْ قبلهم بالروحِ فسقطتْ بعض الغيماتْ وذوتْ أجملُ ما يحمل من بسماتْ * * * * لا نامت عينٌ للبحارْ سرقوا شبّاكَ حبيبتِهِ حين توارى خلف جدارْ أو أسرج للغيمة ألفَ مدارْ حينَ رأى غرباءَ لهم أحلامٌ ترسو آمالُ زوارقهم بعيون البحّارْ يعيثون غَباءً في البحر بغير قرارْ * * * * انطفأ البحارُ تحطّم مجدافُ حقيقتِهِ آوى لمكابرةٍ وسرابْ أبحر من غير دليلٍ فتسور في الماءِ مدينتهُ وغشي المحرابْ رتّلَ دمعته الأخرى في وجهِ الظّلماتْ: "من عشق البحرَ أضاع بهيّتَهُ في الصبح وغابْ أخفى نجمته في الأفقِ وتابْ" * * * * انطفأ البحارْ وانطفأت روح البحارْ عاد غريقًا يتبعُهُ ألفُ حوارٍ وحوارْ من قتل البحارْ من أطفأ شمسَ البحارْ من أغرق حلم البحارْ من أخرس صوت البحارْ من .. من .. من .. ؟ انطفأ البحّارُ وعاد حزينًا وانطفأتْ أسئلة البحارْ 1444/12/18ه