تحتضن محافظة مرات العديد من الآثار التي يمتد عمرها إلى قرون من الزمان ولا زالت باقية وشامخة إلى هذا اليوم، ففي البلدة التاريخية في مرات القديمة لا زالت بئر "الوليدي" المنسوبة إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد - رضي الله عنه - موجود، ويحظى بالاهتمام والرعاية من قبل الأهالي واللجان المهتمة بترميم الآثار بالتعاون مع الجهات المختصة والدوائر الحكومية، حيث مرت بعملية أول ترميم لها قبل 15 عاماً من قبل لجنة الأهالي وبلدية المحافظة والمجلس البلدي -آنذاك-، وبدأ العمل بتكوين لجنة ساهمت وأشرفت على أعمال الترميم، وجرى مؤخراً العمل على الترميم الشامل من قبل بلدية المحافظة وجمعية التنمية الاجتماعية، حيث باتت معلماً بارزاً من المعالم التراثية في المحافظة وتحظى بزيارة الوفود السياحية. وبالقرب من بئر "الوليدي" وعلى بعد خطوات يقع المعلم التراثي الشهير "غدير كميت"، والبعض من الأهالي يطلق عليه اسم "الجفرة"، ويقع بجوار جبل كميت من جهة الجنوب وشمال مرات القديمة وملتصق بسورها القديم، ومقام عليه سور خاص بارتفاع ثلاثة أمتار، وله مقصورة أسفلها مدخل يسمى "الدباب" من جهة البلدة له باب محكم، وهي محاطة بأشجار الأثل المعمرة، ولها مدخل للسيل في الجهة الشمالية يسمح فقط لدخول السيل منه، ويطلق عليه اسم "مطاليع الجفرة"، وهو منهل مرات العذب الذي كان يسقي البلدة منذ قرون عديدة، حيث يبقى الماء لمدة عام كامل دون أن يأسن أو يتغير بفضل طبقة "الطمي" التي تنزل من جبل كميت المجاور لها، حيث تمنع من تسرب الماء إلى باطن الأرض وتمنع نمو النباتات، فيبقى الماء عذباً وصافياً رقراقاً، وغدير كميت أثر باق حتى اليوم وتجتمع فيه مياه الأمطار ولا يعرف تاريخه، وقد قامت جمعية التنمية بمحافظة مرات ممثلة في رئيسها عبدالله بن محمد المجلي وبتنسيق من خالد بن دعيج الدعيج بتنفيذ تعديل مصب الوادي في غدير كميت "المطاليع" وإعادته لتصميمه السابق، بدعم من سليمان بن عبدالرحمن الأمير، وتم تنفيذ المشروع بإشراف محمد الموسى - عضو جمعية التنمية الاجتماعية بمحافظة مرات -. وتمت إعادة بناء مدخل الغدير والمسمى "الدباب"، وإعادته إلى تصميمه القديم والذي بني بطريقة هندسية بديعة على شكل نصف دائرة وبسعة أقل من نصف المتر تسمح بدخول الإنسان للتزود بالماء، وتمنع دخول الحيوانات حيث يعلق كل حيوان يهم بالدخول في هذا الممر المقوس مما يجعله يرجع إلى الوراء ولا يستطيع الدخول أبداً، وأشرف على تنفيذه محمد الموسى بدعم من مجموعة من أبناء المحافظة، كما قامت جمعية التنمية بإعادة مشروع "بزبوز الشريقي" وهو أحد صنابير المياه الأربعة التي تغذي البلدة القديمة بالمياه من بئر "الطبيشية" التي تم حفرها بأمر من الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي وجه رئيس الخاصة الملكية عبدالرحمن الطبيشي - رحمه الله - بحفرها وجعلها وقفاً لسقيا أهالي محافظة مرات، وتم الانتهاء من هذا الوقف وربطه بأربعة مواقع في البلدة القديمة عبر أول شبكة أنابيب في عام 1377ه. وتمت إعادة ترميم البوابة الجنوبية للبلدة القديمة بمحافظة مرات "باب النقيب" وهو أحد أبواب البلدة التاريخية الثلاثة بدعم من مجموعة من الشباب، إضافةً الى إعادة بناء البوابة الشمالية للبلدة القديمة بمحافظة مرات "باب البر" وترميم جزء من السور المحيط بالبلدة والملاصق للبوابة، وأشرف على تنفيذه محمد الموسى الذي خصص ريع كتابه (مرات.. علامة ومعلومات) لدعم هذا المشروع وجميع مشاريع ترميم البلدة التاريخية القديمة، كما أن هناك تعاوناً من قبل الأهالي في إعادة ترميم منازلهم القديمة الطينية بالبلدة، حيث يقف شامخاً في الساحة التراثية "بيت الضويحي" للتراث والذي تشرف عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهو أول المباني التراثية التي تم ترميمها في بلدة مرات التاريخية القديمة. بيت الضويحي للتراث بئر الوليدي بعد الانتهاء من الترميم الموسى أشرف على عمليات الترميم