على بعد 140 كيلو مترا غرب مدينة الرياض تقع محافظة مرات، وهي بلدة قديمة جاهلية غنية بالآثار كان لموقعها الاستراتيجي تأثير مباشر على حياة أهلها، حيث إنها تقع على الخط الرئيسي لقوافل الحجيج، لذا فأهلها يشتغلون بالتجارة والزراعة، وتقع في جنوب الوشم ملاصقة لجبل كميت المشهور بين درجة عرض 40 و25 شمالا، وبين خط الطول 45 و45 شرقا على شمال مدار السرطان. وفي هذه اللمحة نرصد بعضا من آثار هذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ القديم: - جبل كميت: بضم الكاف وفتح الميم وإسكان الياء مأخوذ من الكمته وهو اللون البني بين الأحمر والأسود، يقع في الجهة الشمالية لمدينة مرات ويرى من بعد وفي المثل (اضمن لي كميت أضمن لك مرات)، وقد جاء ذكره في أشعار الكثير من الشعراء من أهلها، ومن غيرهم. - بئر الوليدي: سميت بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ذكر أن خالدا نزل في مرات أيام حروب الردة وكان متوجها بجيشه إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب فعسكر بها وقتا ووجد في ماء خبرائها ما يجعله يستقر بعض الوقت ويسقي خيله وجنده، ولكن الماء شح من الخبراء فأمر رجاله بحفر هذه البئر التي سميت فيما بعد باسمه رضوان الله عليه. - غدير كميت (الجفرة): أو الخبراء أو الحفرة ولها عدة مسميات أشهرها عند الأهالي (الجفرة)، قديمة جدا تبقى مياه الأمطار بها مدة طويلة دون أن تأسن وتقع شمال البلدة بجوار جبل كميت، لها مدخل يسمى الدباب محاطة بشجر الأثل ويدخلها السيل من الجهة الشمالية مع مكان يسمى المطاليع مدرجة من جهة الجفرة يطلق عليها مزلف، وذلك لتخفيف اندفاع الماء عند دخوله. - بئر صداء: بئر قديمة عذبة معروفة تقع جنوب مرات كان كل من الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل -يرحمهم الله- يخصصون وقتا عندما يمرون بمرات للمرور بهذه البئر أو إرسال بعض من رجالهم لجلب الماء منها لعذوبته وهي بئر جاهلية لا يعرف من حفرها أو اكتشفها. - بئر الحفصية: تقع في الجهة الجنوبية الغربية من مرات وداخل سورها القديم مطوية بشكل هندسي بديع سميت بهذا الاسم نسبة لامرأة ورثتها عن أهلها آل حفص ولعل ما ورد في كتاب الأصفهاني الذي ذكر أن أبي حفصة الذي أوفده (مروان) وهو في المدينة على بيت مال اليمامة أن يكون قد خلف هذه البئر لابنته حفصة، لذا سميت هذه البئر باسمها. - العروس أو العروسة: تقع في شرق مرات البلدة القديمة في منطقة السبخة ويقال إنها موقع لمرات القديمة الجاهلية وهي عبارة عن تلة من التراب قد تكون قلعة أو قصرا وجد بها قطع من الفخار والزجاج الملون، وفي جهتها الشمالية الغربية وبعد نزول أمطار غزيرة ظهرت بعض أسوار لمنازل قديمة أساساتها مبنية من الحجر مما يؤكد أنها البلدة الجاهلية وفي الآونة الأخيرة تم تسويرها من قبل الهيئة العامة للآثار وتم حظر ارتيادها. - المدرسة الأميرية: أمر بافتتاحها جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وذلك عام 1368ه وتقع في الديرة القديمة شرق غدير كميت (الخبراء) في مبنى مستأجر على طريق الحجاز العام كأول مدرسة نظامية بمرات، ومن أوائل المدارس النظامية بالمنطقة كانت تسمى حين افتتاحها بالأميرية ثم بالسعودية.